تعمل وزارة البيئة على إعداد دراسة عن الاستفادة من مصل الألبان والأجبان والوصول بهذه الصناعة نحو الإنتاج الأنظف والأكفأ.
وأفادت الدراسة أن قطاع الصناعات الغذائية ومن ضمنها صناعة منتجات الألبان في سورية تعد ذات أولوية حيث تحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد العمال وإسهامها في الناتج المحلي الإجمالي، وأن عدد منشآت منتجات الألبان في سورية وصل إلى أكثر من ثلاثمئة منشأة ذات حجم كبير ومتوسط وصغير إضافة إلى آلاف الورش الصغيرة والمتوسطة وتتموضع أغلب هذه المنشآت في ريف دمشق وحلب وحمص وحماة. وهذه الصناعة تتمتع بأهمية اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة لكونها من أشد الصناعات تلويثاً للبيئة ولاسيما لجهة منصرفاتها السائلة كمصل اللبن.
و قدرت الدراسة وفقا لصحيفة تشرين المحلية كمية مصل اللبن الناتج عن هذه الصناعة في حماة وحدها كنفايات سائلة بحدود 116م3/اليوم (ماعدا الورش الصغيرة والمتوسطة والتي تتجاوز هذا الرقم بكثير) وتصرف الى شبكة الصرف الصحي مباشرة من دون معالجة.
كما بينت الدراسة أن هناك الكثير من التحديات والمشكلات التي تواجهها صناعة الألبان في سورية أهمها في مجال استهلاك المياه حيث بلغ معدل استهلاك المياه في المنشآت الحالية لتصنيع الألبان 1.3-2.5 ليتر مياه لكل كغ حليب ويمكن تخفيض هذه النسبة في المنشآت الحديثة إلى 0.8-1 ليتر مياه لكل كغ حليب. وفي مجال استهلاك الطاقة بلغ معدل استهلاك الطاقة في مصانع إنتاج الألبان ما بين 0.5-21 ميغا جول لكل كغ حليب. هذا إضافة لمشكلة النفايات والمخلفات المتولدة من مصانع الألبان نفايات سائلة وصلبة.
يحل المصل 100% محل المياه الداخلة إلى المزرعة، يوفر المصل بديلا منخفض التكلفة للأغذية السائلة (بسعر أقل من 6.8 % من سعر المولاس). يمكن أن يعوض حوالي 19 ليتراً من مصل الجبن الأبيض السائل كمية الطاقة والبروتين نفسها التي يوفرها 2.4 كغ من خليط البروتين الخام أو العلف الخشن، ويمكن توفير نصف التكلفة في حال تسمين العجول بمعدل الضعف و يمكن للمصل أن يحسن من طعم الغذاء وقوامه والتحكم في الأتربة الناتجة عن العلف الجاف وإن ضخ المصل السائل في شبكة مواسير الشرب بمزرعة الأبقار أو الماشية يجعل استخدامه كغذاء تكميلي حلاً اقتصادياً لإمكانية الاستغناء عن معدات التغذية والخلط واستخدام عمالة أقل إضافة إلى كونه أسلوباً بسيط التكلفة لخلط الإضافات الغذائية (مثل اليوريا والأملاح والفيتامينات) والإضافات الغذائية.
ويمكن استعادة 100% من مصل اللبن كمنتج ثانوي كان يعد في الماضي نفايات سائلة، وذلك بدون الحاجة الى استثمارات عالية التكلفة أوتعديلات، وخفض حجم مياه الصرف الصناعي والذي كان يحتوي على كميات كبيرة من المصل بحوالي 25% (5.970م3 سنويا) وانخفاض متطلبات وتكاليف المعالجة النهائية، وخفض مستوى التلوث العضوي المرتفع في سوائل الصرف الصناعي ما أدى إلى تقليل حجم كل من الأوكسجين الحيوي BOD (بمقدار 415 طناً سنويا)، الأوكسجين الكيميائي(بمقدار522طناً سنويا)، إجمالي المواد الصلبة (بمقدار58 طناً سنويا) المواد المذابة بمقدار(218طناً سنويا)، وهذا يتيح للمصنع تحقيق التوافق مع معايير الصرف الصناعي.