أصدرت المديرية العامة للآثار والمتاحف، تحديثاً للتقرير الذي وثق الأضرار والتعديات في مختلف المتاحف والمواقع الأثرية السورية والإجراءات المتبعة من بداية الأزمة ليغطي حالياً واقع الآثار حتى نهاية العام 2013.
وأوضح التقرير، أنه تم تأمين مقتنيات المتاحف إلا في حالات نادرة جداً في حين طالت أضرار مادية الكتلة المعمارية لبعضها كما في مبنى متحف حلب ومبنى متحف دير الزور إلى جانب متاحف كل من حماة ومعرة النعمان ومتحف التقاليد الشعبية في حمص ونظيره في دير الزور.
وبين التقرير، أن المتاحف السورية شهدت في بداية الأحداث سرقة قطعتين أثريتين هما تمثال برونزي مطلي بالذهب يعود للفترة الآرامية من متحف حماة وقطع حجرية رخامية من متحف أفاميا في حماة، وتم سرقة قطع تراثية من متحف التقاليد الشعبية في حلب و17 قطعة فخارية وبعض الدمى الطينية من قاعة العرض في قلعة جعبر.
وأضاف التقرير، أنه تم تداول معلومات غير واضحة عن سرقة بعض موجودات متحف حمص في حين لم ترجح تقارير دائرة آثار حمص هذه المعلومات على الرغم من أنها أوضحت صعوبة تقييم الوضع بدقة إلا أنها أكدت عدم خطورتها.
وتم نقل 3صناديق تحوي 527 قطعة أثرية تعود ملكيتها للمتحف الوطني إلى مكان مجهول بحجة حمايتها ولم تنجح النخب الاجتماعية في استعادتها، كما تم الاستيلاء على 6 صناديق تحوي قطعاً أثرية من مستودعات متحف الرقة بينما عثر على 3 صناديق منها في مدينة الطبقة تضم 104 قطع أثرية ولم يعرف حتى الآن فيما لو كانت القطع الموجودة فيها تشكل كامل المقتنيات.
وسرقت 30 قطعة من متحف معرة النعمان، وبالعموم تم نقل مقتنيات معظم المتاحف للحفاظ عليها باستثناء الأضرار المذكورة.
وذكر التقرير، أنه في حلب تم تدمير مئذنة الجامع الأموي الذي يعد واحداً من أهم الجوامع الأثرية في سورية، وتم تفكيك المنبر الخشبي الأثري فيه. كما احترقت مئات المحال الأثرية في أسواق حلب القديمة وأظهرت صور نشرتها بعض وكالات الأنباء تعرض متحف الطب والعلوم لبعض الأضرار، كما تعرض مدخل قلعة دمشق وبرجها الشمالي لأضرار.
وبحسب التقرير دمرت عمليات الحفر والتخريب باستخدام الآليات الثقيلة أجزاء كبيرة من تل القرامل في ريف حلب الذي يعود إلى العصور البرونزية، كما تعرض موقع «قنسرين» جنوب غرب حلب لأعمال تنقيب واسعة تمارسها مجموعات من اللصوص تنتمي للمناطق المجاورة.
وتعرض كهف الديدرية في جبل سمعان لأعمال تخريب، وفي منطقة منبج ومحيطها ارتفعت وتيرة التعديات على المواقع الأثرية، وكذلك الحال بالنسبة لخربة آلاباش وتل عرب حسن وتل أبو قلقل وتل حالولة وقلعة الحلونجي وموقع النبهة وأم السرج وشاش حمدان وصررين والهوشرية وشقلة وتل زنقل وتل خميس وتل شيوخ تحتاني وتل شيوخ فوقاني.
وعانت المواقع الأثرية في حلب من الكثير من التعديات العمرانية، وتعرضت قلعة سمعان- جوهرة- كنائس المدن المنسية- إلى تشويه وتخريب متعمدين.
وتم اقتحام كنيستين في ادلب ودير قرية الجديدة وحطمت جميع الصلبان والأيقونات وسرقت 11 أيقونة أثرية، وشهدت قلعة حارم اعتداءات تسببت بأضرار، أما إيبلا فشهدت أعمال تنقيب شرسة وكثيفة انخفضت حدتها بفضل جهود كوادر المديرية العامة للآثار.
وأكد التقرير، أن المواقع الأثرية شمال الحسكة بحال جيدة إلى الآن ولم تتعرض لتنقيبات غير مشروعة، في حيت تعرضت بعض التلال لبعض التنقيبات السرية، وفي دير الزور تعرض تل السن للكثير من أعمال الحفر السري فيه وموقع تل بصيرة تعرض لاستمرار البناء المخالف.
وقد عانى دورا أوروبوس من سرقة وتدمير منهجي، وفي الرقة بين التقرير أن قلعة جعبر حالياً مغلقة ، مؤكداً أنها آمنة إلى الآن باستثناء بعض المفقودات، كما تعرضت مواقع في الرقة لأعمال تنقيب غير مشروعة، إذ شهد موقع تل صبي أبيض حفريات ضمن مربعات التنقيب وأعمالاً أخرى شهدتها بادية معدان، كما سجلت الكثير من التعديات المدمرة للسويات الأثرية في تل البيعة وتلال مجاورة لها.
كما هاجم ما يقارب 100 مسلح مستودعات هرقلة الأثري وسطوا على محتوياتها المكونة من مئات القطع الأثرية.
وفي حماة، يعد موقع أفاميا أكثر المواقع تضرراً بسبب أعمال التنقيب السري المتواصلة في الموقع، وسرقة أحجار بناء كثيرة من موقع الأندرين الأثري، وتعرضت قلعتا شيزر والمضيق للأضرار في العديد من الأماكن.
وتضررت في حمص كنيسة أم الزنار إضافة لكنائس أخرى كما أصابت بعض المباني والأسواق القديمة في المدينة أضرار كبيرة، وتضرر بعض من أجزاء قلعة الحصن الداخلية، أما الأضرار التي تعرض لها مسجد خالد بن الوليد فهي كبيرة على أيدي تلك العصابات المسلحة.
وتم في درعا تدمير مئذنة الجامع العمري وتعرض لأضرار نتيجة سقوط عدة قذائف في صحنه وتعرض جامع الحراك الأثري في إزرع لأضرار كما تضرر مبنى مبرك الناقة في بصرى القديمة ومعبد حوريات الماء هناك، وطالت الحفريات داخل حرم المسجد العمري وتخرب بلاط أرضيته في حين تعرض موقع تل شهاب إلى إزالة بعض البيوت القديمة.
وشهد موقع خربة نهج وخراب الشحم واليادودة والمزيريب وخربة البعلة والعجمي وتل الأشعري وبين آرة والقصير وحيط وكويا وبلدة الشجرة وخربة كوم الجوز حفريات عشوائية غير مشروعة تسببت بحفر بمختلف الأحجام.
واقتصرت الأضرار، في القنيطرة على مخالفات البناء وبعض الانتهاكات بسبب أعمال الحفر غير المشروعة في بعض المواقع مثل بئر عجم وغيرها.
وتسببت عبوة ناسفة زرعت ضمن في شارع الكلاسة منطقة دمشق القديمة، بأضرار جزئية في واجهة المدرسة العادلية الكبرى، كما تسببت قذيفة هاون بإلحاق أضرار جزئية في بعض النقاط في واجهة مبنى الجامع الأموي من الداخل وتكسوها لوحة فسيفسائية، كما سقطت قذيفة أخرى على سطح الجدار الشمالي لقاعة العرش في قلعة دمشق محدثة أضراراً مادية طفيفة.
ولفت التقرير، إلى وجود سرقات طالت موجودات بعض كنائس وأديرة في معلولا ولم تستطع المديرية العامة للآثار والمتاحف التحقق من هذه المعلومات وتالياً تأكيدها أو نفيها.
وتعرض موقع السحل في منطقة يبرود إلى أعمال تنقيب غير مشروعة إضافة إلى سرقة طالت بعض موجودات خان عطنة وبيت البعثة الوطنية العاملة في تل سكة الأثري.