ارتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين إلى 152 ليرة شراءً و153.5 ليرة مبيعاً.
وأشار صيارفة إلى حصول عمليات بيع بأسعار أعلى وصلت إلى 154 ليرة، وعزوا هذا الصعود إلى مضاربات اعتيادية يقوم بها المضاربون أيام الإجازات والعطل الرسمية، في محاولة منهم لإيهام ممتلكي الدولار بإمكانية فقاعات جديدة قد تحصل في سعر صرف العملة الخضراء، وبالتالي جذبهم لبيع مقتنياتهم من الدولار أو دفع آخرين للشراء عند مستويات مرتفعة وفي الحالتين يحقق تجار "الفوركس" أرباحاً من التداولات.
وشهد سعر صرف الدولار مقابل الليرة انخفاضاً جديداً في المؤسسات المالية النظامية في معظم المحافظات السورية، إذ سجل الدولار في العاصمة دمشق سعر 148 ليرة للمبيع و146.5 ليرة للشراء، بينما انخفض إلى مادون 145 للمبيع و142 ليرة للشراء في المحافظات الوسطى التي تشهد حالة استقرار أفضل من السابق. وأغلقت نشرة أسعار صرف العملات الأجنبية الصادرة عن مصرف سورية المركزي نهاية يوم الخميس الفائت عند سعر صرف 147 ليرة للمبيع و145 للشراء.
وأكد حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة، وفقا لصحيفة البعث المحلية، أنَّ سياسة التدخّل الرامية إلى الحفاظ على سعر الليرة السورية عند مستوياته التوازنية مستمرة ولن تتوقف ما دامت السوق تحتاجها. وأوضح ميالة خلال اجتماع عقده الحاكم الأسبوع الفائت مع ممثلي مؤسسات الصرافة السورية، لمناقشة وضع سعر الصرف وبيان واقع العرض والطلب على القطع الأجنبي، أنَّ جلسات التدخل التي يقوم بها المصرف المركزي مستمرة وليس لدى المركزي أي نيَّة لإيقافها ولاسيما بعد أن أثبتت هذه السياسة نجاعتها في الحفاظ على استقرار سعر الصرف.
ورأى الدكتور ميالة أن هذه السياسة أيضاً قد ساهمت في تعزيز مصداقية المصرف المركزي لدى المواطن الذي لم ينجرّ خلال الآونة الأخيرة -على الرغم من كل الإشاعات الرامية إلى تثبيط الاستقرار الاقتصادي الحاصل- وراء المضاربات للنيل من قوة الليرة.
وبيّن الحاكم أن المركزي مستمر بتمويل الطلب التجاري لتمويل المستوردات عن طريق المصارف وبشكل يومي، الأمر الذي ينفي الحاجة إلى اللجوء إلى السوق السوداء لشراء القطع الأجنبي.
أمَّا مؤسسات الصرافة فقد بيّنت أن هناك استقراراً نوعياً تشهده سوق القطع حالياً، حيث إن عرض القطع الأجنبي والطلب عليه ضمن الحدود الطبيعية، وأن أي تغيير حاصل في سعر الصرف هو طفرات استثنائية وفقاعات سعرية ليس لها أي أساس من الصحة، الأمر الذي يبدو جلياً من خلال عودة السعر مباشرة إلى مستوياته التوازنية دون عتبة 150 ل.س للدولار، كما أكدت هذه الشركات أن السوق تشهد اتجاهاً هبوطياً في سعر صرف الدولار، وأن جميع التوقعات التي تسود السوق حالياً هي نحو هبوط سعر الصرف، وبالتالي فإن أي قفزات سعرية غير متوقعة نتيجة بعض الأحداث والتطورات السياسية أو الأمنية ستكون آنية، حيث سيعاود سعر الصرف العودة مباشرة إلى مستوياته التوازنية دون مستوى 150 ل.س للدولار.