أوضح " الباحث والخبير عمار اليوسف " أن أسباب مشكلة النقل هي الأزمة الأمنية التي تمر بها سورية وستزول تلك المشكلة بزوال الأزمة لكن لا يمكن للمواطن الانتظار فهو بحاجة إلى تأمين وسيلة نقل إلى عمله ومناطق سكناه، مضيفاً إن أي مقترح لحل مشكلة النقل قد لا يكون واقعياً ضمن هذه الظروف ولكن باعتقادنا الشخصي يجب على الدولة العودة إلى تفعيل دور النقل الداخلي الذي ساهم في مرحلة من المراحل بحل أزمة النقل في سورية من خلال تطوير آلية العمل لدى هذه المؤسسة الحكومية واستيراد مجموعة من حافلات النقل الداخلي الحديثة إضافة إلى زيادة الخطوط وإطالتها بما يحقق خدمة العدد الأكبر من المواطنين، إضافة إلى حل آخر، وقد بدأ به المواطنين فعلياً لكنه يحتاج إلى قوننة وهو ما يسمى بالتكسي سرفيس حيث يمكن تحويل فئة كبيرة من التكاسي إلى ما يشبه السرافيس حالياً من خلال تحديد مجموعة من الخطوط تقوم تكاسي النقل فيها بنقل عدة مواطنين ضمن خط محدد وبتوزيع الأجر على الركاب جميعاً حسب العداد.
وحسب مصادر مطلعة تبين أن عدد مقاعد النقل ما بين باصات وتاكسي وسرافيس في عام 2011 كانت 249000 مقعد انخفضت إلى الثلث أي بحدود 94000 مقعد مع تزايد عدد سكان دمشق بحدود 60%.
ومن الأسباب الإضافية التي ساهمت في الازدحام حسب اليوسف خروج عدد كبير من سيارات الخدمة العامة من سرافيس وباصات نقل كبيرة عن الخدمة نتيجة استهدافها من المجموعات الإرهابية وعدم توافر قطع التبديل، إضافة للازمات المتعددة للمازوت والبنزين، إضافة إلى تحويل عدد كبير من المواطنين من وسائل نقلهم الخاصة إلى وسائل النقل العامة لعدم توافر البنزين والازدحام الحاصل في الطرقات زخاصة تلك التي تصل بين الريف والمدينة، ولا ننسى الازدحام الحاصل أمام الحواجز الأمنية الحامية للمواطن والوطن وهي مفرز من مفرزات الأزمة الهدف منها حماية المواطن والوطن، وهنالك عدد كبير من إدارات الدولة ألغت موضوع النقل الجامعي للموظفين، كما نجد عودة عدد كبير من سائقي السرافيس إلى بلداتهم الأساسية وخروجهم من سوق النقل، مشيراً إلى أن أسباب أزمة النقل مشتركة بين الأسباب اللوجستية والأسباب الفنية مجتمعة.
وقال اليوسف: لا بد من دعم قطاع النقل الخاص بحيث يصبح إلى ما يشابه شركات مساهمة والسماح له باستيراد وسائل نقل جديدة بإعفاءات معينة وتأمين المازوت المدعوم لهذه الشركات، وإيجاد ثقافة جديدة لدى المواطن السوري المالك للسيارات الخاصة من خلال مجموعة من الندوات التثقيفية من خلال وسائل الأعلام بحيث يصل مالك السيارة الخاصة إلى مرحلة يمكنه معها تقبل أن يقل شخصاً ينتظر واسطة نقل عامة إذا كان متجهاً في الطريق نفسها.