أكد وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري أن الخبرات المحلية تمكنت مؤخراً ومن خلال التجارب المتكررة من تصنيع الممدد الخاص للسائل المنوي (للقشات التي يتم إنتاجها في مديرية الإنتاج الحيواني واستخدامها في التلقيح الاصطناعي للأبقار) ليصبح قابل للتعبئة والاستخدام، وذلك بعد تمنع الشركات المصنعة عن إعطاء التركيب المستخدم لديها ونسبة المواد الداخلة في هذا الممدد.
وأضاف القادري بحسب صحيفة "الثورة" ، أنه نتيجة لارتفاع الكبير في سعر هذا الممدد عالمياً، وما قابله من إرادة قوية لدى الفريق الفني المختص في مديرية الإنتاج الحيوانية وإصرارهم استمرار عجلة إنتاج القشات بالدوران وعدم توقف مشروع التلقيح الاصطناعي الذي سينتج عنه خسارة كبيرة لقطيع الأبقار وانخفاض إنتاجها من اللحم والحليب، فقد تمكنوا كسب الرهان والفوز بالتحدي القائم من خلال توصلهم إلى منتج سوري ـ سوري بمواصفات عالية وبمواد أولية متوافرة في السوق المحلية، بدل استيراده من الخارج بعبوات سعة الواحدة منها 400 ملم تكفي لحوالي 2000 قشة بسعر 75 يورو.
وأوضح وزير الزراعة إلى أن التكلفة المحلية لإنتاج 400 مليمتر من المدد تقدر بنحو 1100 ليرة أي ما يعادل 7 % من سعر المنتج المستورد الذي يساوي 75 يورو، كما أن تكلفة السائل الممدد الأجنبي لمليون قشة تصل في العام إلى أكثر من مليار ليرة بينما التكلفة المحلية لا تتجاوز 966 ألف ليرة، إضافة إلى أن فترة صلاحية الممدد المستورد لا تتجاوز الستة أشهر وعليه فإن بقاءه لفترة يقلل من فاعليته ويخفض من كفاءته، بينما يقوم الفنيون حالياً بإنتاج السائل الممدد محلياً بشكل تدريجي حسب الحاجة الأمر الذي يجعل فاعليته عالية دائماً نظراً لإنتاجه طازجاً وبشكل دائم، فضلاً عن التخلص من صعوبات إجراءات الاستيراد وغيرها.
وبين وزير الزراعة أن هذا الإنجاز تم تحقيقه في مركز الغزلانية (في محافظة ريف دمشق) لإنتاج السائل المنوي والآزوتي وهو المركز الوحيد في الشرق الأوسط الذي يقوم بإنتاج قشات السائل المنوي التي يتم استخدامها بالتلقيح الاصطناعي للأبقار، حيث استطاع هذا المركز أن يؤمن احتياج القطر من القشات خلال السنوات الماضية مما ساهم في توفير مبالغ مالية كبيرة جداً لقاء استيراد القشات من الخارج، علماً أن الخطة الإنتاجية السنوية للمركز تصل إلى حوالي مليون قشة (100 ـ 150 مليون دولار ثمن قشات سائل منوي مستورد لتأمين حاجة قطيع الأبقار في القطر من السائل المنوي)، كما أن الكفاءات الوطنية التي اكتسبت خبرة عالية في إنتاج وحفظ القشات أعطت لهذه القشات سمعة جيدة حيث أصبحت لا غنى عنها بالنسبة للمربي السوري، فضلاً عن رغبة المربين من خارج القطر في الحصول على هذه القشات، فضلاً عن تشغيل اليد الوطنية العاملة وبناء كادر سوري من الخبرات المميزة بخبراتها العالية، حيث يصل عدد العاملين بكافة مراحل عملية التلقيح الصناعي إلى ما لا يقل عن 1750 عاملا، منوهاً إلى أن مركز الغزلانية نجح في زيادة الوزن الحي للأبقار المحسنة بمعدل 150 كيلو غراما والمحافظة على صفة التأقلم مع البيئة المحلية.