اوضحت مصادر مطلعة ان "الجامعات السورية" تقدم بمقترح سيناقش في مجلس التعليم العالي «قريباً» يطالب في نصّه بإلغاء الامتحان الطبي الموحد كشرط للتخرج واعتباره فقط من أجل التقدم لمفاضلة الدراسات العليا لاقى اعتراضاً شديداً من مدير عام مركز القياس والتقويم في وزارة التعليم العالي الدكتورة ميسون دشاش ضرورة قياس مخرجات التعليم بما يحقق الكفاءة والعدالة والنزاهة تحت مظلة التعليم العالي
فيما عبر وجود مركز خاص بعملية القياس والتقويم كأداة مستقلة حيادية غايتها التحقق من جودة العملية التعليمية في الكليات الطبية لضمان تحسين جودة الخدمات الطبية والرعاية الصحية على أكمل وجه، مستغربة خروج هذا المقترح من أساسه.
وينطلق اعتراض مدير عام المركز من مصداقية الامتحان الطبي بالأرقام والوقائع منذ فترة تطبيقه في 2010 بأنه وسيلة تحقق العدالة ومبدأ تكافؤ الفرص، وأيضاً بهدف استمرار الاعتراف بالشهادات الطبية السورية من اليونيسكو ومنظمة الصحة العالمية حسب المعايير العالمية للتعليم الطبي والتي تتطلب وتفرض وجود أداة معيارية موحدة وتحكيم خارجي لقياس جودة أداء المؤسسة التعليمية ومخرجاتها قبل 2015، كشرط لبقاء الاعتراف بالشهادات السورية.
وقالت الدكتورة دشاش: إن الحاجة لقياس مخرجات التعليم تأتي من أجل الترخيص لمزاولة المهنة، حيث يجرى الامتحان من أجل التخرج ومزاولة المهنة معاً، وبناء على نتائج الامتحان الطبي الموحد تسمح الجهات المعنية مثل وزارة الصحة ووزارة الدفاع والقطاعات العامة الأخرى المعنية للطالب بإكمال تحصيله العلمي أو متابعة تدريبه السريري للحصول على الاختصاص أو بالحصول على الترخيص المؤقت أو الدائم من أجل مزاولة المهنة.
وتأتي أهميته بحسب مديرة المركز لمراقبة وضمان جودة البرامج والمناهج بحيث يتم تقديم مؤشرات أداء علمية حيادية للجامعات والكليات المعنية مدعمة بالحقائق والأرقام حول الإنجاز العلمي لطلابها، وتطبيق أداة معيارية موحدة من جهة حيادية لا تستند للآراء الشخصية، وتقييم جودة أداء القدرات المؤسسية والإدارية والفنية للكليات الطبية التي تأثرت في ظل الظروف الحالية نتيجة هجرة العديد من الأساتذة نتيجة الأزمة الحالية وسوء التوزع الجغرافي للكادر التدريسي لتحقيق الحد الأدنى من متابعة جودة العملية التعليمية والتدريب السريري في المشافي التعليمية، إضافة لمحدودية المعلومات والأدلة والبيانات مثل تقارير التقييم الذاتي والأبحاث المتعلقة بعملية التعليم الطبي والقياس وجودة الامتحانات في الكليات الطبية الحكومية والخاصة وخاصة خلال الأزمة.
وأوضحت دشاش أنه تم تحديد موعد الدورة القادمة للامتحان الطبي الموحد خلال 11-12 آذار القادم، مشيرة إلى أنه سيتم إجراء دورة تدريبية عن الامتحان تركز على الموضوعات المتعلقة بالأزمة وضرورة توافر مستوى معلومات ومهارات للخريج قبل دخوله ميدان العمل، إضافة لإجراء تقييم ذاتي للطلاب عند التسجيل من خلال سبر معلومات ومهارات وحصر مسؤوليات الطلاب الأخلاقية والمهنية قبل التسجيل في الامتحان عبر تقييم المواقف قبل الرعاية الطبية للمرضى، مشيرة إلى إجراء دورة تدريبية عن امتحان طب الأسنان أيضاً في 26-27 آذار القادم، على أن تكون الدورة التكميلية في 12 نيسان. وحول ما أشيع سابقاً عن وجود أخطاء في الأسئلة الامتحانية، قالت دشاش: إن الأسئلة تخضع لضبط الجودة عبر لجان امتحانية وأساتذة من جميع الاختصاصات بطرح بنك أسئلة من جميع الجامعات، حيث يتم إجراء ثلاث مراجعات، مؤكدة وجود خطأين فقط في أسئلة الامتحان الطبي الموحد للعام 2013، وعليه فقد تمت إضافة علامتين للطلاب وتم إجراء مراجعات للتأكد من دقة الأسئلة، لذا تم التأخر في صدور النتائج.
وأضافت: عكست النتائج الأخيرة للامتحانات درجة صدقيتها من حيث قدرتها على انتقاء الأفضل واستبعاد الأسوأ، حيث يمكن ببساطة الرجوع إلى معدلات الطلاب في السنوات الست ومقارنتها مع علامات الامتحانات الوطنية ليتبين لنا وجود ارتباط خطي طردي وثيق بين معدل السنوات الدراسية ومعدل الامتحان الوطني الموحد، حيث حصل الطلاب الأوائل في السنوات الست على أعلى الدرجات في الامتحان الطبي الموحد والعكس بالعكس. بحيث تم تحليل النتائج ومقاربتها مع معدلات الطلاب ممن تقدموا للامتحان تبين وجود ارتباط وثيق بين الطلاب الأوائل ومعدلاتهم المرتفعة خلال الـ6 سنوات، ولاسيما أن النتائج الامتحانية عكست ذلك عبر نجاح 1530 طالباً وزيادة في عدد مقاعد الدراسات البالغة 1122.
وتوقعت مدير عام مركز القياس والتقويم أن يبلغ عدد المتقدمين للامتحان الطبي الموحد القادم نحو 1000 طالب، لافتة لتوجيهات وزير التعليم العالي الدكتور مالك علي في تحقيق جودة الأسئلة والنزاهة ومنع حدوث أي عمليات غش وتلاعب، مشيرة إلى ضبط 4 حالات غش بلوتوث في امتحانات الجامعات غير السورية (صيدلة)، مضيفة: إن التقدم للامتحان يتم الآن عل البصمة وفق (باركودات) مع التحقق من الهوية.
وأشارت مدير عام المركز إلى أن عدد الطلاب المتقدمين للامتحان الطبي الموحد السابق خلال 2013 بلغ في جامعة دمشق 606 طلاب، نجح منهم 531 بنسبة 87.62%، بعدد مقاعد متاحة للدراسات العليا 609 مقاعد، أما في تشرين فبلغ عدد المتقدمين 296 نجح منهم 244طالبا بنسبة 82.43% وعدد مقاعد دراسات154، وفي جامعة حلب بلغ العدد 502 نجح منهم 370 طالبا بنسبة 73.71% وعدد مقاعد متاحة للدراسات 359، وفي جامعة البعث بلغ العدد 256 نجح منهم 150 بنسبة 58.59%، وفي الفرات بلغ العدد 167 نجح 88 بنسبة 52.69% وفي القلمون 203 طلاب نجح منهم 99 بنسبة 48.77 %، والسورية الخاصة 116 نجخ 45 بنبنبة 38.79%، وفي الجامعات غير السورية بلغ عدد المتقدمين 101 نجح منهم 13 بنسبة 12.87%
وبلغ عدد المتقدمين في الامتحان الموحد للصيدلة الذي أجري مؤخراً 61 والناجحون 9 طلاب، نسبة النجاح للجامعات غير السورية 14.75.