ساد هلع أسواق المال العالمية وبورصات الشرق الأوسط أمس بعد تنامي القلق من التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وتضرر الروبل وأسواق موسكو بعد تهديد الغرب بعزل روسيا عن الاستثمارات الخارجية التي تحتاجها لإطلاق نموها الاقتصادي المترنح. وأنهت بورصة موسكو التداولات على انخفاض كبير، إذ أغلق المؤشران الرئيسان «ميسيكس» و «آر تي إس» بتراجع 10.79 و12.01 في المئة على التوالي
وتدهور سعر صرف الروبل إلى مستويات قياسية. وسجل سعر صرف اليورو رقماً قياسياً أمام العملة الروسية متجاوزاً عتبة الـ50 روبل وسجل 51.20 روبل، كما ارتفع الدولار إلى 37.0005 روبل، ليتجاوز مستواه القياسي المسجل أثناء الأزمة المالية عام 2009.
وأمام العاصفة المالية، أعلن البنك المركزي الروسي، في قرار غير متوقع، زيادة «موقتة» على معدل الفائدة الرئيس إلى سبعة في المئة من 5.5 في المئة سابقاً. وأكد «المركزي» الذي لم يكن مقرراً أن يجتمع قبل 14 الجاري، أن «القرار يهدف إلى مواجهة الأخطار التي برزت حيال التضخم والاستقرار المالي، والمرتبطة بزيادة التقلبات في الأسواق المالية أخيراً».
وأوضح الخبير الاقتصادي في مؤسسة «ماركو إدفايزوري» كريس ويفر أن «الأخطار تعززت بشدة، ولا يمكن تفادي رد الفعل على الروبل وسوق الديون والأصول». وفي هذا السياق بدت الديون الألمانية مطلوبة جداً صباح أمس في السوق، إذ تحولت إلى ملجأ للمستثمرين القلقين من تصعيد النزاع في أوكرانيا، في حين قفزت أسعار الفائدة على الاستدانة الروسية.
وانخفض سعر فائدة الدين الألماني على مدى 10 سنوات إلى 1.572 في المئة من 1.624 في المئة نهاية الأسبوع الماضي. وفي غمرة هذه التطورات، شهدت فرنسا، وهي بين الدول التي اعتبرت الأكثر متانة في منطقة اليورو، تراجع معدل فائدة استدانتها إلى 2.154 من 2.195 في المئة.
وبلغ سعر صرف اليورو رقماً قياسياً في مقابل الروبل متجاوزاً عتبة 50 روبلاً، ليبلغ 51.20. وارتفع سعر صرف الدولار إلى 37.0005 روبل متفوقاً على مستواه القياسي المسجل أثناء أزمة 2009. وأمام العاصفة المالية، اعلن المصرف المركزي الروسي زيادة «موقتة» لفائدته الرئيسة من 5.5 إلى سبعة في المئة.
وسجل سعر الذهب أعلى مستوى له منذ 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ليصل إلى 1350.37 دولار للأونصة قبل أن يستقر عند 1346.10 دولار. وتدهورت أسواق المال في أوروبا، إذ تستثمر شركات أوروبية بكثافة في روسيا بفضل معدلات نمو أفضل منها في دولها. ودفعت بورصة فرانكفورت الثمن الأعلى، إذ تدهورت بنسبة تفوق ثلاثة في المئة. أما بورصة باريس، فتراجعت نحو 2.3 في المئة وبورصة ميلانو 2.3 في المئة وبورصة لندن نحو 1.8 في المئة. كما فتحت البورصات الاميركية منخفضة.
وأدى تصاعد التوتر في أوكرانيا إلى زيادة أسعار النفط، فسجل خام برنت 112.10 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ 30 كانون الأول (ديسمبر) قبل أن يتراجع إلى 111.97 دولار، بزيادة 2.90 دولار عن سعر التسوية الجمعة. وصعد الخام الأميركي الخفيف 2.16 دولار إلى 104.75 دولار للبرميل، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 23 أيلول (سبتمبر) قبل أن يتراجع إلى 104.50 دولار.
المصدر: ( B2B-SY - موسكو، لندن، نيويورك - رويترز، أ ف ب)