يحتفظ مصرف لبنان المركزي بأكثر من 13 مليار دولار من السبائك الذهبية من دون ايّ حراك بعيداً من الارتفاعات والانخفاضات التي يشهدها الذهب في الاسواق العالمية. ويستبعد الخبراء والمسؤولون وجود ايّ فائدة تذكَر لبَيع الاحتياطي الذهبي ليس في لبنان بل وحتى في الولايات المتحدة الاميركية ودول غنية اخرى تعاني الادمان على الاستدانة التي خرق حجمها السقوف كلها.
تبلغ قيمة الاحتياطي الذهبي في لبنان ما بين 13 و14 مليار دولار أميركي بحسب الاسعار الحالية في الاسواق العالمية. وعلى رغم حاجة لبنان الى المليارات واضطراره الى الاستدانة سنوياً بكلفة تتزايد يوماً بعد يوم، لم يسمع صوت واحد في طول البلاد وعرضها يطالب ببَيع الذهب لتمويل الإنفاق الحكومي. للذهب فوائد أخرى ومحاذير عديدة تحول دون عرضه للبيع.
والأمر لا ينطبق على لبنان فحسب، بل يتجاوزه أيضاً الى اكبر دولة في العالم وهي طبعاً الولايات المتحدة الاميركية. وقد طرح موضوع الذهب بقوّة خلال المناقشات الحالية في الكونغرس الاميركي حول رفع سقف الدين الاميركي. وتملك الولايات المتحدة نحو 261.5 مليون أونصة من الذهب، أي ما يتجاوز بقليل الـ 340 مليار دولار اميركي.
واستبعدت احتمالات الإقدام على بَيع الذهب الاميركي إذ انّ هذا العمل سوف يشوّه سمعة الولايات المتحدة الاميركية وسوف تكون له تداعيات سلبية عديدة، اذ إنه يُضعف الثقة بهذه الدولة الكبرى وسوف يضرّ بالنظام المالي العالمي. كما انّ بيع الذهب قد يعطي بعض الوقت الإضافي للسير من دون الاستدانة، لكن هذا الوقت الاضافي ليس كافياً.
فإذا كانت الولايات المتحدة تستدين شهرياً نحو 100 مليار دولار اميركي فإنّ محصول بيع الذهب لن يكفي لأكثر من ثلاثة اشهر. كما انّ بيع الذهب سوف يضغط على الاسعار العالمية مع وصول كميات كبيرة معروضة للبيع في الاسواق، فيتراجع المعدن الاصفر اكثر من 12 في المئة.
وتبقى المديونية المرتفعة للولايات المتحدة الاميركية ولكبريات الدول الغنية الاخرى دافعاً خفياً لبيع الذهب، وبالتالي لخَفض إضافي لأسعاره. علماً انّ الاستثمار العالمي في الذهب خسر نحو 40 مليار دولار خلال العام 2013، ما حوّل المعدن الاصفر الى فئة التوظيفات المرتفعة المخاطر، وما زال يحول دون ارتفاعه وعودته الى التألق مع مطلع العام 2014 بعد كسوف كبير في العام الماضي.
السوق اللبنانية
بقي حجم التداول محدوداً جداً في بورصة بيروت الرسمية للاسهم، أمس، في جلسة تداول قصيرة فبلغ 15041 سهماً وقيمتها 164332 دولاراً اميركياً. وجاء ذلك مع حال الترقّب والقلق الشديدين قبيل اجتماع لجنة إعداد البيان الوزاري. وسجّل تبادل 21 عملية بيع وشراء تناولت ثلاثة اسهم فقط، تراجع منها سهمان وارتفع سهم ثالث. فقد تراجعت أسهم سوليدير الفئة (أ) أمس بنسبة 0,3 في المئة الى 13,17 دولاراً وانخفضت أسهم الفئة (ب) للشركة نفسها بنسبة 1,98 في المئة الى 12,84 دولاراً.
اما أسهم بنك عودة فئة GDR فقد ارتفعت بنسبة 0,76 في المئة الى 6,60 دولار. وفي ختام التداولات الرسمية تراجعت القيمة السوقية للبورصة بنسبة 0,14 في المئة الى 11,244 مليار دولار. امّا في سوق القطع المحلية، وشأنه منذ العام 2008، فقد أقفل مصرف لبنان المركزي الأسعار الرسمية للدوَل مستقرّة على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع وعلى السعر الوسطي المعلن 1507,50 ليرة.
أسواق الصرف العالمية
تابع اليورو ارتفاعه الحاد أمس أيضاً ليزيد بنسبة 0,34 في المئة الى 1,3906 دولار اميركي، وتراجع الدولار أيضاً مقابل جميع العملات الرئيسية الاخرى، فانخفض بنسبة 0,13 في المئة الى 102,93 يناً يابانياً. وتراجع بنسبة 0,47 في المئة الى 0,8763 فرنك سويسري. وزاد الدولار الاوسترالي 0,50 في المئة الى 0,913 دولار اميركي. كما زاد الجنيه الاسترليني بنسبة 0,20 في المئة الى 1,6771 دولار.
وجاء ارتفاع اليورو مع تحسّن توقعات البنك المركزي الاوروبي بشأن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو. امّا تراجع الدولار عموماً فجاء نتيجة ترَقّب المستثمرين لبيانات الوظائف الاميركية مع القلق من أيّ ضعف في هذه البيانات قد يؤثر في سعر صرف العملة الاميركية.
وبلغ اليورو مستويات مهمة جداً أمس الاول والأعلى منذ تشرين الثاني من العام 2011 بعدما بَدّد رئيس البنك المركزي الاوروبي أيّ شكوك حول أيّ احتمال لزيادة حجم سياسات التحفيز الاقتصادي التي من شأنها عادة الضغط على سعر العملة. وكان دراغي ترك أسعار الفائدة الاوروبية من دون تغيير أمس الاول، واعتبر منطقة اليورو مستقرة اقتصادياً وأمنياً وسياسياً.
الأسهم العالمية
كان تحرّك أسعار الاسهم الاميركية في بورصة وول ستريت أمس عند الفتح محدوداً مع ترقّب الاسواق لبيانات الوظائف والتطورات في اوكرانيا. فزاد مؤشر داو جونز بنسبة 0,38 في المئة الى 16421,89 نقطة، كما زاد مؤشر ستاندارد اند بورز بنسبة 0,17 في المئة الى 1877,03 نقطة.
لكنّ مؤشر ناسداك المجمع تراجع بنسبة 0,13 في المئة الى 4352,13 نقطة، وتراجعت الاسهم في البورصات الاوروبية مع ترقّب الاسواق للتقارير الاميركية ايضاً، فتراجع مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,77 في المئة الى 9469,69 نقطة وتراجع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,25 في المئة الى 6771,42 نقطة.
كما تراجع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,34 في المئة الى 4402,12 نقطة، وغَلب الاتجاه الارتفاعي على بورصات الأسهم الآسيوية قبيل بيانات الوظائف في الولايات المتحدة الاميركية. فأقفل مؤشر نيكي في بورصة طوكيو للاسهم اليابانية مرتفعاً بنسبة 0,92 في المئة الى 15274 نقطة على رغم ارتفاع الين مقابل الدولار، لكنّ بورصة الصين في شانغهاي تراجعت 0,08 في المئة الى 2057,91 نقطة. وتراجع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0,19 في المئة الى 22660,49 نقطة.
الذهب
لم يتمكن الذهب من تحقيق المزيد من المكاسب، فتراجع أمس بنسبة 0,16 في المئة الى 1349,70 دولاراً للاونصة كما تراجع سعر الفضة بنسبة 1,04 في المئة الى 21,35 دولاراً للاونصة. ولكن الذهب ما زال متماسكاً ولقي دعماً من الارتفاع الكبير لليورو مقابل الدولار الاميركي، ومن عدم التوصّل الى حلّ نهائي للازمة بين روسيا واوكرانيا، وكلّ ذلك قبَيل تقارير الوظائف التي سيكون لها تأثير كبير في أسعار المعدن الاصفر.
النفط
أمّا أسعار النفط الاميركي فارتفعت أمس في نيويورك بنسبة 0,39 في المئة في تداولات بعد الظهر الى 101,96 دولاراً للبرميل. كما كانت أسعار نفط مزيج برنت الخام مرتفعة بدورها بنسبة 0,10 في المئة الى 108,21 دولاراً للبرميل.
وجاء ارتفاع اسعار النفط أمس من تدهور العلاقات الديبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا، وكون هذه الازمة تؤثر في العلاقات بين الدول الكبرى ايضاً ويبدو انّ أسعار النفط سوف تستمر في تلقّي الدعم من عدم التوصّل الى حلّ نهائي لهذه الأزمة.
المصدر: (B2B-SY - الجمهورية)