أشار " حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة" أنه المصرف قام بعدة إجراءات كان الهدف منها التأقلم مع الأزمة ومواجهة عقابيل ماجرى في سورية، خصوصاً مع تحولات الأزمة التي لم تكن في بدايتها معروفة من حيث المدة ولا من حيث الشدة، كما تمكن من تحييد احتياطياته من القطع الأجنبي من خطر التجميد بسبب العقوبات، والمحافظة على سعر صرف توازني مقبول، وتحييد القطاع المصرفي عن مخاطر آثار الأزمة بما يضمن استمرار عمله ضمن حدود مقبولة وتأمين السيولة اللازمة بالليرات السورية للخزينة العامة للدولة، واحتياجات القطر لتمويل المواد المستوردة للقطاعين العام والخاص.
كما قام مصرف سورية المركزي بحسب " ميالة " بالإعداد لمظلة من الإجراءات الطارئة التي يمكن اللجوء إليها في حال تعرض سيولة المصارف لأي أزمة أو نقص مفاجئ وخاصة في حالة اندلاع موجات سحوبات على الودائع بالليرات السورية أو القطع الأجنبي، والتي تندرج ضمن ما يمكن تسميته دور المصرف المركزي كملاذ أخير للقطاع المالي والمصرفي، كما استمر مصرف سورية المركزي بمراقبة التزام المؤسسات المصرفية بالمعايير الرقابية المالية والمخاطر المصرفية بما يضمن الحفاظ على أموال المودعين من جانب وحقوق المساهمين في استمرار مؤسساتهم في مزاولة نشاطها بكفاءة وشفافية في السوق
وأوضح "ميالة" بحسب صحيفة "الوطن" ان المركزي تمكن من خلال القرارات والإجراءات المرنة والسريعة في التجاوب مع المعطيات الحاصلة من الوصول إلى تحقيق استقرار سعر صرف الليرة السورية رغم الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها، ويعمل حالياً على تدعيم هذا الاستقرار والمحافظة عليه بما ينعكس إيجاباً على استقرار مستويات الأسعار في السوق المحلية والتي أصبحت الهم الأساسي لدى المواطن السوري اليوم.
ونوه حاكم المركزي إلى إدراك مصرف سورية المركزي ومنذ بداية الأزمة حساسية القطاع المالي وبالدرجة الأولى المصرفي منه لأي تقلبات قد تطرأ على الوضع الاقتصادي أو السياسي أو العسكري في القطر، وعليه فإنهُ بالتوازي مع إجراءاته التدخلية في سوق القطع عمد إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات والسياسات الضرورية لدعم سيولة القطاع المصرفي وتحصينه تجاه انتقال آثار الأزمة، إدراكاً منه لأهمية هذا القطاع في دعم آليات تدخل مصرف سورية المركزي والحكومة في دعم التوازن الاقتصادي بحدوده الدنيا خلال الأزمة من جانب بالإضافة إلى الدور المنوط به خلال المرحلة اللاحقة للأزمة في المساهمة في توفير التمويل الضروري لإعادة الإعمار.