سجلت مشتريات المواطنين في سورية خلال الأسبوع الحالي والذي يشهد مناسبة مهمة جدا وهي " عيد الأم" تغييراُ جذرياً في نمط هدايا المواطنين، فبدأ واضحاً غياب الذهب بشكل كامل هذا العام عن أنماط هدايا المواطنين والسبب يعود إلى ارتفاع ثمنه بشكل كبير، مع وصول غرام الذهب لأكثر من 6 ألاف ليرة، لكن ارتفاع الأسعار لم يبق أي سلعة في الأسواق إلا وأصابها، ومن المعروف أن بعض التجار يعملون على "قنص" الفرص واستغلال المواسم والأعياد، فهم يعملون على مضاعفة الأسعار بشكل كبير، فمع اقتراب عيد الأم أصبح كل ما يخص الأم مرتفعا في سعره، بدءً من الألبسة وانتهاءً بالحلويات.
قالب كاتو بـ5ألاف
وفي جولة على عدد من محلات الحلويات أسعار قوالب "الكاتو" وحال الحلويات مع اقتراب مناسبة عيد الأم، حيث تراوح سعر قالب الكاتو "المزيّن" بين 2000 و5 آلاف ليرة.
وفي رصد لأراء الشارع حول هذه الأسعار، قال الشاب رائد: "إن ارتفاع الأسعار أثر على عاداتهم الاحتفالية فبعد أن ارتفع سعر الكاتو، استغنوا عن شرائه ولجؤوا لصنعه في المنزل، كون ذلك أوفر مادياً، فحالة العائلة الاقتصادية لا تسمح بشراء قالب الكاتو الذي قد يصل ثمنه لنحو ثلث راتب موظف".
بعض أصحاب محال بيع الحلويات، أرجعوا ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع المواد الأولية الداخلة في صناعة قالب الكاتو من البيض والطحين وكذلك سعر الغاز، ناهيك عن مواد الزينة والقيام بوضع فواكه مجففة بداخل القالب وهي جميعها مواد مرتفعة الثمن.
غياب الذهب
غاب الذهب بشكل كامل هذا العام والسبب يعود إلى ارتفاع ثمنه بشكل كبير، مع وصول غرام الذهب لأكثر من 6 ألاف ليرة.
ووفقا لموقع "الاقتصادي" أحد أصحاب محل الصياغة، أوضح أن غلاء الأسعار والأزمة الحالية وميزانية الأسرة التي لا تستوعب ارتفاع عيارات الذهب، غيبت الهدية الذهبية عن عيد الأم، فالحركة شبه معدومة هذه الأيام، في حين كنا نشهد قبيل الأزمة إقبالاً كبيراً من العائلات لشراء المشغولات الذهبية لأمهاتن.
وللورود نصيب من الغلاء
الورد ، ورغم أنه هدية رمزية بحسب العديد من الآراء لم تسلم من الارتفاع، حيث ارتفع سعر الوردة الواحدة إلى 200 ليرة سورية، في حين تراوح سعر باقة الورود بين 2500 ليرة و9 آلاف ليرة.
ارتفاع أسعار الورود يعود إلى انعكاس نتائج وآثار الأزمة السورية على عمل مشاتل الورود، في مناطق انتشارها بالأرياف، ما أدى لقلة الكميات وارتفاع أسعارها، فضلاً عن حاجتها في موسم الشتاء للعناية الخاصة وتأمين المناخ الملائم في البيوت البلاسيتكية، ما فتح باب "التهريب" من لبنان، لتعويض النقص الحاصل في الكميات، وفقاً لأحد بائعي الورد بدمشق.
وبيّن أحد تجار الورود أن "بوكيه" الورد وصل سعره إلى 10000 ليرة، بسبب تضاعف سعر المواد، فسعر هيكل البوكيه أصبح 1500 ليرة، بعد أن كان 150 ليرة، وسعر صندوق الاسفنج قفز من 1100 ليرة إلى 3 آلاف ليرة، فضلاً عن بقية المواد من لاصق وخرز وورق زينة.
ويختلف سعر الوردة الحمراء الصناعية تبعاً للمنطقة المباعة فيها، حيث سجلت أعلى سعر لها في أبو رمانة والمالكي حيث بيعت بـ500 ليرة.
الملابس مرتفعة رغم التنزيلات
وتراوحت أسعار الجزادين النسائية، بين 1500 إلى 3000 ليرة، وسعر ساعة اليد بين 2000 إلى 10 آلاف ليرة، في حين أن المعاطف النسائية تختلف أسعارها حسب النوع والجودة، فتراوح سعر المعطف بين 6 آلاف في حدها الأدنى و30 ألف في حدها الأعلى.
سوزان "ربة منزل" لاحظت هي الأخرى الارتفاع الذي شهدته بعض المقتنيات التي تقدم كهدايا في عيد الأم على غرار الورود والعطور، ما اجبرها للعودة إلى الملابس كون هذه الأيام تشهد موسم تخفيضات، لكنها لم تكن أفضل حالاً كون ثمنها مرتفعةً أيضاً.
هدية المطبخ الأفضل
يبقى اختيار هدية ضرورية في المطبخ تريح الأم، لكنها أيضاً لم تسلم من ارتفاع، حيث تراوح سعر "الطنجرة" بين 2000 إلى 5000 ليرة، و"الخلاط الكهربائي" بين 1500 - 4000 ليرة، وغسالة صحون وصل سعرها إلى 100 ألف ليرة، وثمن مكنسة كهربائية وصل سعرها إلى 40 ألف ليرة.
لكن الملاحظ مع قدوم المناسبة في هذا العام، ووفقاً للعديد من أصحاب المحلات، الإقبال الشديد على ما يسمى بـ"الطباخ"، أي السخان الكهربائي، الذي تراوحت أسعاره بين 2000 إلى 6000 ليرة.
وللأمهات رأي
وكان للأمهات التي التقاهم رأي في الموضوع حول حيرة الأبناء في تقديم هدية عيد الأم كعربون محبة لهم، بحيث قالت إحدى الأمهات :"إن فرحة الأم في عيدها تكون برؤية أبنائها وهم متحابين فيما بينهم، أما الهدية فلها وزن، لكنها إن أتت أو لم تأت فالأبناء هم هدية الأم في عيدها بنجاحهم وسعادتهم والتفافهم حول والديهم".