أكد الخبير في الإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة، ضرورة خفض كميات الفاقد من الغذاء النباتي والحيواني المنشأ، عبر اتباع ممارسات أفضل لجني المحاصيل وجمع المنتجات الحيوانية، والتصنيع، والتخزين، والنقل إضافة إلى إحداث تغيير دائم بعادات وطرق الاستهلاك، ما يساهم في تقليل الضغوط البيئية ويساعد في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
وأوضح قرنفلة، أن عملية إنتاج الغذاء تشكل ضغوطاً كبيرة على مكونات الموارد البيئية والطبيعية والاقتصادية المحدودة، ومن الثابت أن نظم الإنتاج والاستهلاك الراهنة وفي جميع مراحل السلسلة الغذائية لإنتاج واستهلاك الغذاء تتسبب بحدوث فاقد وهدر كبيرين للغذاء وتبديد للموارد الداخلة في تكوينه، وتصل كمية الفاقد السنوي إلى أرقام عملاقة من حيث الكم حيث تتعرض جميع عناصر الأراضي والمياه والأعلاف والأسمدة والعَمالة اللازمة لإنتاج هذا الغذاء للهدر، فضلاً عن تبديد التكاليف الاقتصادية والمالية التي تم إنفاقها خلال مراحل الإنتاج والتجهيز والخزن والتداول.
وأضاف قرنفلة،وفقاً لجريدة الوطن ،أن الهدر يحدث غالباً خلال مراحل الإنتاج المختلفة، من جمع المحاصيل والتصنيع والتوزيع حيث يقع نحو 65% من الهدر في مراحل الإنتاج الأولى، وما بعد الحصاد، والمعالجة والتجهيز، كما تهدر الأغذية من جانب تجارة التجزئة والاستهلاك في نهاية السلسلة الغذائية، إذ يؤدي سوء تخزين ونقل السلع الغذائية إلى خسارة نحو 15% من الحبوب، و30% من الألبان، و40% من الأسماك، و50% من الخضروات والفاكهة والأغذية سريعة التلف، حيث يقوم كثير من المنتجين وتجار التجزئة والمستهلكين بالتخلص من أغذية لم تزل صالحةً للاستهلاك ويقومون برميها في حاويات النفايات.
وذكر قرنفلة، أن تغيير هذا الواقع يتطلب من الحكومة اتخاذ إجراءات تعزز كفاءة سلسلة التوريد الغذائي، عبر دعم المزارعين والاستثمار في البنى التحتية والنقل، وعبر التوسع في تصنيع الغذاء وتعبئته وتغليفه، كما يقع على مسؤولية العائلات، والبقاليات، والفنادق، والمطاعم، والمدارس، والنوادي الرياضية والاجتماعية، ومحافظي المدن جميعاً. ترشيد سلوكيات استهلاك الغذاء وتداوله والتعرف على أفكار وتجارب فعالة، يمكن أن تعطي مفاتيح للإسهام في خفض المهدور من الغذاء، إلى جانب أدوار الحكومات.