كشف الدكتور في كلية الهندسة جامعة دمشق مهند ألفا، أن إعادة بناء الشبكة الطرقية في إطار مرحلة إعادة الإعمار مكلفة جداً وتفوق بأضعاف تكلفة المنشآت الخرسانية، لكن المادة الأولية موجودة بكثرة في سورية وتغطي حاجة إعادة الإعمار لقرن كامل.
وأوضح ألفا، أنه يمكن إعادة إعمار وتأهيل الشبكة الطرقية باستخدام الإسفلت المكشوط والإسفلت البُشري الطبيعي بالطرق، عبر مزج وتنفيذ هذه الخلطات الإسفلتية الساخنة بالمجابل المحلية.
وأكد ألفا،وفقاً لجريدة البعث، أنه يمكن توفير مليارات الدولارات على البلد نتيجة الاستغناء عن استيراد مادة الإسفلت، إذا ما تم استغلال الثروة الطبيعية الموجودة لدينا من مادة الإسفلت الطبيعي في مقلعي كفرية في اللاذقية والبُشري في دير الزور، لافتاً إلى أنه تم تقديم جدوى اقتصادية لهذا المشروع إلى هيئة الاستثمار قبل الأزمة الراهنة لكن للأسف "لم نلقَ تجاوبا".
وأضاف ألفا، أن الإسفلت البشري غير المعالج يحقق وفراً أكبر مقارنةً مع الخلطات الإسفلتية المعالجة، التي تحتل الترتيب الثاني في الوفر نتيجة الخلطات الإسفلتية المعالجة بمقدار 6% من زيوت عوادم السيارات.
وأشار ألفا، إلى أن الإسفلت المكشوط والطبيعي يعدّ من المواد القابلة للإنتاج والاستهلاك مرة أخرى، وهي تعدّ رافدة للاقتصاد الوطني بتكلفة رأسمالية بسيطة، علماً أن مصافي القطر ترفدنا بـ20-30% من حاجة الشبكة الطرقية المحلية، ومن هذا المنطلق يجب أن نفكر بإعادة تدوير الإسفلت المكشوط من الطرق بمختلف أنواعها ودرجاتها والإسفلت الطبيعي، وأن نعرف بشكل علمي ودقيق النسب المثلى والتصميمية للحصويات الجديدة ومواد إعادة الشباب من إسفلت المصافي المضافة إلى خلطة الإسفلت المكشوط والطبيعي من أجل استخدامها بالرصف الطرقي مرة أخرى.
وذكر ألفا، أن الإسفلت الطبيعي يوجد مختلطاً بالرمال والأتربة بسورية في دير الزور (محاجر البشري) وكفرية باللاذقية، وتتجاوز الكميات المتاحة من هذا الإسفلت الطبيعي ملايين الأطنان بما يكفي لرصف الطرق في سورية إلى نحو 100 عام، ويستخدم هذا الإسفلت حالياً بصورة بدائية لإنشاء طبقات معالجة سطحية للطرق الريفية التي تخدم أحجام حركة مرور محدودة للغاية، ونظراً للارتفاع الهائل في أسعار المواد البترولية في الفترة الحالية على مستوى العالم فإن القدرة على استخدام هذا الإسفلت الطبيعي بعد تحسين خصائصه لتحقيق المواصفات القياسية المطلوبة لرصف الطرق تمثل هدفاً قومياً مهماً لرصف الطرق بتكلفة رأسمالية قليلة مع ضمان جودة الإنشاء وتحقيق العمر الافتراضى المستهدف.