مع انشغال اللبنانيين بملف الانتخابات الرئاسية وملفات اجتماعية كبرى، يبدو انّ تضخم الدين العام الذي يهدد بالقضاء على الاخضر واليابس في البلاد بات يستدعي الاسراع في الملف النفطي الذي لا بدّ من أن يشكل البلاتو الجديد للتسويات او النزاعات الداخلية اللبنانية.
تراجع الاسهم الاميركية والآسيوية
تتنقل عيون الخبراء الاقتصاديين والماليين بين القدرة اللبنانية على تقصير فترة التحضير للبدء في استخراج النفط والغاز وتسويقهما وافادة المالية العامة والمجتمع اللبناني من ثمار هذا القطاع المستجد على الاقتصاد اللبناني، وبين التسارع المستمرّ في زيادة حجم الدين العام وقدرة الدولة على تمويل سداد كلفة هذا الدين والصعوبات التي سوف تحول دون أن يواصل القطاع المصرفي اللبناني تمويل الدين الذي بات يتخطى الحدود المسموح بها مصرفياً ودولياً وحسابياً.
ويكتسب هذا الملف النفطي اهميةً خاصة في لبنان قد تكون الابرز على رغم انّ ملف الاستحقاق الرئاسي والتحركات الاجتماعية والنزوح السوري والانقسام السياسي، تبقى ملفات تحتل الصدارة في الصالونات والاعلام والحراك الشعبي والسياسي والرسمي في الوقت الراهن.
واذا كانت عجلة العمل الحكومي لن تدور فعلياً الّا مع العهد الرئاسي الجديد والحكومة التي سوف تشكل مطلع هذا العهد، فإنّ ايّ تسوية سياسية في الملف الرئاسي لا بدّ وأن تتضمن طريقة التعاطي مع الملف النفطي.
وسوف يدفع هذا الملف الاستراتيجي الذي من شأنه تغيير وجه لبنان الاقتصادي والاجتماعي، الافرقاءَ اللبنانيين الذين يبحثون عن تسوية سياسية رئاسية ثم حكومية الى جعل هذا الملف محوراً رئيساً يتساوى بأهميته مع ملف سلاح المقاومة. إنّ العهد الرئاسي الجديد سوف يحتضن توازناً لبنانياً جديداً وسوف يحتضن انتقال لبنان الى مجموعة الدول المنتجة والمصدرة للنفط والغاز.
وللمرة الاولى سوف يكون للملفات الاقتصادية وزن مهم في التسويات السياسية التي اشتهر بها اللبنانيون الذين يتعاطون مع الديموقراطية بطريقتهم الخاصة والتي لا تزعج اسياد الديموقراطيات الغربية الكبرى. فهل ينجح اللبنانيون في استثمار ثرواتهم النفطية الهابطة من السماء ام يغرقون في الدين العام المتعاظم سنة بعد اخرى؟...
السوق اللبنانية
مع مطلع اسبوع حافل بالتطورات والاستحقاقات كان أداء بورصة بيروت الرسمية للاسهم ضعيفاً مع ارتفاع درجة الترقب والحذر في الاسواق المحلية. فانخفض حجم التداول الى 35468 سهماً قيمتها 939323 دولاراً اميركياً. وسجل تبادل 47 عملية بيع وشراء تناولت عشرة اسهم مختلفة: ارتفع منها ثلاثة اسهم وتراجعت اربعة اسهم واستقرت ثلاثة اسهم اخرى.
اما اسهم سوليدير فزادت الفئة (أ) منها بنسبة 0,38 في المئة الى 12,97 دولاراً في حين تراجعت الفئة (ب) بنسبة 0,07 في المئة الى 12,96 دولاراً، وانخفضت ايضاً اسهم بنك عودة الفئة (H) منها بنسبة 0,29 في المئة الى 100 دولار وتراجعت اسهم هولسيم 0,47 في المئة الى 14,75 دولاراً كما تراجعت اسهم عودة العادية 1,31 في المئة الى 6,02 دولارات، وارتفعت اسهم بنك بيروت المدرجة 0,05 في المئة الى 19 دولاراً واسهم بنك بيبلوس فئة العام 2008 بنسبة 1,97 في المئة الى 103,5 دولارات.
واستقرت اسهم بنك عودة الفئة (E) والفئة (G) على 100 دولار واسهم بنك بيبلوس العادية على 1,69 دولار. كما اقفلت اسعار الدولار الاميركي مستقرة على 1501 ليرة للشراء و1514 ليرة للمبيع بحسب تسعيرة مصرف لبنان المركزي.
اسواق الصرف العالمية
تراجع الدولار الاميركي امس مقابل جميع العملات الرئيسة في حين ارتفع الين الياباني مقابل جميع هذه العملات. وجاء ذلك مع تصاعد التوتر بشأن الازمة الاوكرانية والتهديد الاميركي - الاوروبي بتشديد وتصعيد العقوبات على روسيا فاستفاد الينّ الياباني من توجه المستثمرين نحو الاصول الاكثر آماناً تقليدياً فزاد اليورو بنسبة 0,25 في المئة الى 1,3868 دولار. وارتفع الجنيه الاسترليني بنسبة 0,24 في المئة الى 1,6943 دولار. كما زاد الدولار الاوسترالي بنسبة 0,08 في المئة الى 0,9288 دولار اميركي.
فتراجع الدولار الاميركي ايضا بنسبة 0,42 في المئة الى 0,8781 فرنك سويسري وتراجع الدولار بنسبة 0,17 في المئة الى 102,33 ين، لكنّ ارتفاع الين الياباني بقي محدوداً نتيجة ترقب الاسواق لقرارات البنك المركزي الياباني حول ما اذا كان سوف يواصل سياساته النقدية التحفيزية في النمو الاقتصادي. وتنتظر الاسواق تقارير اميركية حول الوظائف في الولايات المتحدة الاميركية.
الاسهم العالمية
تراجعت الاسهم الاميركية والآسيوية امس في حين اتجهت الاسهم الاوروبية صعوداً مواصلة ارتفاعها للاسبوع الثالث على التوالي. فانخفض مؤشر داو جونز في بورصة وول ستريت بنسبة 0.85 في المئة الى 16361,45 نقطة كما انخفض مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0,81 في المئة الى 1863,40 نقطة وهبط مؤشر ناسداك بنسبة 1,75 في المئة الى 4076 نقطة.
واقفل مؤشر نيكي منخفضاً بنسبة 0,98 في المئة الى 14288 نقطة على خلفية ارتفاع الين مقابل جميع العملات الاخرى ما يضرّ بالصادرات، وانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0,42 في المئة الى 22133 نقطة وتراجع مؤشر شانغهاي بنسبة 0,18 في المئة الى 2131 نقطة في الصين.
اما في اوروبا فارتفعت اسعار الاسهم مع أداء افضل للشركات فزاد مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,71 في المئة الى 9468 نقطة، وارتفع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,43 في المئة الى 4463 نقطة، كذلك ارتفع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 0,25 في المئة الى 6703 نقاط.
الذهب
تماسكت اسعار الذهب حول مستوى 1300 دولار للاونصة. وقد تلقى الذهب دعماً من التوجه العام نحو الاصول ذات المخاطر المتدنية نتيجة الازمة الاوكرانية وسوف يكون لتقارير الوظائف الاميركية تأثير كبير في اتجاهات اسعار الذهب. وعليه كان الذهب امس مرتفعاً بنسبة 0,08 في المئة الى 1301,80 دولار للاونصة. لكنّ اسعار الفضة تراجعت بنسبة 0,45 في المئة الى 19,63 دولاراً للاونصة.
النفط
ارتفعت اسعار النفط الاميركي في سوق نيويورك بنسبة 0,67 في المئة الى 101,27 دولار للبرميل كما ارتفع سعر برميل نفط برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,34 في المئة الى 109,95 دولارات للبرميل. ولقي النفط امس دعماً من تدهور الاوضاع في اوكرانيا كما انّ تأخر الامدادات النفطية من ليبيا زادت من القلق بشأن المعروض من النفط عالمياً. لكنّ اسعار النفط الاميركية بقيت عرضة لضغوط ارتفاع حجم الاحتياطيات النفطية الاميركية.
المصدر: ( جريدة الجمهورية - B2B-SY)