يُعتبر القطاع الاعلاني من الميزات التفاضلية للاقتصاد في لبنان مع اختراقه المنطقة العربية بنجاح. وعلى رغم التطور الكبير للاعلانات على الانترنت والهواتف الخلوية والذكية، يبقى التلفزيون مصدر الانفاق الاكبر والاول على الاعلانات مع تمايز الاعلان عن المشروبات الخفيفة ومشروبات الطاقة.
سجلت الصناعة الاعلانية نمواً لافتاً في العام 2013 مقارنة مع الاعوام الاربعة الماضية، ونقلةً نوعية مقارنة مع العام 2012. وقد بلغت التكاليف الاعلانية المدفوعة في العام 2013 نحو 1,5 مليار دولار مقارنة مع 1,2 مليار في 2012 ومليار دولار العام 2009.
وتمكن النشاط الاعلاني في لبنان من الانتشار الواسع في الاسواق العربية. ويساهم القطاع الاعلاني باكثر من 3 في المئة من حجم الاقتصاد اللبناني. وهو يوفر وظائف لاكثر من 2,11 في المئة من القوى العاملة اللبنانية. ويعكس النشاط الاعلاني من جهة اخرى التغييرات التي تحدث في اذواق وامزجة المستهلكين والتفاعل مع العوامل الاجتماعية والسياسية المضطربة الوقت الراهن.
ويتوقع أن يواصل القطاع الاعلاني نموّه القوي في الاعوام الثلاثة المقبلة من 3,9 في المئة في 2013 الى 5,5 في المئة في 2014 و5,8 في المئة في 2015 و6,1 في المئة في 2016. علماً أنّ قطاع الاعلان في العالم تراجع 15 في المئة عقب الازمة المالية العالمية في 2007 وعلماً أنّ منطقة اليورو تتوقع نمواً بنسبة 0.7 في المئة في 2014.
التلفزيون اولاً عالمياً
وعالمياً احتفظت الاعلانات التلفزيونية بحصة الاسد قيمة ونمواً. وقد استقطبت 40 في المئة من الاعلانات في العام 2013 مقارنة مع 21 في المئة للاعلانات عبر الانترنت.
ورغم توقع نموّ اكبر للاعلانات عبر الانترنت والتي زادت 16,2 في المئة في العام 2013 الّا انّ الآمال والتوقعات الافضل تبقى على مستوى الاعلانات عبر الهواتف الخلوية والتي يتوقع نموّها بمعدل سنوي وسطي هو 50 في المئة بدأ في العام 2013 ويستمر الى الـ2016. وقد انفق نحو 13,4 مليار دولار على الاعلانات عبر الهواتف الخلوية في 2013 والتي يتوقع ان تصل الى 45 مليار دولار في العام 2016 وذلك على مستوى الاتجاه العالمي لهذا القطاع.
وكانت النفقات الاعلانية في لبنان زادت 20 في المئة في العام 2013 الى 1,49 مليار دولار لتشكل وتمثل المرتبة الخامسة في المنطقة العربية. وفي لبنان احتلت الاعلانات التلفزيونية 70 في المئة من مجموع الانفاق الاعلاني ولترتفع بنسبة 24 في المئة في العام 2013 الى 1,17 مليار دولار اميركي.
وكان لافتاً انّ الاعلانات في العام 2011 عبر الشاشات الصغيرة اظهرت انّ الاعلان السياسي احتل المرتبة الاولى، خصوصاً خلال نشرات الاخبار والتي استقطبت 32 في المئة من الاعلانات التلفزيونية. كذلك احتلت الصفحات السياسية في الاعلام المكتوب المرتبة الاولى اذ بلغت حصتها 37 في المئة من الاعلانات.
أما على مستوى الانتاج الاعلاني فكان مشابهاً في لبنان للاتجاه العام في منطقة الشر ق الاوسط حيث تراجع عدد الاعلانات الجديدة من 682 في 2012 الى 674 اعلاناً جديداً في 2013. غير انّ الانتاجات الجديدة زادت على مستوى الاعلانات المرتبطة بالمشروبات من 75 الى 89 اعلاناً وجاء ذلك مقابل انخفاض الاعلانات المرتبطة بالجمال والصحة والمأكولات.
اكبر المعلنين
واحتلت ماركة BUZZ للمشروبات المرتبة الاولى بين الشركات الاكثر انفاقاً على الاعلانات وقد تبعتها شركة XXL والتي تعمل في الصناعة نفسها. اما المرتبة الثالثة فكانت لـSuper Star medicine. وجاء بنك ميد في المرتبة الرابعة والبنك اللبناني الفرنسي في المرتبة الخامسة. اما بالنسبة لمجموع الانفاق الاعلاني على مستوى النشاطات الاقتصادية فجاء القطاع المصرفي في المرتبة الاولى، وبعده مباشرة كلّ من شركات المشروبات الروحية الخفيفة ثم القهوة ثم السيارات واخيراً مراكز التجميل.
الالواح الاعلانية
وبعد التلفزيون كانت الحصة الاكبر للوحات الاعلانية على الطرقات وغير ذلك من الساحات العامة التي استحوذت على 10 في المئة من اجمالي الانفاق الاعلاني وزادت 25 في المئة في العام 2013 الى 167 مليون دولار اميركي. ومن جهة اخرى تراجع حجم الانفاق الاعلاني في الاعلام المكتوب الى 54,6 مليون دولار في العام 2013 بانخفاض ونسبته 12 في المئة مقارنة مع العام 2009.
وقد احتلت الجرائد المرتبة الثالثة من حجم الاعلانات بعد التلفزيون والالواح الاعلانية. وبعد الجرائد يأتي الراديو او النشاط الاذاعي الذي بلغت حصته 53,7 مليون دولار في 2013 مقارنة مع 52,7 مليون دولار في 2012.
اما الاعلانات في مراكز السينما او الشاشات الكبيرة وبعد أن كانت سجلت ازدهاراً غير مسبوق في العام 2011 عندما ارتفعت بنسبة 64 في المئة عادت للتقلّص الى 17 في المئة في العام 2012 و37 في المئة في 2013.
اما على مستوى الهواتف الخلوية الذكية والتي ازداد انتشارها في لبنان من 36 في المئة في 2012 الى 63 في المئة في العام 2013 فهي تبقى واعدة كثيراً على مستوى الاعلانات شأن الهواتف الخلوية الانترنت. وينطبق ذلك على الوسائل الاعلامية العادية التي تستثمر بقوة في الصفحات الالكترونية وهذا شأن الاذاعات والمحطات التلفزيونية والجرائد التي تزيد دعم التواصل مع المعلنين من خلال الإفادة من العالم الافتراضي على الانترنت.
التعليقات
المصدر: ( صحيفة الجمهورية اللبنانية -B2B-SY )