ينطلق الاقتصاديون في التوقعات للصيف المقبل من نجاح الخطة الامنية ورفع الحظر على سفر الخليجيين الى لبنان. لكن الصورة تبقى غير مكتملة. فاذا كان على الاقتصاديين الجهوزية لاستقبال صيف زاهر فان لدى السياسيين وحدهم القرار والقدرة على رسم صورة الصيف اللبناني في 2014.
هل يغالي اللبنانيون من رسميين واصحاب مراكز رفيعة في الدولة وفي الاقتصاد عندما يعلنون ان الصيف سيكون واعدا سياحيا في لبنان؟
الجامع المشترك بين جميع الشخصيات الرفيعة التي اعربت عن رأيها المتفائل يستند الى نجاح الخطة الامنية، والحديث عن رفع الحظر على سفر الخليجيين الى لبنان. وكان آخر المتحدثين في هذا الشأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامه الذي توقع صيفا زاهرا اذا ما بقي الوضع الامني ثابتا.
وحسنا فعل عندما ربط الموسم السياحي بالوضع الامني وبالانتخابات الرئاسية. فالمعادلة واضحة اذا لم يكن هناك توافق سياسي لن تدوم مفاعيل الخطة الأمنية. فالاقتصاد اللبناني عموما والقطاع السياحي خصوصا باتا أسيرين للعبة السياسية، رغم ان بعض المبادرين في الاقتصاد يؤكدون انه يمكن تحقيق انجازات في معزل عن الوضع السياسي العام في البلاد. ومثالا على ذلك، يشير المؤيدون لهذه الفكرة الى القطاع المصرفي في لبنان.
هذا القطاع الذي يراهن مع الوقت على تحقيق ما يشبه الاستقلالية عن الوضع السياسي والامني. الموسم السياحي هذا الصيف سيكون ناجحا اذا ما انكفأت الاطراف السياسية عن تحريك الشارع والامن للضغط ولتحقيق المكاسب السياسية.
ويبقى استخدام هذه الوسائل المتوفرة قائما رغم الحديث عن اجواء دولية واقليمية تدعو الى الاستقرار في لبنان. وعليه، فان على الجهات الاقتصادية والسياحية تحديدا الاستعداد لموسم سياحي ناجح رغم ان مفتاح الاستقرار الصيفي يبقى في ايدي السياسيين. فهم يقررون اي نوع من الصيف يجب ان يتوقع اللبنانيون.
السوق اللبنانية
كان الوضع افضل امس في بورصة بيروت الرسمية للاسهم مع تسجيل ارتفاع غالبية الاسهم التي جرى تبادلها في ردهة البورصة ضمن 55 عملية بيع وشراء. وزادت اسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 2,19 في المئة الى 13,49 دولارا. كما زادت اسهم سوليدير الفئة (ب) 1,36 في المئة الى 13,33 دولارا. وارتفعت ايضا اسهم بنك عودة فئة GDR بنسبة 3,13 في المئة الى 6,57 دولارا.
وزادت اسهم بنك بلوم فئة GDR بنسبة 0,21 في المئة الى 9,30 دولار، واسهم بنك بلوم العادية بنسبة 1,03 في المئة الى 8,79 دولار. واستقرّت اسهم بنك عودة العادية على 6 دولارات والفئة (F) على 100 دولار. وبلغ حجم التداول امس 75528 سهما قيمتها 819261 دولارا. وارتفعت قيمة البورصة 0,74 في المئة الى 11,044 مليار دولار.
اما في سوق القطع، فتحسّن سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار قليلا، لكن التداولات ظلت فوق مستوى 1510 ليرات للدولار، في حين اقفل مصرف لبنان الاسعار الرسمية مستقرة على مستوياتها السابقة.
اسواق الصرف العالمية
ما زال الدولار مرتفعا نسبيا مقابل العملات الرئيسية الاخرى حيث زاد مؤشره الى أعلى مستوى في شهرين هذا الاسبوع. واستفاد الدولار ايضا من ضعف اليورو نتيجة الضغوط التي يتعرّض لها بسبب توقعات بأن يعمد البنك المركزي الاوروبي الى خفض اسعار الفائدة في منطقة اليورو خلال شهر حزيران المقبل. وكانت الاسواق اتجهت للاقبال على شراء الدولار مع مطلع العام مع تزايد الثقة بالعملة الاميركية.
لكن امام هذه العملة اياما مقبلة صعبة مع توقع ان يشهد النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الاميركية في الفصل الثاني اكبر تراجع في ثلاثة اعوام. ويحافظ الاحتياطي الفدرالي على اسعار الفائدة قريبة من الصفر منذ العام 2008.
وعليه، ارتفع اليورو امس 0,19 في المئة الى 1,3617 دولار. وزاد الجنيه الاسترليني 0,09 في المئة الى 1,6726 دولار. وانخفض الدولار 0,31 في المئة الى 101,53 ين. كما تراجع 0,10 في المئة الى 1,0864 دولار كندي و0,20 في المئة الى 0,8966 فرنك سويسري.
الاسهم العالمية
تراجعت الاسهم الاميركية امس في بورصة وول ستريت وسط توقعات بتراجع الاقتصاد الاميركي. وانخفض مؤشر داو جونز 0,25 في المئة الى 16633 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 0.11 في المئة الى 1909,78 نقطة. كما تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 0,28 في المئة الى 4225,08 نقطة.
وفي اوروبا، تراجعت الاسهم مع ترقب الاسواق التقارير الاقتصادية الاميركية. وانخفض مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0,21 في المئة الى 4522 نقطة. وتراجع مؤشر داكس الالماني بنسبة 0,08 في المئة الى 9931,41 نقطة. لكن الاسهم البريطانية ارتفعت الى اعلى مستوى لها في 14 عاما ليرتفع مؤشر فوتسي في بورصة لندن 0,21 في المئة الى 6865,36 نقطة.
اقفل مؤشر نيكي الياباني مرتفعا بنسبة 0,07 في المئة الى 14681,72 نقطة، بدعم من ارباح الشركات. لكن مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ تراجع 0,30 في المئة الى 23010,14 نقطة.
الذهب
ما زال الذهب ينخفض للفصل الرابع على التوالي متجها نحو مستوى 1200 دولار للاونصة. ويستمر خروج الاموال من صناديق الاستثمار العالمية. ويبدو ان الذهب ما زال يخترق كل الخطوط الحمر في انهيار لأسعاره. وعليه، تراجع الذهب امس بنسبة 0,48 في المئة الى 1253,60 دولارا للاونصة. كما تراجعت الفضة بنسبة 0,78 في المئة الى 18,91 دولارا للاونصة.
النفط
تماسكت اسعار النفط الاميركي امس مع تراجع حجم المخزونات الاحتياطية النفطية الاميركية في اشارة الى تزايد الاستهلاك النفطي. وزاد سعر النفط في نيويورك 0,11 في المئة الى 102,83 دولار للبرميل. كما زاد سعر نفط برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,19 في المئة الى 110,02 دولار للبرميل.
المصدر: جريدة الجمهورية- B2B-SY