قبل أقل من أسبوع تحدث رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير من على منبر الدورة التاسعة عشرة من المعرض التجاري الدولي لمواد ومعدات وتقنيات البناء في لبنان والشرق الأوسط معلناً «أن شركات عالمية تبحث عن شراكات لبنانية تحضيراً لإعمار سوريا».
كلام شقير مرّ يومها دون تعليق، ومن دون أن يستوقف أحداً، باعتبار أن الحديث في مثل هذا الوقت عن إعادة إعمار سوريا هو ضرب من ضروب الخيال حيث أن الحرب مستمرة في هذا البلد وعلى مدار الساعة، وبالتالي فإن ما يذكر في هذا الموضوع، أم بهذا الخصوص هو افتراض ليس أكثر.
ووفقا للاستطلاع بحسب صحيفة "اللواء" اللبنانية لدى بعض شركات الإعمار والمقاولات اللبنانية، وبعض المصارف من التي اعتادت، ولها تاريخ في تمويل عمليات إعادة الاعمار وكان الجواب صادماً.
المستطلعون أكدوا، وحتى أنهم ذهبوا في ذلك الى حد الحسم على أن عشرات كبريات شركات الإعمار من الدول الغربية، ومن دول خليجية باشرت التحضير للعمل من لبنان، إما بصورة منفردة، وإما من خلال شراكات مع مؤسسات اعمال لبنانية كبرى مشهود لها في عالم البناء والإعمار.
وذكر المستطلعون أن اللبنانيين سيتفاجأون باسم ومركز وموقع شركات الاعمار التي تتحضر لإعادة إعمار مناطق واسعة في سوريا، من لبنان الذي وقع اختيار هذه الشركات عليه كمقرّ لعملياتها المرتقبة انطلاقاً من جملة عوامل ومؤشرات منها أولا موقع لبنان الجغرافي حيث أن قربه من سوريا يوفّر سهولة نقل المعدات والمواد الخاصة بإعادة الإعمار براً وبحراً، وثانياً بسبب استقرار الوضع الأمني في لبنان، وثالثاً كون لبنان يضم قطاع مصرفي قوي وموثوق بإمكان الشركات المفترض قدومها أن توفر جزء من وسائل التمويل من مصارف هذا القطاع، أضف الى ذلك توفر الخبرات والكفاءات في سوق الإعمار اللبناني.
وبحسب بعض من طالهم الاستطلاع فإن شركات الإعمار الكبرى في العالم تعمل عادة في المناطق الآمنة، كما هو الأهم فإن هذه الشركات عادة ما تبني توقعات اعمالها وترسم خارطة عملياتها استناداً الى تقارير استخباراتية عالمية دولية.
وعليه فإن المستطلعين ممن توجهت اليهم «اللواء» يجزمون بأن لبنان سيشهد اعتباراً من نهاية هذا العام وجودا فاعلا لعشرات شركات الاعمارالعربية والعالمية على اراضيه، وذلك ايذاناً بإطلاق قسم واسع من عملية اعادة اعمار مناطق اساسية في سوريا أمست خارج النزاعات العسكرية، سيما مناطق الساحل السوري.
وكان شقير قد قال: ان التحدي الاكبر الذي نواجهه هو في الحفاظ على دورنا الاقتصادي، والتحضير الى المرحلة المقبلة لنكون لاعبين اساسيين في زمن اعادة اعمار بعض دول المنطقة.
اضاف: ان لبنان اليوم هو محط انظار الدول القريبة والبعيدة للدور الذي سيلعبه في اعمار سوريا، وذلك بفضل موقعه الجغرافي والخبرات الكبيرة التي تكتسبها حركاته في هذا المجال والخدمات التي يوفرها للشركات العالمية و«ان الحديث حول هذا الموضوع بدأ يدور بقوة وان الكثير من الشركات العالمية تجري اتصالات للبحث عن شراكات في لبنان تحضيراً لهذه العملية».