أوضح رئيس جمعية الصاغة وصنع المجوهرات بدمشق غسان جزماتي، أن مبيعات الماس انخفضت في أسواق دمشق إلى نسبة 70% وذلك بسبب ارتفاع أسعاره، وقلة الطلب عليه في ظل وجود الذهب الذي حاز ثقة المواطنين كمعدن ادخاري.
ويشير جزماتي في حديثه لـ«الوطن» عن تجارة الماس ومبيعاته في دمشق ولأول مرة إلى أن هناك ورشاً خاصة لتصنيع الماس ومشغولاته، وهذه الورش تسمى سادايات تقوم بشغل القطع التي تركب عليها حجار الماس، وعدد هذه الورش 20 ورشة، وفي المقابل هناك ما يزيد على 50 «مركباتياً» يقومون بتركيب أحجار الماس على القطع أو الموديلات التي تقوم بتصنيعها ورش السادايات.
ولفت إلى أن الطلب عليه لا يتجاوز 30% من إجمالي الطلب على المعادن الثمينة وخاصة الذهب، ووصل الطلب عليه في إحدى الفترات إلى 10%، وهي نسبة منخفضة بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد من جهة، ومن جهة أخرى فارتفاع سعر الصرف والذهب أثر بشكل مباشر على مبيعات الماس، إذ إن القطعة التي كان ثمنها 50 ألف ليرة في وقت كان فيه سعر الصرف 50 ليرة ارتفع سعرها إلى ثلاثة أضعاف اليوم، ناهيك -والحديث لرئيس جمعية الصاغة- عن أن زبائن الماس هم شريحة ضيقة ومحدودة من المجتمع تلجأ إلى شرائه في المناسبات والأفراح وليس للادخار على اعتبار أن تكلفة تصنيعه مرتفعة على عكس الذهب.
وتأثر استيراد الماس بالعقوبات الاقتصادية التي فرضت على سورية، فحسب رئيس جمعية الصاغة لم يتم استيراد أي كميات في عام 2013 ولا حتى خلال الأشهر المنقضية من العام الجاري، فالعقوبات أثرت لجهة القرارات الناظمة لاستيراده والتي تلزم المستوردين بالاستيراد من بلد المنشأ حصراً، أي من الصين أو الهند وغيرهما من الدول المصدرة للماس، كذلك أثر انخفاض الطلب عليه في توقف استيراده، إلا أنه في ظل القرار الجديد الذي أصدرته وزارة الاقتصاد مؤخراً ونظم عمليات استيراد المعادن الثمينة من ذهب وفضة وماس وبلاتين، فقد سمح باستيراده من جميع الدول بغض النظر عن بلد المنشأ، مع إشارته إلى أن عدد مستوردي الماس في سورية لا يتجاوز 5 أو 6 مستوردين فقط، ويكفي مستوردين اثنين لتغطية الطلب على مشغولات الماس في الفترة الراهنة، فضلاً عن أن الكميات الموجودة في السوق حالياً يعود استيرادها إلى ما قبل الأزمة وفرض العقوبات الاقتصادية.
وبيّن جزماتي أن المشتغلين بالماس يعتمدون على شراء المشغولات التي تحتوي على أحجار من الماس ويقومون بفكها وتركيبها على مشغولات أو مصوغات جديدة وبيعها لزبائن هذا المعدن الثمين الذي يعتبر من المقتنيات الثمينة الكمالية وليس مقتنى ادخارياً، كما يلعب الذوق على حد تعبير رئيس جمعية الصاغة دوراً في الإقبال على شراء الماس، فهناك من يفضل اقتناء قطعتين من المصوغ الذهبي يعادل سعرهما سعر قطعة واحدة مرصعة بأحجار الماس، والعكس صحيح أيضاً، إلا أن الذوق العام يميل نحو الذهب.
وبعد صدور القرار الأخير الذي نظم عمليات استيراد وتصدير المعادن الثمينة تقدم العديد من الصاغة المنتسبين إلى الجمعية بطلبات لاستيراد الذهب، وأبدوا رغبتهم في ذلك، كذلك بالنسبة للتصدير، إلا أن رئيس جمعية الصاغة ختم حديثه بأنه لم يتم التقدم بأي طلب لاستيراد الماس حتى تاريخه، متوقعاً ألا يبقى مستوى الإقبال بهذا الانخفاض خلال الفترة المقبلة مع تحسن الظروف التي تمر بها البلاد.