أكد الخبير الاقتصادي إياد محمد في تصريح خاص لموقع "B2B-SY" أن دور المصرف المركزي السوري في المحافظة على سعر متوازن للدولار مقابل الليرة السورية هو دور محوري وظهر ذلك جليا خلال التذبذبات التي شهدها السعر خلال السنوات الماضية و قدرة المركزي على التدخل لدعم الليرة فعند وصول سعر صرف الدولار إلى 300 ليرة لم يتوقع أحد انخفاضها بل كان الكلام عن بلوغ السعر 500 ليرة ولكن المركزي عمل جهده و طرح الدولار بسعر 250 ليرة ومن ثم 230 ليرة وبعدها استقر السعر لفترة جيدة على 175 ليرة والآن يبيع الدولار بحدود ال 160 ليرة ولا يمكن أن يتوقع أي شخص في العالم سعر صرف الليرة المناسب سوى من خلال قرار المصرف المركزي السوري ..
وأوضح إياد محمد والذي يشغل منصب خازن اتحاد المصدرين أن الصادرات بأنواعها ومن ضمنها النفطية متوقفة منذ فترة طويلة والإنتاج الصناعي بأنواعه شبه متوقف والإنتاج الزراعي منهوب و في ظل غياب أي مصادر تدعم الدخل القومي من أنشطة سياحية وصناعية وزراعية وخدمية و ضرائب ورسوم وعائدات تشغيل المنافذ الحدودية والموانئ وغيرها من مصادر الدخل سواء أكانت بالليرة السورية أو بالقطع الأجنبي وهي إن وجدت تكون بالحدود الدنيا وبالتالي من المفترض أن تكون الليرة السورية منهارة تماماً !!!!! ..
ولكن قوة ومتانة احتياطيات المصرف المركزي مع مهارة في الإدارة لسعر الصرف بالتزامن مع التطورات السياسية والعسكرية وحسن توظيف مساعدات االدول الصديقة قد أدّت دورها تماماً , سواءاً تم فهم هذه الإجراءات أم لم يتم فهمها اقتصادياً كون الحرب كانت وستبقى خدعة و ليس المطلوب من المركزي تبرير أي تصرف ما دام يحافظ على سعر الصرف عند السعر الذي يقرره والذي يراه اقتصادياً وفق مصلحة الدولة في معركتها
و فيما يخص أسعار المواد في الأسواق فأشار محمد إلى أنها تبقى ضمن مسؤولية مختلفة لا نستطيع أن نربطها مع سعر صرف الليرة بشكل كاما كون أسعار الصرف لا تتدخل في مجمل الأسعار بنسبة تزيد عن 20% وهنالك عوامل عديدة تدخل في تحديد الاسعار كتوافر المواد وأجور النقل ومشاكل التصنيع واليد العاملة وغيرها ومن المناسب للاقتصاد السوري عملياً تثبيت سعر الصرف أكثر من السعي المستمر لتخفيضه وهذا يؤدي الى استقرار الاسعار ودعم الاستيراد والتصدير فثبات الكلف أمر أساسي في التصدير وذلك أن الحركة المستمرة والتذبذب في سعر الصرف يوقف ما تبقى من الحركة الاقتصادية في البلد بالكامل بسبب توقف قدرة الأبطال السوريين الذين يحاولون تصدير بعض المنتجات السورية من فائض المواسم الزراعية والصناعات النسيجية وغيرها و باشراقة أمل نتمنى سرعة انتهاء هذه الأزمة التي تمر بالبلاد ويعود اقتصادنا مزدهراً والمؤشرات كلها ايجابية لتحقق ذلك ومن الناحية الاقتصادية فعجلة الانتاج الصناعي والزراعي تتحسن بشكل مطرد والصادرات السورية تنشط بشكل كبير من خلال الدعم الحكومي ومتابعة اتحاد المصدرين لكافة المشاكل ومحاولة حلها ودعم تواجد المنتجات السورية في العديد من المعارض الهامة إضافة لتنظيم المعارض المتخصصة في صناعة الالبسة وال ...و نتمنى من كل الفعاليات الاقتصادية المتخصصة أن توضح للمواطن أهمية دور المركزي في الازمة ودوره في الحفاظ على ليرتنا من الانهيار أسوة بالدول المجاورة التي انهارت عملتها في حروب مماثلة ولانحول بعض المشكلات الشخصية الى هجوم على دور المركزي في الحفاظ على الليرة السورية .