تعيش الصناعة السورية مرحلة صعبة نتيجة للأزمة الحالية ومشاكلها أكثر من أن تحصى سواء لدى القطاع العام أو الخاص ومع ذلك فثمة جهود كبيرة تبذل لمحاولة النهوض بها مجددا ضمن الظروف الحالية و قطاع الصناعات النسيجية كان من أكثر القطاعات تأثرا بالأزمة رغم أنه يعتمد على مادة أولية محلية ومع ذلك فقد كان لرابطة المصدرين السوريين للألبسة والنسيج دور في إعادة الحياة لهذا القطاع عبر عدة معارض أقامتها خارج سوريا وحاليا هنالك عمل جاد يبذله اتحاد المصدرين وغرفة صناعة دمشق وريفها وغرفة تجارة دمشق مع كافة الجهات الحكومية لدفع هذا القطاع الريادي الى الامام
للاقتراب من واقع الصناعة النسيجية ومعرفة الاجراءات التي يتم العمل عليها حاليا لاعادة الحياة لها مجددا كان لنا لقاء مع السيد فراس تقي الدين عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها ونائب رئيس رابطة المصدرين السوريين للألبسة والنسيج و صاحب شركة الرابح للأقمشة و الألبسة الداخلية والذي استمر بالعمل في سوريا مشجعا كافة الصناعيين على البقاء ضمن أي ظرف
تم الحديث مؤخرا عن تعاون بين القطاع الخاص والعام لإعادة تشغيل معامل النسيج المتوقفة أين اصبح هذا الأمر :
نحن نعلم أن هنالك مشكلة في تأمين الأقطان من قبل معامل النسيج العامة نتيجة لصعوبة نقلها من مناطق الإنتاج إلى المعامل مما أدى لتوقف بعض المعامل عن العمل ونقص في الخيوط القطنية اللازمة لصناعة الألبسة وعليه كانت مبادرة غرفة صناعة دمشق لإعادة العمل لهذه المصانع عن طريق تأمين الاقطان المحلوجة وتصنيعها ضمن هذه المعامل لصالح الصناعيين ومن ثم بيعها إلى معامل النسيج المحلية لتدخل في طور إنتاج الألبسة وبالتالي تحقيق قيمة مضافة عالية كما أننا نطمح لتصدير جزء من هذه الخيوط المنتجة لإدخال قطع أجنبي إلى سوريا بالاستفادة من ديناميكية القطاع الخاص في التسويق الداخلي والخارجي وهنالك دعم كبير من وزير الصناعة لهذا التوجه وحاليا نعمل مع المدراء المعنيين في الشركات النسيجية للبحث في كافة التفاصيل من الأسعار والأصناف التي ستنتج والهدورات .
ماهو شكل العلاقة بينكم وبين هذه المؤسسات وهل من عقبات تواجه المشروع
اتفقنا على تأسيس شركة بين غرفة الصناعة واتحاد المصدرين والصناعيين الراغبين بالعمل وقد تصدت الغرفة والاتحاد وأبدت استعدادها للمساهمة بالشركة بمبلغ 50 مليون ليرة لكل منها كما أن عددا من البنوك الخاصة قد أبدت استعدادها للمساهمة بتمويل المشروع في حال رغبتنا بذلك وسنقوم بالتصنيع داخل معامل الدولة مقابل دفع أجور التصنيع دون دخول في أي عملية استثمار أو خصخصة ونحن نأمل أن نتوافق على أجور مناسبة للتصنيع قريبة من الاجور العالمية لأن ذلك هو أساس انتقال المشروع إلى حيز التنفيذ فلا يمكن القيام بمشروع لا جدوى اقتصادية له ونحن سنكون بمثابة زبون لدى هذه المعامل ونجاح الفكرة سيجعل زبائن آخرين في عدة محافظات أخرى يقدمون على خطوات مماثلة ويجعلنا ننتقل إلى مستقبل جديد من التشاركية يضمن تشغيل أعظمي لشركات الدولة وتأمين المنتجات والمواد الأولية للصناعيين
ماهي آخر الاستعدادات لمعرض سيرياموتكس وماهو سر نجاح المعرض برأيكم
عقد في الاسبوع الماضي اجتماع للجان المعرض بكافة الاختصاصات حيث تم تحديد الدول المستهدفة للترويج للمعرض وهي تونس الجزائر ليبيا اليمن العراق الامارات السعودية الكويت مصر وسيقوم أشخاص من الصناعيين المشاركين بالمعرض بالسفر لهذه الدول ولقاء أهم الزبائن لدعوتهم للمعرض حيث وجدنا أن هذا الاسلوب هو الاكثر فاعلية و جدوى وسينطلق المعرض في 15 آب المقبل في مدينة بييل للمعارض في بيروت بمشاركة حوالي 260 عارضا وهنالك اقبال كبير من العارضين على المشاركة في المعرض وهي في تزايد كبير مع اقتراب موعد المعرض ومن مختلف الاختصاصات ولو قارنا بين عدد الذين شاركوا في المعرض في ايلول الفائت وكان 61 عارضا والعدد الأولي للمشاركين في الدورة الحالية سنجد أن العدد تضاعف لأكثر من اربعة مرات وهو دليل على نجاح المعرض ويعود النجاح إلى أن من يدير المعرض هم المشاركون بأنفسهم من خلال لجان متعددة ونحن كرابطة نقوم بدور الناقل الأمين لرغبات المشاركين و نعمل على تنفيذها إضافة إلى الدعم الكبير المقدم من اتحاد المصدرين وهيئة تنمية وترويج الصادرات .
ماهو المطلوب حاليا لإنعاش الصناعة الوطنية وكيف ترى تجربة إعادة الحياة لمنطقة مزرعة فضلون الصناعية
حقيقة إعادة الصناعيين للعمل في منطقة مزرعة فضلون هو بغاية الأهمية فهنالك أعداد كبيرة جدا من الصناعيين في هذه المنطقة وفي مختلف أنواع الصناعات وهذا ماجعل هذه المنطقة تمس كل عائلات دمشق وحاليا هنالك تعاون وثيق بين اتحاد المصدرين ووزارة الاقتصاد حيث أن هنالك اهتمام و متابعة يومية من السيد وزير الاقتصاد لهذا الموضوع إضافة لمساهمة محافظة ريف دمشق في تأمين البنى التحتية لعودة العمل للمنطقة وسيبدأ هذا الأسبوع عمليات إزالة الأنقاض وفتح وتعبيد الطرقات وهو ما سيكون له أثر إيجابي على عودة المعامل للمنطقة ضمن الظروف المتاحة وهنالك العديد من التسهيلات المقدمة لكافة الراغبين بالعودة وبالنسبة للصناعيين الموجودين خارج القطر فيسمح لهم بإعادة كافة آلاتهم التي أخرجوها دون رسوم جمركية .
وفي المقابل فتوفر الطاقة أمر في غاية الأهمية للصناعة فالكهرباء هي عصب الصناعة وكلنا امل مع عودة ضخ الغاز عبر خط الغاز العربي وتخفيف التقنين عن مختلف المناطق أن يعاد تفعيل ماوعد به وزير الكهرباء وبدء به قبل توقف خط الغاز وهو إعفاء المناطق الصناعية من التقنين إذا كانت نسبة المعامل فيها 70% وتعديل مواعيد التقنين لتناسب المعامل في حال كانت النسبة 30% وهنالك تجمعات صناعية عديدة ستستفيد من هذا الأمر وهنالك أمر هام للصناعة وهو الرسوم الجمركية على مدخلات الانتاج والتي يجب أن تكون في الحدود الدنيا وبتاء على ذلك فقد أجمعت غرفة صناعة دمشق واتحاد المصدرين وعدد كبير من الصناعيين على أنه وريثما تعود شركات الاقمشة والمصابغ للعمل ولتغطية حاجة المصنعين من الأقمشة اللازمة لصناعة الألبسة لابد من اعتبار الاقمشة مادة أولية وتخفيض جماركها من 10 إلى 5 % .