أوضح " مدير زراعة اللاذقية" " المهندس منذر خير بك "عن الإجراءات المتخذة، وإمكانية استدراك المشكلة للسنوات اللاحقة من خلال حصاد المياه عن طريق إقامة السدات المائية ليصبح هناك بعض الاستقرار المائي في المحافظة بشكل يخفف عن المواطنين والمزارعين الإحساس بأزمة المياه والاضطرار لشرائها، خاصة أن قيمة الصهريج الواحد وصلت حالياً إلى 10 آلاف ليرة لدى البعض وتزيد عليها لدى البعض الآخر، حيث أفاد خير بك قائلا: أعتقد أنه لدينا نوع من التقصير في السياسات المائية من جهة حصاد المياه، فقد كان هناك دراسة لإقامة 220 سدة مائية على مستوى المحافظة، 68 سدة منها دراستها مكتملة، لكن بسبب الأحداث والظروف العامة للبلد تم إيقاف موضوع السدات المائية التي لو أنجزت لكانت قد خففت نسبة 80% من المشكلة الناتجة عن الجفاف الحاصل بسبب الانحباس المطري الذي شهده موسم العام الحالي، ولكانت السدات قد غطت المحافظة بأكملها، مشيراً إلى أنه يحز بالنفس أن اللاذقية وبكميات الهطل السنوي البالغ عادة بين 6-7 مليار متر مكعب أصبحت حالياً تفتقر قطرة أو صهريج الماء في ظل وجود تواضع رقمي بموضوع حصاد المياه، فمن أصل الكمية الإجمالية للهطل السنوي المذكورة أعلاه بالمليارات، نجد أن كمية التخزين السنوية في سدودنا لا تتجاوز 4 ملايين متر مكعب، علماً أنه كان قد تم خلال العام الماضي رصد 64 مليون ليرة لإقامة سدة مائية في قرية الدفلة في رأس البسيط، وحسب تعليمات مجلس الوزراء ألغي الاعتماد، لكن هذا العام ونتيجة ظروف الجفاف الحاصلة والمتابعة الحثيثة من مديرية الزراعة والجهات المعنية ومع وزير الزراعة ورئيس مجلس الوزراء تلقيناً وعوداً برصد الاعتمادات لإقامة سدتين إحداها في قرية الدفلة، والأخرى في القرداحة، ليعاد بعدها تمويل السدات المائية خلال العام القادم، حيث من المتوقع تمويل السدات بمعدل ثماني سدات سنوياً، وذلك نظراً لما للسدات المائية من آثار ايجابية بيئية واجتماعية حيث تعتبر من أهم المشاريع على مستوى المحافظة في مجال حصاد المياه، وفي مجال المحافظة على التربة من التدهور والانجراف نتيجة تضاريسها القاسية.
ولفت خير بك إلى أن الزراعة تتصدى العام الحالي لظاهرة الجفاف، ومن خلال الاجتماعات التي عقدت مع الموارد المائية واتحاد الفلاحين ومحافظ اللاذقية، تم وضع خطة للتأقلم مع كمية المياه المتوافرة لدينا، وبناء عليها أطلقنا وعداً للإخوة الفلاحين بتأمين عدد من الريات تتراوح من رية إلى أربع لمحاصيلهم في حال التزامهم التعاون معنا من حيث عدم هدر المياه، والمحافظة على كمية المياه المتوافرة، حيث تساعد هذه الريات بتقليل الضرر الذي يلحق ببعض البساتين، كما تعمل على المحافظة على الشجرة، وستشمل الريات بعض الحقول في المناطق التي تعد أكثر نقصاً في الوارد المائي منها سهل جبلة، وريف القرداحة.