منذ بداية الأزمة كانت محافظة الحسكة الملاذ الآمن لأبناء مناطق القطر المتضررة كون مدينة القامشلي حافظت على أمنها واستقرارها مثل باقي مراكز المدن المستقرة لكن قراها لم تسلم من أذى المسلحين من إلحاق الخراب بالبنى التحتية الهشة لهذه المحافظة والواقع الخدمي يزداد سوءا يوماً بعد يوم دون أية محاولات من المعنيين في إيجاد الحلول لتحسين واقعها الخدمي حيث واقع الكهرباء في المنطقة يزداد سوءاً حيث تصل ساعات التقنين في المحافظة إلى 22 ساعة يومياً والمحافظة على هذا الحال منذ عامين والمواطن يتحمل على أمل تحسن هذا الواقع كون المدينة فيها شيء من الأمان والاستقرار بما يتناسب مع الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن حيث طال انتظار المواطن
وحول تساؤلات كثيرة يرددها المواطن في المنطقة بالنسبة للضرر الكبير الذي ألم بالبنى التحتية نتيجة الحرب الشرسة على الوطن سورية والتي أدت إلى تراجع الواقع الخدمي لكن ما يلاحظه مواطن هذه المحافظة خلال تواجده في محافظات القطر الأخرى أن هناك مساعي واهتماماً من المعنيين في تحسين الواقع الخدمي لتلك المحافظات مع تراجع واقع هذه المحافظة منذ عامين ابتداءً من الكهرباء والمياه والاتصالات.
ووفقا لصحيفة "الوطن" التي بينت معاناة المواطن في هذه المحافظة وتساؤلاته عن وضع الكهرباء والتقنين الذي يراه غير طبيعي 22ساعة يومياً وهذا هو العام الثاني ليعاني المواطن حرارة فصل الصيف المرتفعة والتي تصل إلى 48 درجة مئوية مع جوها الجاف والمواطن محروم من أبسط شيء في صيف قاتل حيث توفر مياه باردة في منزله بات حلما وتوفره يشعره بالفرح والسعادة حيث وصل قالب الثلج إلى 800 ل.س ناهيك عن الساعتين التي تأتي باليوم ألحقت أضراراً بالأدوات الكهربائية في المنازل بسبب الفصل المتكرر في الكهرباء كل عشر دقائق خلال الساعة التي تعطى للمواطن فكان الحل الوحيد البديل توفير مولدات كهربائية في بعض الأحياء من مستثمرين وهذا الحل ليس بالحل الدائم ولا يخدم عامة الناس ومع ذلك حتى العائلات ذوات الدخل المحدود اختصرت من مصروفها لتشترك بالكهرباء لتبعد بؤس الظلمة عن عائلاتها وهذه المصاريف الإضافية أرهقت المواطن وحول تساؤلات المواطنين عن عدم وجود أي تحسن ملموس في تخفيف ساعات تقنين الكهرباء الطويلة التقت الوطن مدير عام كهرباء محافظة الحسكة المهندس علي ذياب فأوضح أن انقطاع الكهرباء في المحافظة نتيجة عدم ورود كميات من الطاقة عن طريق محطة مبروكة سد تشرين والاعتماد فقط على عنفات توليد السويدية التي تنتج ما يقارب 70 ميغا تكاد لا تكفي الخطوط المستثناة وخاصة المشافي والمطاحن والمياه وبعض المنشآت الحيوية.
مبيناً أنه سوف يتحسن وضع التيار بعد ورود كمية 10 ميغا من سد تشرين مبروكة ومنذ يومين دخل خط مبروكة في الخدمة وتم فصل مدينة الحسكة عن القامشلي، إضافة إلى أن هناك مساعي كبيرة لتشغيل العنفة الرابعة بمحطة توليد السويدية بما يؤمن وفراً ينعكس إيجابا على تحسن وضع التيار الكهربائي بمدينتي الحسكة والقامشلي.
وأضاف ذياب: إنه تم تشكيل لجنة لوضع محددات استطاعة على الـ20 ك ف لكافة المحطات لمنع ظاهرة الفصل المتكرر للتيار الكهربائي وبين المهندس أسامة عزو العضو في اللجنة المشكلة لفصل الخطوط المستثناة عن الفصولات المتكررة نتيجة وضع حمايات على مخارج ال20فولط وذلك لحماية منشأة السويدية من الانهيار ثم انتقل عزو إلى الحديث عن عمل اللجنة في إزالة ما يقارب 90 بالمئة من خطوط الأهالي المرتبطة بالخطوط المستثناة ما أدى إلى وفر في كميات الطاقة بين 20 إلى 25 ميغا وبعد معاناة طويلة من خلال فصل الخطوط المستثناة تمت إعادتها في بعض الإحياء وتم وصلها عنوة بسبب القوة المستخدمة من قبل الأهالي لكن نحن مستمرون في عملنا لفصل معظم الخطوط المستثناة على الرغم من المعاناة والصعوبات التي تعترضنا.
ونقلاً عن تساؤل آخر من المواطن حول عدم الالتزام بساعات تقنين الكهرباء المحددة في مناطق تابعة لمدينة القامشلي مثل المالكية القحطانية والجوادية أتانا الرد من ذياب قائلاً: عدم التزام تلك المحطات بكميات الطاقة المحددة لمناطقهم كونها خارج السيطرة علماً أنه تم توزيع كميات الطاقة المخصصة في المناطق المذكورة وفق حمولات كل محطة لكن لم يتم الالتزام ما يؤثر وعلى المنظومة الكهربائية في باقي مناطق المحافظة وبالتالي يؤدي إلى كثرة الفصولات إلى زيادة ساعات التقنين.