قال مدير عام مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في محافظة دمشق حسام الدين الحريدين،إن كميات مياه الشرب التي تنتجها مصادر المياه في محافظتي دمشق وريف دمشق تصل باليوم إلى 86235 م3 ولا تتجاوز كمية الاستهلاك اليومي، منها للاستخدامات المنزلية والحكومية والتجارية والسياحية والصناعية 24310 م3 بنسبة هدر وفاقد تصل إلى 61% في ريف دمشق، وهذه النسبة لا يمكن الاعتماد عليها بشكل عام نظراً لوجود مناطق لا نستطيع الدخول إليها في الوضع الراهن وتختلف حصة الفرد من منطقة لأخرى حسب الوضع المائي ويمكن القول: إن حصة الفرد في مدينة دمشق تصل إلى 120 ليتراً باليوم وفي الريف وسطياً 60 ليتراً.
وشدد الحريدين على ضرورة تعزيز ثقافة ترشيد واستهلاك مياه الشرب نظراً لتعرض الحوض الصباب في نبع الفيجة إلى حالة من الجفاف الاستثنائي، حيث لم تتجاوز غزارة نبع الفيجة خلال اليوم الرابع من شهر أيار الماضي 2.83 م3/ثا يقابلها 4.45 م3/ثا للفترة نفسها من عام 1960، ما دعا المؤسسة لدراسة المياه الرئيسة لنبع الفيجة وبردى ومراكز المياه الرديفة مثل مركز جديدة يابوس- مركز زرزر- مراكز الضخ المنتشرة في مدينة دمشق، إضافة إلى الآبار الاحتياطية العائدة للمؤسسة ووضع برنامج تقنين يتناسب مع كميات المياه المتوافرة.
وعزا الحريدين أسباب شح مياه الشرب وعدم تأمينها للمشتركين بالشكل المطلوب إلى انخفاض غزارات مصادر المياه الناتجة عن نقص مياه الأمطار، حيث لا تتجاوز كمية مياه الأمطار الهاطلة على الحوض خلال هذا العام 260 مم مقابل المعدل السنوي الذي يصل إلى 512مم، الأمر الذي يؤدي إلى نقص كميات المياه المنتجة من مصادر المياه وزيادة عدد السكان في مدينة دمشق نتيجة هجرة المواطنين من ريف دمشق إلى المدينة بنسبة كبيرة جداً، أدى إلى زيادة استهلاك المياه بشكل كبير وهذا ما أثبته التحكم الآلي في المؤسسة والذي تبين من خلاله كمية المياه المنتجة والمستهلكة والحاجة الفعلية لمدينة دمشق من مياه الشرب التي تقدر حالياً بنحو 780 ألف م3 باليوم، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة نتيجة التعديات وأعمال التخريب المتعمدة على مصادر الطاقة الكهربائية، ما يؤدي إلى تشغيل مراكز الإنتاج الرئيسة للمياه ومراكز الضخ والآبار لضخ المياه عن طريق محركات تعمل على المازوت في حال انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تحتاج لكميات كبيرة من الوقود تزيد على 50 ألف ليتر مازوت يومياً، وهذا لا يمكن تأمينه بالشكل المطلوب في هذه الظروف، وقيام بعض المواطنين في أغلب مناطق دمشق تركيب شفاطات مياه تؤدي إلى سحب المياه بشكل سريع يؤدي إلى استفادة البعض وحرمان البعض الآخر.
وأشار إلى أن المؤسسة تركز نشاطها وخططها الاستثمارية من خلال الاعتماد المالي المخصص لها خلال هذا العام بواقع 2850000 ألف ليرة حيث بلغ حجم الإنفاق خلال النصف الأول منه 494708 آلاف ليرة لتنفيذ شبكات وخزانات ومحطات ضخ مياه، مع إعطاء الأولوية لدراسات تأهيل واستبدال ما هو بحاجة إلى التجديد، نذكر منها خطوط تجميع آبار جرمانا- خطوط تجميع آبار الربوة- القصر- تنفيذ خط الربط بين خزان برزة الشرقي، وخزان برزة القرية مرحلة أولى، ووصل آبار المصادر الاحتياطية مع الشبكة العامة وتنفيذ خطوط تجميع آبار معسكر الطلائع وخطوط تجميع آبار حفير التحتا كما تم رصد مبلغ 397 مليون ليرة في خطة 2015 لتنفيذ خطوط رئيسة في /قطنا- دروشا- الكسوة- قلعة جندل/ لجر المياه من محافظة القنيطرة إلى مناطق تجمع الإخوة النازحين في دمشق وريف دمشق.
ولجأت المؤسسة إلى التعاقد بشكل مباشر مع شركات القطاع العام لتنفيذ استبدال بعض الخطوط الضرورية وتنفيذ خطوط جديدة وحفر آبار وفق الحاجة الملحة، وتم إدراج الأعمال الواردة في خطة الطوارئ لمدينة دمشق ضمن بنود وفقرات خطة المؤسسة الاستثمارية للعام الحالي لتأهيل الآبار الاحتياطية وتقديم مجموعات توليد مع خزانات مازوت سعة ألف وألفي ليتر من المازوت وتجهيز وتأهيل المناهل والآبار وتأمين أجهزة تعقيم وحفر آبار جديدة وإنشاء غرف ومستودعات للمعدات والتجهيزات ومضخات المياه والقيام بأعمال الصيانة لصهاريج توزيع المياه وصهاريج توزيع المازوت مع تأمين السائقين.
وشدد الحريدين على ضرورة محاسبة المقصرين والمتلاعبين في توزيع مياه الشرب على المشتركين.