ارتفع سعر صرف القطع الأجنبي في السوق السوداء يوم أمس على خلفية جملة من العوامل، رغم عدم وجود صفقات حقيقية، في وقت يبدو فيه مصرف سورية المركزي شديد الهدوء، وواثق من المعطيات المتوافرة لديه بالنظر إلى أسلوبه في التدخل لدى الاستقرار النسبي، وليس خلال أوقات ذروة ظهور فقاعات سعر الصرف.
وتجاوز الدولار يوم أمس مستوى 190 ليرة، في وقت بدأت فيه بعض المواقع الإلكترونية وبعض أقطاب السوق الترويج لهذه الأسعار المبالغ فيها.
وحسب إحدى شركات الصرافة في دمشق فإن ارتفاع سعر الصرف ليس حقيقياً، بمعنى أنه غير ناجم عن طلب حقيقي، لجهة أن ارتفاع السعر الناجم عن الطلب الحقيقي يكون نتيجة ضغط على السوق أكبر من المعتاد وتحديداً السوق السوداء، لتلبية احتياجات مثل تمويل عمليات استيراد عادية لبعض المواد.
ووفقاً لمدير شركة الصرافة، فإن زيادة الطلبات على القطع الأجنبي تخلق فقاعة من السعر، ولو كان الطلب ضئيلاً بمعنى أن من يطلب شراء 100 ألف دولار، فإن من يتلقى الطلب يعمل على شراء 200 ألف دولار كاحتياط منه لنفسه تحسباً للأسوأ، ومن ثم تكون الفقاعة موجودة هنا بمقدار 50% كون نصف الكمية المطلوبة احتياط.
وقدر أن تكون الكتلة الإجمالية لتداولات الدولار في السوق السوداء خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بحدود 100 مليون دولار منها 50 مليون دولار طلبت فعلاً، مقابل 50 مليون دولار من باب الاحتياط لمراكمتها وجني الأرباح.
وأكد أن تدخل مصرف سورية المركزي لا يتدخل بشكل انفعالي، بل بشكل متزن ومؤثر أي إنه سينتظر انحسار الموجة خلال أيام معدودة ثم يتدخل ليلجم ارتفاع السعر، ويعمل على تخفيضه، مستشهداً بالحالات التي عمل فيها المركزي بهذه الطريقة والتي أفرزت انخفاض السعر بشكل أسرع من ارتفاعه وخلال أيام قليلة.
وأكد أن أكبر دليل على أن الطلب الحالي هو غير حقيقي هو عدم وجود طلبات لتحويل أموال إلى الخارج.