خاص موقع B2B| محمد وائل الدغلي
تحولت المساعدات الإنسانية و التي من المفترض أن تصل للمتضررين والنازحين إلى سلع تباع في محلات السوبرماركت في دمشق وعلى أرصفتها بأسعار منخفضة لتغدو الهدف الأول لمن يقصد أسواق المواد الغذائية لشراء بعض أنواع السلع التي توزع ضمن المساعدات الغذائية ويعمد الكثير ممن يحصلون على هذه المساعدات إلى بيعها باسعار منخفضة وكذلك هنالك بعض الجمعيات تقوم وبشكل مخالف بالمتاجرة بالمساعدات الغذائية بعدة طرق وفي النهاية فالتجار هم من يحصدون الارباح مستغلين حاجة الناس للبيع والشراء .
موقع "B2B-SY" وفي جولة لأخذ أراء بعض المواطنين " أبو خالد " رجل في الستين من عمره كان يجلس على كرسي على أحد الأرصفة وأمامه أكياس من الرز والعدس والمعكرونة وبعض علب الفول أخبرنا أنه يقوم بشراء المواد الغذائية من بعض الناس الذين يمرون أمامه في الطريق ويعرضون عليه مالديهم ويشتريه منهم ويعرضه للبيع ولذلك فليس لديه كميات كبيرة من هذه المواد وأما الأرباح فهي قليلة فكيس المعكرونة اشتريه بـ 35 ليرة ويباع بين 40 -50 حسب البائع وسعر علبة الفول 50 ليرة والرز الهندي يباع الكيلو بـ 40- 50 ليرة وسعر الكيس 15 كيلو بالجملة 500 ليرة أما الرز الروسي فيباع بين 80 إلى 100 ليرة وهذه الاسعار تختلف من منطقة الى أخرى حسب كميات المساعدات الموجودة ففي منطقة الزاهرة حيث يتواجد نازحين فلسطينيين بكثرة أسعار المساعدات منخفضة وهنالك بعض تجار الجملة يشترون كميات كبيرة منها ليقوموا بادخالها الى مخيم اليرموك لتباع بأسعار مضاعفة كما أن هنالك بعض التجار يوزعون مندوبين لهم أمام مراكز الايواء وتوزيع المساعدات حيث يشترون السلات الغذائية مباشرة من الحاصلين عليها وبأسعار منخفضة فسعر الكرتونة قد يصل الى 20 الف ويشترونها بثمانية آلاف ليرة
كما وقام موقع "B2B-SY" ألتقى بإحدى السيدات التي كانت تعرض للبيع بعض ما لديها من الرز والعدس حيث تحصل على 15 كيلو رز و 5 كيلو عدس كل شهرين و أشارت إلى أنها تبحث عن السعر الافضل لتبيع بعض الفائض عنها وللاسف فغالبية الباعة يريدون الحصول على هذه المواد بأقل الاسعار وأنا مضطرة للبيع لأن لدي مصروف أساسي وهو استكمال دفع أجرة البيت الذي اقطنه حتى لا أصبح في الطريق وأما الطعام فيمكن تدبره بعدة طرق وأتمنى أن تتحول هذه المساعدات إلى قسائم مالية كما يحصل في أماكن أخرى لأشتري ماأريد ولا أضطر لبيعه بسعر قليل .
هنالك من أكد لنا قيام بعض العاملين في الجمعيات الإغاثية الرسمية والخاصة في دمشق بإضافة أسماء عائلات وهمية على جداول توزيع المعونات الإنسانية ليجري بيع هذه الحصص بالتعاون غالباً مع بعض التجار أما الباب الثاني للفساد فيتجلى في الامتناع عن تقديم إحدى مواد المعونات الإغاثية واللجوء إلى بيعها من دون إعلام الناس بأن المادة موجودة ضمن المساعدات أصلاً وهنالك العديد من الحقائق التي تثبت ذلك
مدير الخدمات الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية فراس نبهان أكد لموقع b2b أن عدد الجمعيات الأهلية المرخصة وصل لحوالي 1500 جمعية تتوزع على كافة المحافظات السورية ونسبة 70% من هذه الجمعيات تعمل في المجال الخيري.
ونتيجة للظروف الحالية فقد أصبح هنالك ضغط كبير على هذه الجمعيات وتم اختيار عدد من تلك الجمعيات للتعاون مع المنظمات الدولية لتقديم المساعدات للأسر المتضررة من خلال مجموعة من المعايير الدقيقة لتقييم أسلوب العمل في هذه الجمعيات بعد إلغاء عمل 5 جمعيات تورطت بالفساد في عملها الإغاثي ولابد من التأكيد على أن عدد كبير من الجمعيات لم تلتزم بأتمتة العمل لديها بشكل كامل وهذا أمر ضروري بضبط عملية توزيع المساعدات بالشكل الأمثل ونسعى لاطلاق بطاقة الإغاثة الموحدة حيث تقوم الوزارة بإنشاء قاعدة بيانات للمهجرين في المحافظات، وفق منظومة عمل مؤلفة من عدة لجا.
المساعدات الانسانية التي تباع في الطرقات شكلت مشكلة كبيرة لصناعيي المواد الغذائية في سورية حيث اشار الصناعي ناجي رباط صاحب شركة دلتا للصناعات الغذائية لموقع b2b أنّ المساعدات الغذائية المقدّمة من الأمم المتحدة من مادتي الفول والحمص على سبيل المثال أدت لتوقف المعامل المنتجة لهذه المواد وللأسف فهذه المساعدات تُباع في الأسواق بطرق ملتوية وبأسعار أقل بحوالي 25% من أسعار معاملنا وهو مايجعلنا في مواجهة غير متوازنة في الاسواق وفي المقابل فنحن لاندعى الى مناقصات الامم المتحدة .
وأوضح أننا كنا ننتج للسوق المحلي ونصدّر وتوقفنا عن العمل إذ ننتج حسب المواصفات القياسية السورية وهي متشددة فمادة الفول في لبنان مسموح أن تكون بعض الحشرات قد دخلتها وخرجت منها وهو غير مسموح لدينا الأمر ومسموح في اطار مواد المساعدات الانسانية و الذي يجعل سعر الفول لدينا أغلى من لبنان وبعض الدول ولكنه بمواصفات ممتازة وكمياته عالمياً قليلة