خاص موقع B2B-SY|محمد وائل الدغلي
شهد سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية خلال الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي ارتفاعا ملحوظا وصل لحدود 10% مرتفعا من سعر 176 ليرة مطلع الأسبوع وليغلق على سعر 191 ليرة مساء الخميس الماضي في السوق السوداء مع وجود طلب جيد على الشراء وانخفاض في المعروض نتيجة لارتفاع السعر المستمر وسجل سعر الدولار في شركات الصرافة وللحوالات 175 ليرة أما سعر البنك المركزي فبلغ 157.5 ليرة .
الخبير الاقتصادي الدكتور محمد وائل الحبش أكد لموقع "B2B-SY" أن ســعر صرف الليرة الســورية أمام الدولار الأمريكي يتأثر بشــدة بالعوامل النفســية المرتبطة بالحالة الأمنية و الســياسية أكثر بكثير مما يرتبط بالحالة الموضوعية المرتبطة بتحديد الســعر بناء على معادلة العرض و الطلب و هذا بالتأكيد يعتبر نوع من الحرب على العملة الســورية الغير مباشــرة فتدمير الليرة الســورية له آثار ســلبية شــديدة لا تقل ســوءا عن أي خســارة عســـكرية أو تدمير شــديد للبنى التحتية و حالياً فإن أكثر ما يضغط على الليرة الســورية هو محاولة الولايات المتحدة إجراء ضربات لتنظيم داعش الإرهابي دون موافقة مجلس الأمن
و هذه مراوغة أمريكية أخرى تضاف إلى مراوغاتها لدخول الأراضي السورية عســكرياً و احتلالها كما فعلت في العراق و قد كتبنا ســابقاً أن الضربة الأمريكية في سـبتمر العام الماضي كانت عبارة عن مناورة سياسية عســكرية مصيرها الفشل و هذا ما كان و هوى الدولار الأمريكي بشـــدة أمام الليرة الســورية وقتها من 320 ليرة حتى وصوله إلى 140 ليرة سـورية تقريباً .
أما من الناحية الموضوعية فالسـعر الرســمي من المركزي هو ما يشــكل السـعر الحقيقي لليرة الســورية القائم على معادلة العرض و الطلب بالتأكيد هناك ثغرات في مواقع لا يقوم المركزي بتغطية احتياجات المواطن فيها من الدولار الأمريكي لكنها بســيطة نسـبياً و لا تؤثر بحدة على موقع الليرة الســورية أمام الدولار الأمريكي .
المفاجأة التي لا يعرفها الكثيرين أن البنك المركزي يمتلك بالإضافي إلى الاحتياطي من العملات الأجنية كمية كبيرة من الذهب غير معلن الحجم لكنه كافي لإرجاع الليرة السـورية لمســتويات قياســية أمام الدولار الأمريكي و هو حتى الآن لم يتم اســتخدامه و هذه الكميات الكبيرة من الذهب مدخرة على مدار عقود طويلة و يمكن اســتخدامه كسـلاح استراتيجي أخير لمكافحة الضغوط على سعر صرف الليرة السـورية
بالمقابل أكد " أحمد خضر " المدير المالي في شركة الادهم للصرافة لموقع "B2B-SY" أن شركات لاصرافة لا مشكلة لديها في توفر الدولار فواقع السوق مستقر والشركات تؤمن حاجة المستوردين من الدولار بشكل كامل بالتنسيق مع البنك المركزي وبناء على وثائق تثبت مصداقية الطلب.
مؤكدا لموقع "B2B-SY" أن المركزي طرح على شركات الصرافة في الاجتماع الأخير شراء أي كمية من الدولار ولكن الشركات يتوفر لديها الدولار وحدث نقاش بين الشركات والمركزي حول آلية لضبط وتنظيم استخدام العملات الأجنبية في التمويلات التجارية فهنالك بعض المواد في الاسواق تستهلك القطع بشكل كبير وبطريقة فوضوية وللأسف نسبة منها رديء وبالتالي هنالك هدر للقطع الاجنبي في استيراد أو تهريب هذه المواد وعملية ضبطها ستؤدي لترشيد في استخدام القطع واشار إلى أن مايحدث من ارتفاع للدولار سببه نفسي وللأسف بعض المواطنين لم يتعلموا من التجارب السابقة ويكررون نفس السيناريو من اقبال غير مبرر على شراء الدولار يؤدي لرفع سعره والإضرار بمدخراتهم والتأثير على اسعار المواد في الاسواق وبالمقابل فجميع شركات الصرافة جاهزة لبيع الدولار وفق الاسعار المحددة من المركزي ولامشكلة أبدا في ذلك .
حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور اديب ميالة أكد في تصريح صحفي لصحيفة محلية ان المخزون الاستراتيجي من القطع الاجنبي في الخزينة العامة السورية جيد وكاف وبنسب ممتازة ولا خوف من هذه الناحية ونمول كامل المستوردات السورية المستوفية للشروط القانونية المطلوبة في هذا الشأن، وبسعر تمييزي يصل الى حدود 170 ليرة سورية للدولار الواحد دون اغفال طلب واحد او رفض طلب واحد اطلاقا مشيرا الى ان الاسعار الموجودة لسعر القطع الاجنبي في السوق خلافا لنشرات الأسعار التي يصدرها ويحددها مصرف سورية المركزي هي اسعار السوق الموازية التي توجد اساسا لتمويل تعاملات غير نظامية،موضحا بان التعاملات غير النظامية بات الجميع من تجار العملة والمضاربين والمخالفين وحتى من المواطنين العاديين يعرفون ما هي عقوباتها مؤكدا ان عقوباتها كبيرة جدا وقاسية ورادعة بحق كل مخالف، وهي عقوبات اثبتت نجاعتها وجدواها في اخراج الكثير جدا من المضاربين من السوق اضافة الى اعادة مجموعة من الشركات المخالفة الى جادة الصواب والتزامهم بشروط تراخيصهم والعمل القانوني في التعامل بالقطع الاجنبي.