ظاهرة جديدة نشاهدها خلال الأيام القليلة الماضية في شوارع دمشق وريفها وخاصة المدن المتاخمة مع مدينة دمشق، وتعتبر اليوم المعاناة الكبيرة التي يجدها معظم المواطنين في حصولهم على وسيلة نقل في وقت مناسب لتقوم بإيصالهم إلى مراكز ودوائر عملهم سواء منهم العاملون في القطاع العام والخاص، والكل يرمي الكرة إلى شح مادة المازوت سواء في محطات الوقود، وحتى أصحاب وسائل النقل الصغيرة والكبيرة برروا إيقاف مركباتهم إلى عدم توافر مادة المازوت.
ظاهرة قلة السرافيس على معظم الخطوط وبضمنها دمشق وريفها أصبحت واضحة، ولا بد من إيجاد حل سريع لهذه الظاهرة، نعلم مدى الصعوبة في تأمين مادة المازوت ولكن السؤال هنا: كيف يستطيع تجار الأزمات تأمين هذه المادة وبكميات كبيرة؟
المشهد الذي لا يمكن وصفه هو اصطفاف عشرات المواطنين على أرصفة الشوارع وعلى المواقف منتظرين قدوم وسيلة نقل تنقذهم من ساعات الانتظار الطويلة دون فرج، فمعظم السرافيس توقفت عن العمل نتيجة عدم توافر مادة المازوت وارتفاع سعره وتوافره بكثرة في السوق السوداء، ولكن بسعر بلغ 180 ليرة سورية إلا أنه مخلوط بالماء ويتم التلاعب بكميته، ولدى المرور أمام إحدى محطات الوقود العامة نجد الكثير من السرافيس مصطفة ضمن طوابير طويلة جداً، منتظرة دورها في تعبئة مادة المازوت، وهذا الانتظار وفق الكثير من سائقي السرافيس يطول عدة ساعات وربما يأخذ اليوم بأكمله.
وقال يوسف الحسن سائق سرفيس على خط صحنايا، إن أغلب الركاب مصطفة منذ أكثر من ساعتين بانتظار ميكرو فارغ لينقلهم إلى البرامكة، ولكن نقص عدد السرافيس العاملة على الخط قليلة مقارنة بعدد الركاب يشكل ازدحاماً هذا، ونحن في أيام عطل فكيف مع بداية العام الدراسي وفي أوقات الذروة، مبيناً أن عدداً ليس بقليل من السرافيس توقف عن العمل نتيجة الازدحام الذي تشهده دمشق وريفها إضافة إلى ندرة المازوت وارتفاع سعره.
ومن شأن هذا كله أن يصل إلى نتيجة واحدة، وهي أن المواطن سيجد صعوبة بالغة في حصوله على كرسي في السرفيس لقلة عددها سواء في الريف أم في المدينة.
أما باصات النقل الداخلي فحدث ولا حرج، ففي كل ساعة أو أكثر يأتي باص نقل داخلي ضمن دمشق، وربما تحتاج إلى واسطة لكي تجد موضع قدم فيه لشدة ازدحامه، لهذا المواطن هنا سيستغرق ساعات طويلة لكي يصل إلى مكان عمله، مضافة إليها المعاناة الكبيرة في وجود وسيلة نقل.
وأكد مدير نقل ريف دمشق محمد خاوندي، أن سبب الازدحام المروري يعود لعدم التزام المركبات بالخطوط في الظروف الراهنة، فقد انتقل بعض المواطنين ومنهم سائقو السرافيس للعيش في مناطق أخرى.
وأضاف أن 99% من الخطوط هي ملكية خاصة، ولا يمكن إجبار السائقين على العمل، ولا تتجاوز نسبة التقيد بالخطوط حالياً نسبة 30%.
وبيّن خاوندي أن اللجنة الفرعية للمحروقات تخصص الكميات المطلوبة إلى محطات معينة يتم التواصل معها عن طريق مديري المناطق والنواحي باعتبارهم أعضاء في لجنة نقل الركاب، وبالتالي يتم المعاملة مع أصحاب السرافيس حسب المعطيات والمخصص الشهري.
وأوضح أن هناك تخفيضاً في مخصصات الوقود خلال الأيام القليلة الماضية، لافتا إلى أن خطة النقل لاحتياجها لمادة المازوت تم اعتماد تقديم بما لا يتجاوز 50 ليتر مازوت لكل مركبة، وذلك وفق البرنامج الزمني لكل خط وعلى ضوء طول الخطوط، وعدد السفرات لأداء كل مركبة على أن يتم اعتماد بطاقة شهرية معتمدة يتم توزيعها على المركبات في الوقت الذي يتم تأمين مراقبة على المركبة والمحطة.