قفز سعر صرف الدولار في السوق السوداء مقابل الليرة السورية ظهر يوم أمس الأحد ليكسر حاجز 200 ليرة ليرتفع لأعلى مستوياته في عام مقابل الليرة السورية، ليعاود الانخفاض لحدود 195 ليرة في نهاية يوم أمس.
يأتي ذلك بعد جلسة للمصرف سورية المركزي والذي قرر فيها بيع 300 ألف دولار امريكي لكل شركة على أن يتم بيعه للمواطنين بدون ضوابط بسعر 186 ليرة مع إعلانه عن جلسة تدخل جديدة اليوم.
المحلل المالي ومدير منتدى الاسهم السورية رامي العطار أشار في تصريح خاص لموقع "B2B-SY" إلى أن سوق الصرف شهد في الآونة الأخيرة هبوطاً لسعر الليرة مقابل الدولار والعملات الرئيسية، وذلك بعد استقرار دام لفترة لا بأس بها.
والأسباب وراء هذا الارتفاع لسعر الدولار يمكن في عدة أمور، أهمها بأن الدولار عالميا يشهد ارتفاعاً مقابل العملات الرئيسية كاليورو والجنيه الاسترليني والذهب.
أما عن الأسباب الداخلية فقد أوضح " العطار" لموقع "B2B-SY" أنها كانت وراء طباعة أوراق مالية جديدة وضخها في السوق، حيث أن طباعة العملة الجديدة تؤدي الى التضخم، نظراً لعرض المزيد منها، هذا التضخم أثر مباشرة في أسعار المواد الرئيسية ثم قام بالتأثير في سعر الصرف.
وفي ازدياد الطلب على الدولار مقابل عرض الليرة بكشوفات لا قيمة لها، حيث أن الكثير من المضاربين يقومون بشراء الدولار على الهامش بدون رصيد، مما يزيد الطلب عليه مع عدم توفر الليرة، ويتم بيع الكشف عند ارتفاع السعر بدون تسديد القيمة .
لذلك لن نشهد على المدى القريب عودة لسعر الصرف كما عهدناه في الشهور الأخيرة، بل سنتحدث بأرقام جديدة، وربما الى قمم جديدة لامسها سابقاً، مع قليل من الارتداد عند كل ملامسة لأعلى نقطة، سببها بيع الهامش لدى المضاربين.
وكان مسؤولون سوريون أشاروا إلى أن انخفاض قيمة الليرة يعود لعوامل داخلية متمثلة في المضاربة والسمسرة بسعر الليرة في السوق، إضافة لعوامل خارجية تتمثل بالعقوبات الاقتصادية والهجوم على الليرة والحصار على البلد، في حين تأثر الاقتصاد السوري بالأحداث التي تتعرض لها البلاد، ما أثر على الاحتياطي النقدي لدى المصارف.
يذكر أن مرسوما تشريعيا صدر مؤخرا يقضي بتجريم التعامل بغير الليرة السورية كوسيلة للمدفوعات أو أي نوع من أنواع التداول التجاري أو التسديدات النقدية، سواءً كان ذلك بالقطع الأجنبي أو بالمعادن الثمينة.