قدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» أن نحو 30٪ من الإنتاج الغذائي العالمي، أي ما يتراوح بين 40 و50٪ من المحاصيل الجُذرية والفواكه والخضروات، و20٪ من البذور الزيتية واللحوم ومنتجات الألبان، و35٪ من حصيلة صيد الأسماك، إما أنها تفسد أو تُهدر هباء.
وقالت «فاو» في تقرير تم الإطِّلاع عليه أمس الجمعة ن هذه الكميات تبلغ إجمالا ما يصل إلى نحو 1.3 مليار طن – أو ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجات ملياري شخص.
وأشارت إلى أن مساعي تقليص الخسائر الغذائية وإهدار الأغذية ستتلقى دفعة قوية من الدعم، بفضل منصة إلكترونية جديدة دُشنت أمس عبر الانترنت، تجمع للمرة الأولى بين نسق متكامل من الإمكانيات التي تسمح لأصحاب الشأن بتبادل الخبرات وأفضل الممارسات على الفور بهدف تنسيق المواقفٍ.
وأطلِقت الجماعة العالمية الجديدة لقواعد الممارسات(COP) ، المعنية بالحد من إهدار الأغذية، بمشاركة من قبل وكالات الأمم المتحدة الثلاث في روما، وهي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، وبرنامج الأغذية العالمي (.
وتشكل المنصة الإلكترونية جزءاً من مشروع «تعميم الحد من فاقد الغذاء لصالح صغار المزارعين بمناطق العجز الغذائي»، وهو البرنامج الجاري تنفيذه حالياً بين منظمة «فاو» وصندوق «إيفاد» وبرنامج الأغذية العالمي بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.
وتصبو الجماعة الجديدة لإيجاد قواعد تحد من فاقد الأغذية، كما تسعى لأن تصبح نقطة مرجعية عالمية تُعنى بتيسير تبادل المعلومات وإقامة حلقات الربط بين أصحاب الشأن، بما في ذلك المؤسسات العامة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وتتيح المنصة الجديدة لأصحاب الشأن متابعة الأنباء والأحداث ذات الصلة، والنفاذ إلى المكتبات الإلكترونية وقواعد البيانات وغيرها من مستودعات المعطيات، وكذلك دخول حلبة الشبكات الاجتماعية.
وقالت ماريا هيلينا سيميدو، نائبة المدير العام لشؤون الموارد الطبيعية لدى «فاو» «إن عدم هدر المواد الغذائية يعني عدم هدر الموارد المستخدمة في إنتاجها».
وأضافت بالإشارة إلى المبادرة الجديدة «هدفنا إنجاز الحد من الهدر والخسائر عن طريق تلافي العوامل المؤدية إلى ذلك، وفي المقام الأول أن يصبح هذا الهدف أولوية للجميع».
وأضافت ان أكثر من 800 مليون شخص في العالم ما زالوا يعانون الجوع يومياً.
من جهته قال نائب رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ميشال مورداسينى، ان الفاقد من الغذاء «يظل مرتفعاً على نحو لا يمكن القبول به، وهو يضر أساساً بصغار المزارعين الأشد عُرضة لآثاره». وأضاف «الحلول التقنية الممكنة لا يزال من المتعين أن تُتاح – وبأسعار معقولة – لتلك المجتمعات الزراعية».
ورحب مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، راميرو لوبيس دا سيلفا، بإطلاق هذه المنصة المعلوماتية، ولاحظ أن مبادرة الحد من خسائر ما بعد الحصاد لدى برنامج الأغذية العالمي تغطي حالياً 16000 من عائلات صغار المزارعين في أوغندا، وذلك بهدف تقليص الفاقد اللاحق للحصاد بنسبة 70٪ في صفوف صغار المزارعين المشمولين بها.
وقال لوبيس دا سيلفا «من خلال الجماعة العالمية الجديدة لقواعد الممارسات، نتطلّع إلى تقاسم أفضل الخبرات والممارسات مع المنظمات الأخرى المشاركة في الجهود المماثلة».