بات لزاماً أن تجد الناس تقف بالطوابير في محطات الوقود، لا كي تملأ سياراتها أو بهدف التدفئة وإنما للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء العاملة على البنزين أو المازوت، فأصبح هناك باعة متخصصون ببيع محروقات تشغيل المولدات، ومن لم يتجه إلى الباعة فله طرقه الخاصة في تأمينه!
«الوطن» توجهت إلى الأسواق المختصة ببيع مولدات الكهرباء للوقوف على واقع الحال في عمليات بيعها وأسعارها، حيث تبين أن منطقة المرجة وسوق زقاق الجن يعتبران المعنيين الأساسيين ببيع مولدات الكهرباء حيث تنتشر مخازن بيعها، ويعتبر متوسط عدد المخازن المختصة ببيعها في السوقين نحو 200 مخزن، وهي تبيع المولدات بكل الاستطاعات والأحجام، بدءاً من المولدات للاستعمال المنزلي والتي تندرج من 700 واط ساعي إلى 3 آلاف واط ساعي، ويقال حسب عرف السوق شمعة بدلاً من الواط الساعي.
بينما المولدات الكهربائية الصناعية تندرج من 4 آلاف شمعة لتصل إلى مئة ألف شمعة وأكثر، وحسب الباعة الذين تم استطلاع محلاتهم تبين لـ«الوطن» أن أسعار المولدات تضاعف ثلاثة أضعاف أو أكثر، حيث كان سعر مولدة باستطاعة 700 واط هو 3 آلاف ليرة سورية، أما الآن فهي بسعر 15 ألف ليرة سورية، أما مولدة الـ3 آلاف واط فأصبحت بـ40 ألف ليرة سورية كحد أدنى، والمولدات الصناعية يبدأ سعرها من 150 ألف لتصل إلى 3 ملايين وأكثر حسب الاستطاعة، وبالنسبة للسعة فهي تبدأ تدريجياً من سعة لترين من الوقود للمولدات الصغيرة لتزداد السعة كلما ازدادت استطاعة المولدة، وهي على حسب قول الباعة تصرف ليتراً من المازوت أو البنزين في الساعة، كما أنها تحتاج لعمليات صيانة كل فترة وهي مكلفة في صيانتها فأقل عطل فيها يحتاج لصيانة بمبلغ من 300 ليرة سورية حتى 500 ليرة، لتصل في أعطال أخرى إلى تكلفة بالآلاف، وهي حظوظ على حد قول أحد الباعة، كونها إنتاج صيني، منها من يتعطل بعد فترة قصيرة من الاستخدام، ومنها من يبقى فترات أطول دون الحاجة لأي صيانة.
مصروف يومي
تبين خلال جولة «الوطن» في الأسواق وعلى المحال أن كل محل وورشة صغيرة يمتلك مولدة كهربائية صناعية لو كانت بالحد الأدنى من الاستطاعة الصناعية، فكل المحال والمطاعم والورش تحتاجها، وقال العديد من أصحاب المحال والمطاعم إن متوسط استخدامها اليومي يكون بين 4 إلى 6 ساعات حسب كل منطقة وساعات التقنين المخصصة لها، وأوضح صاحب إحدى المكتبات الموجودة مقابل كلية الهندسة في البرامكة إلى أن مصروف المولدة لديه يكون بحده الأدنى 500 ليرة سورية يومياً أن لم يكن هناك تقنين طويل للكهرباء ويصل في أوقات الذروة إلى ألفي ليرة يومياً وخصوصاً في الشتاء مع بدء الدوام الرسمي للجامعات وازدياد ساعات التقنين، عدا عن صعوبة الحصول على المازوت أو البنزين لتشغيلها، مشيراً إلى لجوء الكثيرين للشراء من السوق السوداء للمحروقات، وهم من يقومون ببيع المازوت والبنزين خارج محطات الوقود وبسعر أغلى من السعر النظامي، وهنا السؤال عن كيفية حصولهم على هذه الكميات من المحروقات لبيعها ما دامت لا تتوافر في محطات الوقود؟
بدائل لا تفي بالحاجة
أشار العديد من أصحاب المحال والمواطنين الذين استطلعت أراءهم «الوطن» أنهم توجهوا لاستخدام بطاريات الشحن واللدات للإنارة في المنازل والمحال بدلاً من المولدات، لكونها أرخص ولا تحتاج للوقود لتشغليها، ويكفي شحن البطارية لتكفي لعدة ساعات، إضافة إلى أنها غير مضرة كما المولدة من حيث الضجة في صوتها أو الدخان الخارج منها، ولكنها لا تستخدم كما المولدة فهي تكفي للإنارة فقط، ولذلك لا يمكن الاستغناء عن المولدة خصوصاً بالنسبة لأصحاب المحال والورش ولمن يحتاجها في تشغيل مضخة المياه.
الكلام لـ«الاقتصاد»:
معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور عبد السلام علي أوضح لـ«الوطن» أن السماح باستيراد مولدات الكهرباء جاء نظراً للحاجة إليها بعد أن أصبح انقطاع الكهرباء في كل سورية هو أمر يومي نتيجة عمليات التخريب الممنهج التي تتبعه العصابات الإرهابية المسلحة، وعدم وجود البدائل منها، على الرغم من أنها تؤدي لهدر كميات كبيرة من المحروقات سواء المازوت أو البنزين، ولكن بالنهاية فإن أي مواطن أو صاحب محل لن يقوم باستعمال المولدة إلا عند الضرورة لكونه يقوم بدفع ثمن الوقود العاملة عليه وبالتالي لن يستهلك الوقود من غير حاجة.
وأضاف معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بأنه لا يوجد أي حالات احتكار لعمليات استيراد المولدات فكل من يتقدم بطلب للسماح بإجازة استيراد ويكون قد استوفى الوثائق المطلوبة يمكنه الحصول على إجازة الاستيراد.
المولدات صينية.. والاستيراد عبر دبي
كما تبين خلال جولة «الوطن» في الأسواق أن كل المولدات الكهربائية الموجودة في الأسواق مستوردة من الصين، ويتم شحنها من الصين إلى دبي في الإمارات العربية لتنتقل بعدها عبر سفن الشحن إلى ميناءي طرطوس أو اللاذقية، والهدف من عدم استيرادها بشكل مباشر من الصين هو الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة العربية التي لا يتم دفع رسوم جمركية على أساسها، في حين لو تم شحنها بشكل مباشر من الصين فسوف يتم دفع رسوم جمركية على إدخالها إلى البلد، وأكد أغلب الباعة أنه لا يوجد عمليات تهريب في إدخالها، لكون عمليات استيرادها سهلة وميسرة إن كان بالنسبة لإجراءات تنظيم إجازة استيرادها أو إدخالها عبر المنافذ الحدودية.