احتلّت سورية المرتبة 129 عالمياً في "المؤشر العام للازدهار للعام 2014،متراجعا بذلك من المرتبة 120 التي كانت عليها في العام 2013 والمرتبة 105 في العام 2012،فيما جاءت لبنان بالمرتبة 101 متراجعاُ من المرتبـة 98 التي كان عليها في العـام 2013 والمرتبـة 85 التـي احتلّها فــي العـام 2012. عـلى الرغـم مـن ذلك، فيما حلت المرتبة 107، ومصر في المرتبة 116 والعراق في المرتبة 128 واليمن في المرتبة 138.
أمّا لجهة مختـلف الفـئات التي يشـملها المؤشّر، فقـد تحـسّن موقـع لبنان فـي ثـلاث مـن تـلك الفـئات، متقدّماً إلى المرتبة 75 في مؤشّر الاقتـصاد و64 فـي فئـة «الصـحّة» والمرتـبة 110 فــي «الحـريّة الشخصيّة». وفــي المقابـل، تراجـع لبـنان إلــى المرتـبة 89 فـي فـئة «التعلـيم» والمـرتـبة 91 فـي فئـة ريادة الأعمــال وفـرص الاستثمار» والمــرتـبة 102 فــي مؤشّر «الأمـان والسلامـة» والمرتبة 107 في مؤشّر «الحوكمة» و126 في «الرأسمال الاجتماعي».
جاء ذلك في «مؤشّر ليغاتوم للازدهار للعام 2014» الصادر عن معهد ليغاتوم بتاريخ 3 تشرين الثاني 2014، الذي نشرته «وحدة الأبحاث الاقتصادية في بنك الاعتماد اللبناني»، ويشكّل المؤشر مقياساً للازدهار عبر 142 دولةٍ حول العالم بحسب الثروة المادّية والرفاهيّة الشخصيّة المتوفّرة في كلٍّ منها. وبالتحديد، يغطّي «مؤشّر ليغاتوم للازدهار»، والذي تنشر نتائجه على صعيدٍ سنويٍّ، ثماني فئاتٍ رئيسيّةٍ هي «الاقتصاد» و«التعليم» و«ريادة الأعمال وفرص الاستثمار» و«الحوكمة» و«الصحّة» و«الحريّة الشخصيّة» و«الأمان والسلامة» و«الرأسمال الاجتماعي».
وقد كشف التقرير تحسّناً في الازدهار العالمي خلال الأعوام الستّة المنصرمة، وذلك إثر التطوّر الملموس في نطاق الصحّة والتعليم في الدول الأكثر فقراً، إضافةً إلى التحرّكات المختلفة حول العالم التي تدعو إلى الديموقراطيّة والحريّة.
غير أنّ العديد من الدول التي شملها التقرير قد حقّقت نتائج متفاوتة في المؤشـّرات الثـمانية المذكـورة آنفاً، إذ شهدت الولايات المتّحدة الأميركيّة على سبيل المثال انتعاشاً في مؤشّر الأداء الاقتصادي تزامناً مع تراجعٍ في مستويات الحوكمة لديها. في هذا الإطار، أشار التقرير إلى أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة لا تشكّل حاليّاً الدولة الأكثر حريّة على القارّة الأميركيّة، بحيث احتلّت ھذه الأخيرة المرتبة 21 في العالم في مؤشّر الحريّة الشخصيّة، سبقتها كلٌّ من كندا (المركز العالمي:٥) وأوروغواي (المركز العالمي: 8) وكوستاريكا (المركز العالمي: 15 ) من دول القارّة.
في المقابل، عانت القارّة الأوروبيّة من ضعفٍ في النشاط الاقتصادي، في حين احتلّت دولتان أوروبيّتان المركزين الأوّلين في المؤشّر. في التفاصيل، أتت دولة النرويج في المرتبة الأولى في مؤشّر الازدهار للعام السادس على التوالي، في حين تبوّأت سويسرا المركز الثاني في المؤشّر للسنة الثانية على التوالي والمركز الأوّل لجهة مؤشّر الحريّة الشخصيّة منذ العام 2009.
أمّا في ما يخـتصّ بمنـطقة الشـرق الأوسـط وشمـال أفريقيا، فقد سجّلت هـذه الأخـيرة نتائج أدنى من المتوسّط العالمي في معظم المؤشّرات للعام 2014 باستثناء مؤشّري الصحّة والتعلـيم. وقـد حذّر المعهد، في ھذا السياق، من تداعيات الاضطرابات السياسيّة والأمنيّة القائمة حاليّاً في المنطقة على الحريّة الشخصيّة والازدهار في الدول المعنيّة.