قال إيهاب إسمندر مدير عام هيئة وتنمية وترويج الصادرات لـ"تشرين أونلاين" إن الصادرات السورية خلال 2014 لامست 2 مليار دولار لكن إجمالاً هذا الرقم ليس نهائياً كون العام لم ينته بعد وعموماً يصعب تحديد الرقم بدقة حالياً، مشيراً إلى أن هذا الرقم دون الطموح بالنظر إلى الإمكانات المتاحة إلا أنه عند الأخذ بعين الاعتبار ظروف الأزمة الراهنة والتحديات الناجمة عنها والتخريب الذي طال مواقع الإنتاج يمكن اعتبار أن هذا الرقم مقبول نسيباً.
ولفت إسمندر إلى أن العراق والأردن ومصر من أهم الدول التي تصدر إليها المنتجات السورية وتأتي بالدرجة الثانية لبنان، معتبراً أن انخفاض رقم الصادرات السورية لا تعود أسبابه إلى الأوضاع القائمة في سورية فقط وإنما في مجمل المنطقة العربية، فمثلاً معرض بغداد الدولي كان من المقرر أن تشارك فيه 45 شركة لكن الأوضاع القائمة في العراق أثرت على وصول العارضين بشكل تسبب في تقلص العدد إلى 16 شركة.
وأضاف إسمندر إن العقوبات الاقتصادية تعد جزءاً من مجموعة صعوبات تؤثر على الصادرات السورية لكن المشكلة الفعلية تكمن في تراجع الطاقات الإنتاجية، إلا أنه مؤخراً من خلال الجهود الحكومية الكبيرة جرى إعادة إنتاج بعض المدن والمناطق الصناعية، ما جعل إمكانية زيادة الصادرات السورية ذات السمعة الجيدة في بعض الأسواق كبيرة.
وعند سؤاله عن إمكانية تقديم دعم إضافي للمصدرين حالياً أكد اسمندر أن الدعم يتمثل حالياً بتقديم تسهيلات معينة تتمثل في سهولة تقديم الوثائق المطلوبة لكن حكماً المصدر السوري بحاجة إلى دعم إضافي لزيادة قدرته التنافسية، بيد أنه لا يمكن التوسع حالياً في تقديم الدعم بالنظر إلى الإمكانات المتاحة، حيث يفترض تقديمه ضمن آليات مدروسة وفق دراسات اقتصادية تضمن تحقيق المردودية منه، مبيناً أن الهيئة تنظم سنوياً العديد من المعارض الترويجية والتسويقية لضمان بقاء المنتج السوري على احتكاك بالأسواق العالمية، إضافة إلى إجراء دراسات اقتصادية تقدم للمصدرين بغية الاستفادة منها في ترويج منتجاتهم، وغيرها من المزايا والخدمات المقدمة للمصدرين لتسهيل تصدير منتجاتهم إلى الأسواق الخارجية.
وفيما يتعلق بالمعارض المراد إقامتها في الفترة الحالية أشار إسمندر إلى التجهيز للمشاركة في معرض للصناعات الغذائية في إربيل قبل نهاية العام، كما سيقام في بداية العام القادم مهرجان في مسقط ومعرض ياسمين سورية في الشارقة، إضافة إلى استكمال التحضيرات لإقامة معرض "غولف فود" في دبي.
وحول التبادل التجاري بين سورية وروسيا أكد إسمندر أن علاقات روسيا مع سورية السياسية والتاريخية والثقافية قوية قياسياً بعلاقاتها التجارية ولا سيما من ناحية الصادرات السورية، التي تعد ضعيفة قياساً بالمستوردات، ففي الحالة الطبيعية كانت سورية تستورد عشرين ضعف ما نصدر لها، مشيراً إلى أنه من الضروري تطوير العلاقات التجارية مع دول الاتحاد السوفييتي ومن بينها روسيا.
وبين إسمندر أنه لا بد من التركيز على بعض المنتجات ذات الميزة التنافسية في السوق الروسية ومحاولة زيادة الصادرات السورية، ولعل الخضر والفواكه الطازجة المنتج الأقرب إلى إمكانية التصدير إلى السوق الروسية، مشيراً إلى أن عملية إقامة الكوردور الأخضر بين سورية وروسيا مع تطوير تقنيات التعبئة والتوضيب واعتماد المواصفات الزراعية السورية في روسيا يشكل فرصة مؤهلة لتحسين الصادرات السورية الزراعية إلى السوق الروسية.