أكدت وزارة الصحة عدم وجود أية حالة بعوز اليود الشديد فيما أظهرت المسوحات المنفذة قبل الأزمة على الحوامل أن هناك 3٪ ممن طالهم المسح يعانون من عوز متوسط لليود و30٪ خفيف وبيّن الدكتور سامر عروس رئيس قسم رعاية الطفل في مديرية الرعاية الأولية أن اللجنة الوطنية المعنية بمكافحة عوز اليود والتي تضم من بين المشاركين فيها ممثلين عن وزارات الصحة والتجارة الداخلية والنفط وهيئة المواصفات اتخذت توصية برفع نسبة اليود في ملح الطعام من 18-30ملغ لكل 1كغ ملح إلى 25-40ملغ لكل 1كغ.
ولفت الدكتور عروس على هامش الندوة الوطنية بمناسبة اليوم الوطني لمكافحة عوز اليود والمنفذة بالتعاون مع منظمتي الصحة واليونيسف إلى أن ملح الطعام المنتج محلياً والمستورد من دول الجوار بشكل نظامي يحتوي على اليود مشيراً بهذا الصدد إلى أن الدولة أمّنت كميات كافية من يودات البوتاسيوم وهي مخزّنة بشروط صحية.
ونوّه الدكتور عروس بأنه من أصل 20 معملاً كان ينتج الملح الميودن بقي منها 3 معامل فقط فيما تعرضت بقية المعامل والبالغ عددها 17 معملاً لاعتداءات وتخريب المجموعات المسلحة الإرهابية مما أثّر سلباً على توافر المنتج المحلي ويتم الاستيعاض عنه من دول الجوار.
وأوضح الدكتور عروس أن البرنامج الوطني لمكافحة عوز اليود بدأ في عام 1991 حيث تم إجراء مسح على طلاب المدارس وبلغت نسبة انتشار العوز لليود 76٪ وكانت البداية باعتماد اليود الزيتي ثم تم البحث عن بديل أقل تكلفة ومتوافر في البيئة المحلية فكان إضافة اليود للملح وجرى بعد ذلك عدة مسوح لاختبار مدى تراجع حالات عوز اليود ومنها في أعوام 2001 و2006 و2009 أما المسح الأخير فكان قبل حلول الأزمة على البلاد.
ويعتبر اليود من أهم العناصر الغذائية الدقيقة الضرورية للإنسان ويدخل في تكوين هرمون الغدة الدرقية وهذا الهرمون مسؤول عن النمو الجسدي والعقلي ويوجد اليود في التربة وينتقل إلى النبات والحيوان من ثم إلى الإنسان ولكن وجوده في التربة المحلية ضعيف ويعتبر السمك والاشنيات من أكثر الأطعمة الغنية باليود وبشكل أقل بالنسبة للبيض والجزر والفريز.
وينعكس عوز اليود سلباً على النمو الجسدي والعقلي لدى الأطفال والحالات الشديدة تؤدي إلى القزامة والتخلّف العقلي ويزيد العوز التعرّض للأمراض السارية أما العوز البسيط فيسبب تدنّي التحصيل الدراسي ولدى الحوامل يتسبب بحالات الإجهاض.