للوهلة الأولى يعتقد القاصد لأحد المولات في دمشق ، ومن لحظة دخوله أنه في كوكب آخر، لما يلحظه من تضخم في الاسعار، حيث وصل سعر بعض المعاطف غير الشتوية إلى 92 ألف ليرة، وأخرى إلى 35 - 45 ألف ليرة، ناهيك عن سعر المواد الغذائية والفواكه، إذ بلغ سعر جنوني للتفاح، وغيرها الكثير الكثير، في بادرة لزيادة تفاقم الأزمات، فهل بعض التجار يعملون بمقولة رفع الاسعار كل يومين مرة، حتى وصلت إلى هذا السعر سعياً منهم للحفاظ على الطبقة المتوسطة والفقيرة من التآكل ورفع مستوى معيشة الفرد!! وهل هكذا يتم تخفيف العبء عن المواطنين؟؟
منذ أيام ليست بعيدة وخلال جولة قام بها بعض المعنيين من مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك على بعض الألبسة والمستلزمات المنزلية والأحذية وغيرها من المواد في أحد مولات دمشق، أدهشتنا الأسعار التي تحرق القلوب قبل الجيوب، وفي غضون اسبوع عدنا لتفقد الأسعار التي وعد صاحب المول بتخفيضها ومحاكاة الواقع وإخضاع الاسعار لما هو مقبول «نوعاً ما».
تبين ان أسعار العديد من المواد والالبسة وغيرها قد خضعت لتسعيرة جديدة ..إذ انخفضت عما كانت عليه، ولكن ... بنسبة ضئيلة جداً لا تكاد تذكر، إذ أصبح المعطف غير الشتوي 91.290 ألف ليرة بعد ان كان 91.990 ليرة، والمعطف ذات السعر 34.990 ليرة أصبح 34.290 ليرة، وجاكيت رجالي كان سعره 40000 ليرة أصبح 39.590 ليرة، أما الجرابات فكان سعرها 3190 ليرة وأصبح 2690 ليرة، أيضاً حذاء شتوي وصل سعره إلى 19990 ليرة، وغيرها الكثير، وللإنصاف فإن بعض المواد الأخرى خضعت لتخفيضات ما بين 30%-50%، وهذا ما يوقع صاحب المول في مطب أخر، إذ أنه ومن تلقاء نفسه أعلن عن تخفيضات في غير موسمها المحدد من قبل مديرية التجارة الداخلية في شهري شباط وآب من كل عام، وذلك في غضون أيام، فأين يكمن السر؟ وهل اتخذ أصحاب المول على عاتقهم هذا التغيير بعد زيارة «حماية المستهلك» وتنظيم عدد من الضبوط حيث تم خلال الجولة تنظيم 11 مخالفة، منها 7 ضبوط في صالة الغذائية شملت 5 ضبوط عدم الاعلان عن السعر وزيادة في الاسعار، وعينتان من اللحوم والدجاج وإحالتها للتحليل، وبينت النتائج فيما بعد عدم صلاحيتها للإستهلاك البشري، كما تم تنظيم 4 ضبوط في صالة الالبسة منها عينتان بسبب عدم الاعلان عن الاسعار وعدم إبراز فواتير وعينتان للدراسة السعرية، وذلك سعياً منها لضبط حالات الارتفاع غير المبرر للأسعار وتشديد الرقابة عليها وتكثيف الدوريات والقيام بجولات ميدانية بشكل مستمر.