أكد رئيس “مجلس الوزراء” وائل الحلقي في كلمتىه خلال افتتاح مؤتمر “دور المؤسسات البحثية والعلمية في إعادة الإعمار” بمشاركة باحثين من القطاعين العام والخاص وبرعاية شركة “سيريتل”" أنَّ هذا المؤتمر دليل على حالة المعافاة التي تعيشها البلاد، مبيناً أنَّ مفهوم إعادة الإعمار الشامل هو ما نسعى إليه.
ونوه الحلقي إلى أنَّ التعاون مع مؤسسات البحث العلمي هو عنصر رئيسي في إعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية.
وأشار إلى أنَّ الحكومة شكلت “لجنة إعادة إعمار” برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات، وألحقت بها لجان فرعية لوضع خطط إسعافية سريعة لتأهيل المناطق الآمنة المتضررة، مما يكفل إعادة الأسر المهجرة إلى مناطق استقرارهم وصرف تعويضات لهم.
وبين أنَّ الحكومة أنفقت خلال الأعوام الثلاثة الماضية 81.5 مليار ليرة سورية من الموازنة العامة لإصلاح الأضرار وصرف المستحقات وتم اقرار الخطة الاسعافية للوزارات والجهات العامة بمبلغ 15.4 مليار ليرة سورية وفي موازنة العام المقبل تمَّ رصد مبلغ 50 مليار ليرة ضمن نفس التوجه.
وأوضح الحلقي أنه تمَّ وضع أولويات في إعادة الأعمار حيث يتم البدء بالمناطق الجغرافية التي أعيد إليها الأمن والاستقرار وأصبحت قادرة على استيعاب عمليات إعادة الأعمار كما هو الحال في مناطق كفرسوسة وبساتين الرازي بدمشق وحي بابا عمرو في حمص لتنطلق العملية إلى مناطق أخرى.
وتابع مشيراً إلى أنَّ هذه الإجراءات ترافقت بتأطير التشريعات ذات العلاقة بذلك، ولاسيما قانون التشاركية والاستثمار والإدارة المحلية لعام 2011 وقانون المنظمات غير الحكومية.
من جهته أكد مدير عام “هيئة البحث العلمي” غسان عاصي أنَّ هذا المؤتمر يأتي والأزمة لازالت قائمة، ولابد قبل البدء بإعادة الإعمار من وضع خطة ورؤية واضحة لها تقوم على العلم والتقانة والدراسات والأبحاث التي تقوم بها الجامعات والمراكز البحثية بما تملكه من كوادر كفوءة وبنى تحتية وعلمية وتقانية تضع دراستها بخدمة صانعي القرار لمساعدتهم في عملية النهضة الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة.
وبين أنَّ المؤتمر والذي يقام على مدار يومين سيحتوي على 10 جلسات ستقدم خلالها 39 ورقة بحثية تمَّ انتقاءها من خلال لجنة علمية درست 100 ورقة بحث قدمت للمؤتمر وانتقت منها هذه الأبحاث.
ولفت أنَّ المؤتمر يتضمن عدداً من المحاور الرئيسية، وهي محور السياسات والبنى المؤسسية على المستوى الوطني، ومحور البيئة التشريعية والادارية والمالية، ومحور البنى التحتية، ومحور القطاعات الاقتصادية والخدمية، ومحور بناء القدرات البشرية والبنى الثقافية والمجتمعية، إضافة لمحور الاستفادة من تجارب عالمية رائدة في إعادة الاعمار.
بالاضافة لذلك تـمَّ الطلب من عدد مـن الباحثين الـذين قدموا أوراق عمل للمؤتمر بمواضيع تقنية تخصصية ولم تلقى قبول من اللجنة العلمية للمؤتمر أن يقـدموا أوراقهم عـلـى شكل بوسـتـرات يجـري عرضها ضمن فعاليات المؤتمر في قاعة المؤتمرات في الجامعة.
بدورها أكدت ممثلة شركة “سيريتل” في المؤتمر آلاء اللحام في حديث “للاقتصادي” أنَّ مشاركة “سيريتل” كراعي ماسي للمؤتمر يأتي من خلال مسؤوليتها الاجتماعية كشركة وطنية رائدة في سورية.
وقالت: “في هذه الظروف لابد من أخذ دورنا ومسؤوليتنا في دعم عملية إعادة الاعمار، ومن هنا شاركنا في رعاية هذه الفعالية الهامة التي تقيمها الهيئة العليا للبحث العلمي والتي هي عبارة عن حوار علمي بين الباحثين والمختصين حول قضايا إعادة الإعمار لرفع مقترحات مبنية على طروحات علمية للحكومة للأخذ بها”.
وأردفت قائلة: “نحن نؤمن بأنَّ سورية بحاجة لجميع أبنائها ومن هنا يأتي دورنا ومسؤوليتنا الاجتماعية، ونتمنى من كافة الشركات أن تأخذ المنحى نفسه، ومنذ فترة رعينا تخرج دفعة من طلاب كلية الهندسة المعمارية كان عنوان مشاريعهم إعادة الإعمار”.