أشار الدكتور عابد فضلية في ورقته البحثية بعنوان: «المعرفة ثروة يجب استثمارها والاستثمار فيها» وذلك خلال المؤتمر الوطني الذي عقد يوم أمس بعنوان (دور المؤسسات العلمية والبحثية في إعادة الإعمار) في مدرج جامعة دمشق وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي.
إلى أن دور المؤسسات التعليمية والبحثية في إطار عملية الإعمار يتمثل بأربعة مستويات، المستوى الأول يجب أن يركز على الإسهام بالتطوير الكمي والمادي، وفي ترشيد وعقلنة الأنشطة التنموية والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة النادرة نسبياً والثاني في التحسين والتطوير النوعي للموارد وإيجاد البدائل والحلول الفنية المناسبة لآليات العمل الاقتصادي في ضوء متطلبات وظروف الواقع، على حين يجب أن يركز المستوى الثالث على الدور التربوي والتعليمي والتقني والتثقيفي والتوعوي والإعلامي، على مختلف المستويات وفي المستوى الرابع لا بد من العمل على الإسهام في صنع الإستراتيجيات والخطط والسياسات وتوسيع الخيارات المتاحة وجعلها أكثر مرونة، لذا فإن إنجاز عملية إعادة الإعمار يتطلب إعمال الفكر والعلم والتطوير والبحث، ويتطلب بالتالي الانتقال إلى التنمية الشعاعية التي تعتمد على إعادة توزيع الأحمال والأثقال بالمفهوم الاقتصادي والأخذ بعين الاعتبار التغير الديموغرافي الحاصل نتيجة الأزمة والتكامل مع التخطيط القطاعي والإقليمي ومعالجة الاختلالات الهيكلية التنموية السابقة المتراكمة وتوزيع جديد للسكان وتوطينهم حسب التوضع الواقعي الحالي للموارد وعناصر الإنتاج بحيث تكون التنمية تدخلية حكومية إيجابية وليست عشوائية، وهذا سيتطلب اللجوء والحاجة إلى الطاقات والمخرجات البحثية والعلمية العقلانية الواعية.
كما طالب بإنشاء وزارة مستقلة (للعلوم والتكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي التطبيقي)، ما يُعدّ خطوة مناسبة في مرحلة عملية إعادة الإعمار، أسوةً بالعديد من الدول كما يتطلب نجاح عملية إعادة الإعمار تشاركية مجتمعية وتضامناً شعبياً ولحمة وطنية، لذا لا بد من ترسيخ هذه المبادئ التي من شأنها زج جميع الطاقات البشرية والمادية المتاحة، بمختلف توجهاتها السياسية الوطنية، تحت سقف الدولة السورية وضرورة تشكيل إدارة عليا لعملية إعادة البناء تتولى التنسيق بين مختلف الوزارات والمؤسسات المعنية بذلك حيث تضع إستراتيجيه وطنية لإعادة البناء وتشرف على تنفيذها.