بيّن الدكتور المهندس محمد شعبان من كلية الهندسة المدنية بجامعة البعث وذلك خلال المؤتمر الوطني الذي عقد يوم أمس بعنوان (دور المؤسسات العلمية والبحثية في إعادة الإعمار) في مدرج جامعة دمشق وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي. في ورقة عمل بعنوان «خصائص إدارة مشاريع إعادة الإعمار – الواقع والطموح» أن المبالغ الأولية المعدة من خبراء محليين في سورية حول كلف إعادة الإعمار والتي قدرت بحوالي 6000 مليار ليرة (6 تريليونات ليرة) في ذاك الوقت من الممكن أن ترتفع فيما لو تم التعاطي مع عملية إعادة الإعمار بالآليات السابقة والتعاقدات والذهنيات الحالية. وذكر أنه من الصعب السيطرة على مكونات مشاريع إعادة الإعمار بسبب الكم الهائل من الموارد البشرية والمادية التي سوف تسهم في هذه العملية في ظل حجم الدمار والخراب الكبير وصعوبة التقييم في الأضرار للمباني والبنى التحتية وغياب أنظمة التعاقدات في التقييم والإشراف والدراسات وغياب المنهجيات والبرامج الوظيفية في المشاريع السابقة ومشاكل الإدارة وغياب الضوابط العقدية والتي ينتج عنها الكثير من العيوب في المشاريع مثل ملاحق العقود ومحاضر التسوية مع ضعف الكادر وغياب التقنيات الخاصة بالمحاسبة وحل الخلافات والتنسيق بين مختلف الجهات التي تؤدي إلى استنزاف خزينة الدولة، متوقعاً تورم وتضخم المشاكل فيما لو تم اعتماد المنهجيات والآليات السابقة.
واقترح شعبان إنشاء مكتب مركزي يتبع إلى رئاسة مجلس الوزراء ويتألف من عدة وحدات ومكاتب محلية في المحافظات للمشاريع السكنية والبنى التحتية الخدمية والصناعية وضم كل المشاريع الأخرى إلى هذا المكتب وتشكيل فريق عمل وتحديد أدوات هذا المكتب واليات عمله بشكل دقيق. هذا واستعرض مدير الشركة العامة للبناء لؤي بركات في ورقة بعنوان (تطوير وحدات سكنية وخدمية مسبقة الصنع لسكن الإيواء وإعادة الإعمار) مشاريع الشركة المنجزة في هذا المجال في العديد من المناطق مثل عدرا العمالية وبرزة وضاحية قدسيا وضاحية الأسد بحرستا ومشاريع جديدة في الحرجلة وحسياء وتطوير العديد من النماذج في هذا المجال، وأشار إلى إنشاء مبان خدمية سريعة الإشادة وفندق محمول ووحدات صغيرة لسكن الكوارث والإيواء بكل المواصفات المطلوبة ومشاريع أخرى تؤمن الانسيابية في العمل والإنشاء والنقل والتركيب والتحميل باستخدام المواد الأولية المحلية.
الجامعة وإعادة الإعمار
وأشار الدكتور جمال العباس نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا إلى الدور الذي قامت به جامعة دمشق في مجال إعادة الإعمار وتمثلت بإطلاق ورشات عمل دورية سنوية على نطاق واسع تحت شعار ربط الجامعة بالمجتمع.
وبيّن العباس أن المشكلة العلمية ما زالت تشكل الهاجس الأكبر للجامعة حيث إن عدداً يسيراً جداً من الأبحاث الجامعية تتصدى لمشكلات علمية مرتبطة بحاجات مجتمعية حقيقية؛ على حين لا يزال المصدر الرئيسي للمشكلات العلمية التي تتصدى لها أبحاث الجامعة هو الخبرة الشخصية والعلاقات الفردية لدى أعضاء الهيئة التدريسية، لافتاً إلى أنه يتم باستمرار تطوير برامج الدراسات العليا سعياً لتغطية معظم الاختصاصات بما يواكب متطلبات التنمية، حيث تجاوز عدد الاختصاصات المفتتحة 240 تغطي درجة الماجستير والدكتوراه والدراسات العليا في التخصصات السريرية الطبية جميعها، كما يتم تطوير برامج تأهيل وتخصص بشكل مستمر لتلبية الرغبات المتزايدة بتحصيل تأهيل متميز في بعض الاختصاصات ذات الأهمية الخاصة لدى الفعاليات المختلفة في القطر العربي السوري، ليقارب عدد البرامج المتاحة الـ50 في مختلف الاختصاصات حيث يتجاوز حجم الإنفاق السنوي للتمويل المباشر للأبحاث العلمية في جامعة دمشق في السنوات الأخيرة ما يقارب 100 مليون ليرة سورية ويتم تمويل بعض المشاريع عن طريق برامج التعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي، وكذلك برامج التعاون الدولية والمحلية عن طريق وزارة التعليم العالي، كما يعادل وسطي عدد الأبحاث المنجزة سنوياً 1800 بحث حيث تشكل أبحاث الماجستير والدكتوراه المكون الأكبر.