مازالت أزمة البنزين سيدة الموقف في دمشق وسط تأخر وصول المادة إلى الكازيات العاملة والتي تعمل بشكل متقطع حسب توافر المادة، حيث ذكر أحد العاملين فيها أن هناك تأخراً في وصول المادة و تأمينها ضمن الكازية وأصبحت تتوافر في فترات متأخرة خلال اليومين الماضيين ما أدى إلى حدوث ازدحامات كبيرة بانتظار الحصول على المادة مع التأكيد على عدم فقدان المادة وإنما انسيابها ليس بالشكل السليم نتيجة وضع الطرقات ما يؤدي لصعوبة وصولها للمحطات الخاصة وخلق طوابير كبيرة.
وفي سياق متصل اشتكى مواطنون غياب الرقابة بشكل واضح على أسعار تذاكر التنقل بين المحافظات ما أدى إلى استغلاك الوضع الراهن من قبل الكثير من شركات النقل الخاصة (البولمانات) التي رفعت سعر التذكرة للضعف دون وجود أي ضوابط أو رقابة عليها من قبل الجهات المعنية، كما أن هناك تبريرات مستمرة بنقص مادة المازوت من جهة أو الحصول عليها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة فاقت الـ200 ليرة سورية، ما دفع البعض للقول: إن إجراءات الجهات المعنية هي «ضحك على اللحى» ولا تفي بالغرض.
وعزا كثير من المواطنين لصحيفة "الوطن" المحلية أسباب ارتفاع الأسعار لارتفاع المحروقات والذي انعكس على مختلف القطاعات بما فيها قطاع النقل، دون أي آلية حساب أو رقابة مع تعذر ضبط الباصات والبولمانات نتيجة تأثيرات ارتفاع أسعار المحروقات على واقع عملها، ليكون المواطن هو الحلقة الأضعف في سلسلة الارتفاعات على صعيد مادة المحروقات والذي يهدد بشكل أو بآخر دخله الشهري بحيث بات لا يكفيه لقاء التنقل أو تأمين بعض احتياجاته الأساسية، فمن المسؤول؟
وفي سياق متصل وصف رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني وفقا لصحيفة "الوطن" قرار تحديد سعر المازوت بـ150 ليرة لباصات النقل بين المحافظات بالقرار وغير المدروس حيث حسب تعبيره أدى لرفع سعر التذكرة لأضعاف ما انعكس على الراكب الذي بات على سبيل المثال يكلفه 600 ليرة سورية لقاء تذكرة سفره من دمشق لمحافظة السويداء، وإلى محافظة طرطوس بأكثر من 800 ليرة سورية ما يعكس ارتفاع سعر التذكرة والتنقل خلال الأزمة لأكثر من 6 أضعاف بما يعادل 75 ليرة سورية تكلفة السفر للسويداء منذ 4 سنوات وحتى تاريخه، لافتاً إلى أن سعر المازوت في السوق السوداء يصل لـ225 ليرة سورية والسؤال حسب دخاخني كيف توفر في السوق السوداء وتنقطع في مراكز البيع؟
وذكر دخاخني أن تحديد السعر بـ150 للبولمانات يشكل عبئاً كبيرا على التعرفة بين المحافظات وهي ليست بالرقم السهل وانعكاسها كبير على دخل المواطن وحتى الطالب ممن لا يجد له مسكناً ضمن المدينة ويلجأ للتنقل بشكل مستمر بين المحافظات.
ولفت دخاخني إلى أنه يجب دراسة النتائج السلبية وانعكاسات أي قرار قبل صدوره مطالباً الجهات المعنية بضرورة إعادة النظر بسعر المازوت للتنقل بين المحافظات إضافة إلى أسعار المحروقات بشكل كامل ولاسيما انعكاساتها السلبية كبيرة خلال الظرف الراهن.
مضيفاً: كيف ينخفض برميل النفط لـ60 دولاراً والأسعار المحلية لم تتغير بالشكل الكبير تزامناً مع الانخفاض العالمي؟
وقال رئيس جمعية حماية المستهلك: إن تخفيض سعر ليتر المازوت 10 ليرات سورية لا يفي الغرض المطلوب منه أمام انخفاض النفط عالمياً لأكثر من 40% ما يتطلب حدوث انخفاضات توازي الانخفاض العالمي.