لا بد أنك قد أصبحت تدرك مهارة شركة “آبل” في الحصول على المال من زبائنها، حيث تحدثت صحيفة “هافينغتون بوست” في تقرير لها هذا الأسبوع، عن إحدى الطرق المفاجئة التي كانت الشركة قد اتبعتها من خلال استغلال قلة اهتمام الزبون بسعة التخزين على هاتفه!.
وبحسب موقع “huffingtonpost” الالكتروني، فأنت كمستخدم، إذا قمت بشراء أرخص جهاز “آيفون” لدى “آبل” (16 غيغا)، فستعاني من متاعب تتمثل في البطء، والاضطرار لشراء “سحابة تخزين”، حيث لن تكفي المساحة لديك للتطبيقات والصور والفيديوهات الخاصة بك.
وستتعلم في المرة القادمة، أن تشتري “آيفون” الأغلى ثمناً مع مساحة تخزين أفضل، وهنا تكون “آبل” قد حققت ربحها! وأوضح تقرير جديد صدر الخميس الماضي، في “Above Avalon”، وهي مدونة تحليل لـ”آبل”، بأن الشركة ستتمتع بثلاث مليارات دولار من الأرباح خلال 2015 بفضل أصغر إصدار “آيفون” لديها، والذي يدعى” handicapped” و”terrible”.
ويقول الكاتب في المدونة، نيل سيبارت: “إذا استمرت آبل بمضاعفة سعة التخزين، في أرخص موديل آيفون لديها، فإن معظم الناس ستشتري هذا الموديل في مرحلة معينة، وستتوقف عنده، حيث سيكون كافياً لمعظم الناس، وهنا يبدأ معدل متوسط سعر المبيع للآيفون بالانخفاض، مما قد يكون مقلقاً لآبل على المدى البعيد”.
وكانت “آبل” قد ضاعفت سعة التخزين لأجهزة “آيفون” ذات التكلفة الأغلى عندما أصدرت “آيفون 6″ هذا العام، حيث ارتفعت سعة التخزين في الأجهزة التي كانت 32غيغا إلى 64غيغا، وفي أجهزة 64 غيغا إلى 128غيغا، لكنها حافظت على الأجهزة ذات سعة التخزين 16غيغا بالسعة نفسها بصفتها الخيار الأرخص.
ويشير التقرير إلى أن السبب وراء إنتاج “آبل” لآيفون 16غيغا هو دفع الناس لشراء جهاز 64 غيغا في المرة القادمة، حيث إن 16 غيغا فقط لا تكفي بالنسبة لمعظم الناس، وبالكاد تقدم مساحة تخزين كافية لتشغيل نظام التشغيل iOS 8، أحدث نظام تشغيل في هواتف “آبل”، ناهيك عن أي شيء آخر كنت وضعته على الجهاز (صور و فيديو)، على سبيل المثال.
ومن المعروف أن مستخدمي “آيفون” يحبون ترقية إصدارات أجهزتهم كل فترة، وهذا ما تعتمد عليه “آبل”، فإذا وسعت “آبل” مساحة التخزين في أرخص إصدار هاتف لديها، فإنها تخاطر في خسارة إعطاء المستهلكين حافز لتجاوز الخيار الأرخص في المستقبل، وشراء الأغلى منه.
ومن الممكن أن يؤثر على متوسط سعر البيع للهاتف الأكثر شعبية، كما شرح تشاك جونز، المحلل الصناعي، على “فوربس”، حيث حققت “آبل” أرباحاً مع الإطلاق الجزئي لـ”آيفون 6″، بسبب الطلب على ذاكرة أكبر.
نذكر أن سعر مبيع “آيفون 6″ ذي 64 غيغا يزيد 100 دولار عن مثيله ذي 16 غيغا، ولكن بحسب سيبارت فأنه يكلف فقط نحو 15 دولاراً أكثر لإنتاجه، وهذا يعني “ربح”.