نشهد منذ زمن عدم مبالاة البعض من المواطنين بالنظافة في الطرقات والبيئة المحيطة بهم، رغم حرصهم على نظافة منازلهم، وتتكرر الظاهرة حينما يمر أحدنا بجوار واحدة من الحاويات في الطرقات ليرى كمية كبيرة من المهملات تحيط بالحاوية، وقد تكون الحاوية في بعض الأحيان غير ممتلئة، بل نجد الكثير من المواطنين الذين يتكلفون عناء الوصول إلى الحاوية ليقذفوا بمهملاتهم في محيطها وليس في داخلها، عادات أو ثقافة تدفعنا للتساؤل عن أسباب لامبالاة المواطن السوري حيال نظافة الشارع والبيئة المحيطة به؟
مدير النظافة في محافظة دمشق المهندس عماد العلي تحدث أن هناك قرابة 3000 طن من القمامة تنتج يومياً من مدينة دمشق، والعمال يرحلون المخلفات على أربع فترات يومياً بمعدل 6 ساعات في حين تتم مرتين في كل دول العالم، ورغم ذلك نجد أنه بعد انتهاء عامل النظافة من تنظيف الطرقات أو المنطقة يمتلئ بالأوساخ من جديد، والمحافظة ملتزمة بتقديم الخدمات وفق الإمكانيات المتاحة ورغم الظروف الصعبة.
وأوضح العلي أن هذه الكميات تنقل إلى مكب النفايات في قاسيون وذلك بعد اتخاذ المحافظة قرار نقل موقع في الجارونية إلى موقع وادي سفيرة في جبل قاسيون بسبب الأوضاع الراهنة والصعوبة في الطرق المؤدية للموقع المذكور، مضيفاً: إنه تم استخدام هذا الإجراء بشكل مؤقت لنقل القمامة الواردة من مدينة دمشق ومن محطة باب شرقي للتجميع وذلك للأسباب الاضطرارية، موضحاً أنه هو موقع مؤقت إذ يتم طمر النفايات الواردة يومياً بالأتربة وتعالج آنياً وبوجود الآليات والمعدات والكادر البشري بإشراف من مديرية النظافة ومن مديرية المعالجة كما كان معمولاً به في معمل المعالجة في الجارونية إضافة إلى رش الموقع يومياً بالمبيدات الحشرية وتم تشكيل لجنة مشتركة من المعنيين بوزارة البيئة والإدارة المحلية والفنيين في محافظة دمشق وذلك لدراسة وإيجاد الحل الأمثل والأنسب وفق الظروف الراهنة لإيجاد مكان بديل للمقلب الحالي.
وأشار العلي إلى أن المديرية تقوم بتخديم كامل مناطق مدينة دمشق باستثناء مناطق قليلة لا يمكن الوصول إليها نتيجة الظروف الراهنة، حيث يقوم العمال بتنظيف الشوارع وترحيل حاويات القمامة بمعدل لا يقل عن أربع مرات يومياً، لافتاً إلى أن المديرية مستمرة في تقديم خدماتها وفق الإمكانيات المتاحة رغم الظروف الصعبة التي تواجهها في بعض الأحياء، في ظل استهداف الإرهابيين لعمال النظافة، حيث استشهد حتى تاريخه 68 عاملاً و255 تعرضوا للخطف وأصيب 2 بإعاقة دائمة و500عامل بإصابات مختلفة إضافة إلى السطو على عدد من آليات المديرية.