كشف رئيس مكتب عمال الصناعات الكيماوية عهد الديري أن خسارة سورية من الصناعات الكيماوية بلغت ما يقارب 4 مليارات ليرة سورية، في حين بلغت خسارتها من الأدوية نحو 18 مليار ليرة سورية، مشيراً إلى أن سورية لا تنتج حالياً من الأدوية سوى مستحضرات المراهم والكبسولات بعدما كانت تنتج 270 مستحضراً.
وقال الديري في لقاء مع الوطن إن شركة تاميكو لصناعة الأدوية كانت تنتج نحو مليار ونصف المليار من الأدوية والسيرومات، أي أن إنتاجها في الشهر بلغ 160 مليوناً، في حين لا تنتج حالياً سوى 50 مليوناً بالشهر أي أن إنتاجها السنوي لم يتجاوز 600 مليون، باعتبار أن جميع خطوط الإنتاج متوقفة عن العمل ولا يعمل سوى خطين، مشيراً إلى أن العمل جار على تشغيل الخطوط الخاصة بصناعة الشربات من الأدوية وبعض المستحضرات الأخرى ولاسيما التي تدخل في علاج الأزمات القلبية والتحاميل وذلك لحاجة السوق لها.
وأكد الديري أنه سيتم افتتاح معمل لصناعة السيرومات والأدوية في محافظة السويداء ومعمل آخر في محافظة طرطوس وكذلك في محافظة اللاذقية، ولاسيما بعد تدمير معمل السيرومات في محافظة حلب، وأن سورية حالياً لا تنتج أي نوع من السيرومات بعدما بلغ إنتاجها شهريا نحو 20 مليون سيروم، لافتاً إلى أن الدراسة أصبحت جاهزة للبدء في إحداث هذه المعامل خلال العام الحالي.
وبين الديري أن هناك صعوبة كبيرة في استيراد المواد الأولية ما أدى إلى توقف عدد كبير من الشركات الخاصة، ما دفع الحكومة إلى فتح خطوط استيراد مع دول صديقة، كما سيتم استيراد كميات كبيرة من المواد الأولية من روسيا وبلورسيا وأوكرانيا والصين وإيران لسد النقص الكبير التي تعانيه شركة تاميكو الخاصة بالصناعة الدوائية.
ولفت إلى أنه تم نقل جميع الخطوط المنتجة للصناعات الدوائية إلى منطقة باب شرقي بعد تدمير مقر الشركة بالكامل، رغم أن جميع الخطوط معطلة، إلا أن الخطة حالياً هي إنتاج نحو 100 مستحضر، وذلك للاستغناء عن معظم الأدوية الأجنبية التي تم استيرادها، كاشفاً أنه وخلال فترة قريبة سيتم طرح معظم المستحضرات المحلية في السوق، إضافة إلى أن هناك دراسة لتصنيع المستحضرات التي تدخل في علاج السرطان باعتبار أن سورية تستورد هذا الدواء وبأسعار عالية مشيراً إلى أن جميع الدراسات جاهزة لتصنيع هذه المستحضرات.
وأضاف الديري إن الحكومة عفت مؤخراً بعض المواد الأولية من الرسوم الجمركية تسهيلاً لدخولها إلى سورية، ونتيجة الحاجة الماسة لها، باعتبار أن السوق السورية تعاني بشكل كبير من فقدان الأدوية النوعية، ما دفع الحكومة إلى استيراد كميات كبيرة من المستحضرات التي كانت تنتجها شركة تاميكو وبأسعار عالية.