قال رئيس لجنة الألبسة والنسيج في غرفة صناعة حلب محمد زيزان: إن ما تبقى من منشآت صناعية تعمل في مدينة حلب في طريقها إلى الإغلاق بسبب عدم توفر حوامل الطاقة فالكهرباء لا تأتي لأكثر من ساعة واحدة في اليوم وليلاً أما المازوت فهو معضلة حقيقية مع وصول سعر اللتر إلى 450 ليرة في السوق السوداء.
وأوضح زيزان لـ«الوطن» أن واقع صناعة الألبسة والنسيج في حلب التي كانت تنتج نحو 70% من مجمل إنتاج سورية وعدد منشآتها أكثر من 10 آلاف منشأة بات مريرا وعدد المنشآت العاملة حالياً لا يتعدى 100 منشأة، وبعد عودة الأمان لمدينة الشيخ نجار الصناعية التي كانت تضم340 منشأة نسيج عاملة فقد عادت بعض المنشآت للعمل وعاد بعض الصناعيين إلى مدينة حلب، لكن مع عدم توفر الكهرباء والارتفاع الجنوني لأسعار المازوت وعدم توفر البنى التحتية المقبولة بدأت هذه المنشآت بالإغلاق وبدأ الصناعيون بالمغادرة مجدداً، وحالياً نسبة المعامل التي أقلعت في الشيخ نجار لا تتعدى 3% من العدد الإجمالي لها وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه وخلال أسبوعين مع بدء التحضير لموسم الربيع والصيف فإن معظم المعامل ستتوقف عن الإنتاج ضمن مدينة حلب وقد يسافر أغلبية الصناعيين لخارج سورية حيث هنالك مغريات كبيرة مقدمة لهم لكنهم جميعاً يرغبون في البقاء داخل سورية واستمرار العمل مع تحسن في الظروف.
ويرى زيزان أنه رغم كثرة الوعود الحكومية بتأمين الطاقة فلم يحصل شيء على أرض الواقع وبالنسبة لمادة المازوت فقد قامت غرفة صناعة حلب بفتح باب التسجيل على المازوت المستورد من قبل القطاع الخاص بعد أن سمحت الحكومة بذلك وقام أحد المستوردين من مدينة حلب بالحصول على إجازة استيراد للمازوت لتأمين حاجة صناعيي حلب وبسعر 180 ليرة لليتر وهذا الأمر شكل عاملاً إيجابياً للصناعيين لأن السعر في السوق السوداء يتجاوز ذلك، لكن حتى الآن لم يصل المازوت بسبب الإجراءات الروتينية الكثيرة حسب المستورد وفي المقابل لا يوجد توزيع لمخصصات الصناعيين من المازوت فمنذ أيام أعلن عن توزيع 10% من المخصصات لكن تم وضع عدة شروط لصاحب المنشأة حتى يتم تسليمه جزءاً من مخصصاته منها وجوب تسجيل عدد من العمال في التأمينات الاجتماعية وهذه الشروط حرمت أغلبية الصناعيين من الحصول على المحروقات مما استغله تجار المحروقات في السوق السوداء الذين لديهم كميات هائلة من المازوت فتم رفع سعر اللتر من 350 ليرة إلى 450 ليرة وفي هذه الحالة ستتحمل كل قطعة ألبسة ينتجها المعمل 200 ليرة من كلفة المازوت ما يرفع سعرها على المستهلك ويقلل من فرص التصدير والحصول على القطع الأجنبي لدعم الاقتصاد والليرة السورية.
من جهته أشار نائب رئيس غرفة صناعة حلب باسل نصري إلى أن هذا الموضوع متابع من قبل الغرفة بشكل حثيث لأنه موضوع حساس وأساسي والفساد خلفيته والغرفة أكدت سابقا أن أهم الخطوات الإسعافية لعودة الحياة لمدينة الشيخ نجار الصناعية هو حل مشكلة حوامل الطاقة بالسرعة القصوى لأنه لا صناعة من دون طاقة وذلك من خلال تأمين مادة المازوت بالأسعار النظامية مع السعي لتأمين الطاقة الكهربائية بأسرع وقت ممكن من خلال إعادة تأهيل محطات التحويل ومراكز التحويل وتوزيعها بشكل عادل في الظروف الراهنة لأنه من دون إيجاد حلول إسعافية لحوامل الطاقة لا يمكن الحديث عن انطلاق لعجلة الصناعة في حلب.