تشهد فروع المصرف العقاري حركة نشطة في الإيداع والسحب على حد سواء من قبل المواطنين، وهو مؤشر يعكس وبشكل حقيقي أن حركة الإيداع النشطة وبمبالغ الكبيرة تأكيد لثقة المواطن بالمصارف السورية ومتانة سيولتها وقدرتها على تغطية كل السحوبات مهما كانت بالتوازي مع الثقة بالليرة السورية وتوافر السيولة التي تمكن المصارف من تلبية كافة الاحتياجات ومهما كبر رقم المبلغ المسحوب.
وبحسب مصادر المصرف العقاري فإن حركة إيداع الأموال في فروع المصرف تشهد خلال الفترة الأخيرة نشاطا أفضل مما كان عليه خلال الأشهر السابقة رغم ارتفاعها خلال الاشهر الماضية حيث وصلت سيولة المصرف مع نهاية العام المنصرم الى 34% في حين تبلغ الآن حوالي 35,5% ، حيث بدأت حركة الإيداع تتحسن أكثر من ذي قبل وتتفوق على السحوبات، حتى وصلت إلى مرحلة جيدة وباتت متقدمة على السحب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن جزءا لا بأس به من حركة الإيداع هذه تكون بمبالغ كبيرة بملايين الليرات السورية في حين أن السحوبات تقتصر على الأموال التي تستخدم في العمليات التجارية أو المدفوعات وهو ما يسبب خروجها من حساب فرع ما للمصرف العقاري لتعود إلى حساب فرع آخر بعد تسديدها أو إلى حسابات مصرف آخر، أي وبعبارة أخرى فإنها تبقى ضمن المصارف السورية، في إشارة إلى ابتعاد المواطنين السوريين عن تحويل أموالهم إلى الخارج أو تحويلها إلى دولار ما يعكس ثقة المواطن بالقطاع المصرفي الوطني.
وبحسب المصادر التي نشرتها صحيفة "الثورة" فإن المتوسط الطبيعي المعتاد لإجمالي حركات السحب يوميا في كل فرع من فروع المصرف تتراوح بحسب موقع الفرع وطبيعة عمله وكذلك الحال بالنسبة للإيداع فإن وسطي المعدل الطبيعي للإيداع يختلف بحسب الفرع، فالفرع ضمن دمشق تتجاوز أرقامه قرينه في طرطوس مثلا وفقا لطبيعة العمليات التجارية في العاصمة وعدد سكانها وزبائن الفرع فيها.
وتؤكد مصادر المصرف العقاري أن زيادة ملحوظة شهدتها فروع المصرف في فتح الحسابات من قبل المتعاملين مع المصرف وزبائن جدد سواء حسابات التوفير أم الحسابات الجارية، كدليل إضافي على الثقة بين المواطن والقطاع المصرفي السوري، وهو ما يستشف من الحسابات لأجل التي يفتتحها المواطنون لدى المصارف لآجال بعيدة تتراوح بين السنة الواحدة والثلاثة وبعضها خمس سنوات.
وعن السحوبات التي شهدتها بعض فروع المصرف العقاري قالت المصادر: إن السحوبات واقع في كل المصارف العامة والخاص ولكن من خلال تبادل المعطيات مع بقية المصارف العاملة في سورية يتبين أن هذه السحوبات تعود إلى مصارف أخرى إكمالا لعمليات تجارية أو تسديد لقيم وعمولات صفقات وما شابه، أو حتى تعود لفروع من المصرف العقاري نفسه يتم تداولها من خلال عمليات مقاصة بين الفروع ضمن المصرف الواحد أو بين المصارف كلها، مع الأخذ بعين الاعتبار الاستقرار الحاصل في السيولة وأرقامها، وكذلك الحال بالنسبة للودائع بمختلف الآجال، مشيرة إلى أن وسطي الايداعات اليومية في مختلف فروع المصرف العقاري تصل الى 200 مليون ليرة سورية.