فصل جديد من فصول الحرب الاقتصادية على سورية قد بدأ وهذه المرة يعود دور الليرة السورية لتتلقى نصيبها من الفبركات والخيالات التي يتمنى المتآمرون لو تصبح حقيقة، مروجين عنها اخبارا تتعلق بمتانتها وقوتها وحتى موقعها امام بقية العملات الاجنبية.
وكالعادة يبرز اتزان وعقلانية مصرف سورية المركزي في التعامل مع زوابع وعواصف سعر الصرف لدى ارتفاعه وتأجيجه من قبل المضاربين والمتلاعبين ولا ينجر وراء هذه المحاولات بل يحدد الوقت الذي يتدخل فيه بطريقة تعيد التوازن إلى السعر وتضع حداً للمضاربات والتأجيج كما شهدنا في حالات كثيرة سابقة.
حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة قال ان هذه الحرب على الليرة السورية ليست بجديدة وسبقها محاولات كثيرة ان كان عبر التلاعب في سوق القطع بيد ضعاف النفوس او عن طريق وسائل الاعلام الالكترونية ومواقع وصفحات التواصل الاجتماعي مشيرا الى ان كل هذه المحاولات لم تنل من الليرة السورية لان احتضان المواطنين لها اولا واجراءات مصرف سورية المركزي ثانيا جعلتها في موقع قوي بالرغم من كل الظروف المحيطة بها.
وبحسب ميالة فان الاخبار التي تنشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الالكترونية عارية تماما عن الصحة ولا تمت للواقع بصلة مذكرا بما اعلنه المركزي خلال فترات سابقة من ملاحقة بعض مروجي الاخبار والقبض على اصحاب احدى الصفحات التي لعبت دورا سلبيا جدا من خلال ترويجها لاخبار كاذبة وملفقة عن اسعار صرف اليرة السورية ومتغيراتها لحظة بلحظة.
ووفقاً لميالة فان المواقع لالكترونية وبعض وسائل الاعلام تتناقل مسألة سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الاجنبية دون توخي ادنى درجات الدقة او الاكتراث بالاثار السلبية المترتبة على التهويل بطرح اسعار صرف وهمية مبالغ فيها الى حد كبير وذلك في اطار تحقيق غايات واهداف تنضوي ضمن سياق الحرب على سورية ومحاولة المغرضين النيل من النتائج الايجابية التي حققتها سورية بمواجهة الحرب الالكترونية الشرسة التي تشن عليها بشكل عام وعلى الاقتصاد الوطني بشكل خاص من خلال زعزعة ثقة المواطنين بالليرة السورية باعتبارها مرآة الاقتصاد حيث تستمر هذه المواقع المعادية بتحديد سعر صرف الليرة السورية عند مستويات غير مبررة وغير مستندة الى تداولات حقيقية بهدف تضليل المواطن ودفعه الى سلوك بيع او شراء القطع الاجنبي وفق ما يتناسب مع اهدافهم في المضاربة صعودا او هبوطا على الليرة السورية.
وللحفاظ على استقرار الليرة السورية واعادتها الى مستوياتها التوازنية -يضيف ميالة- فان مصرف سورية المركزي وحفاظا منه على المصلحة العامة وحماية لمدخرات المواطنين فانه يهيب بالمواطنين عدم الانجرار وراء الاشاعات والاقاويل المغرضة التي يبثها المضاربون والمتلاعبون الذين تربطهم بالخارج اجندات تخريبية هدفها زعزعة ثقة المواطنين بالعملة الوطنية وفرض اسعار وهمية بغرض جني الارباح وتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب المواطنين وصغار المدخرين.
وفي ذات السياق اكد ميالة على عزم مصرف سورية المركزي اتخاذ ما يلزم من اجراءات في الوقت المناسب لاعادة سعر صرف الليرة السورية الى مستوياته التوازنية وبما يضمن توجيه ضربة للمضاربين على استقرار الليرة السورية من خلال اجراءات تدخلية في سوق القطع الاجنبي لا تقل في تأثيرها ونجاعتها عن اجراءات سابقة كبدت المضاربين خسائر فادحة.
كما شدد ميالة على ان مصرف سورية المركزي وبالتعاون مع الجهات المعنية يقوم برصد ومتابعة كافة التعاملات وسوف يلاحق جميع المضاربين والمتلاعبين بقوت المواطنين مذكر في الوقت نفسه ضرورة الالتزام بالقوانين والانظمة النافذة لا سيما المرسوم التشريعي رقم 54 لعام 2013 الخاص بتحريم التعامل بغير الليرة السورية.
كما اكد حاكم مصرف سورية المركزي على مواصلة المركزي التدخل في سوق القطع بشكل دائم بالطرق التقليدية وغير التقليدية وبانه لن يسمح لاي كان بتقويض النجاح الذي تم تحقيقه على مدار السنوات الاربع الماضية.