تعدّدت مشروعات التعاون التجاري والزراعي والصناعي التي جرى تداولها والبحث فيها خلال زيارة الوفد الصناعي والتجاري الروسي إلى محافظة اللاذقية، وخلال لقاء عمل موسّع لمحافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم مع الوفد الروسي في مبنى المحافظة برئاسة إصلان بانيش مدير شركة اديغ يوراك بحضور ممثلي غرف التجارة والصناعة والزراعة واتحاد الفلاحين والمديرين المعنيين والملحق التجاري في سفارة روسيا الاتحادية بدمشق ايغور ماتفييف، تمّت مناقشة سبل وآفاق تطوير العلاقات التجارية والاستفادة من البنى التحتية في محافظة اللاذقية والنشاط التجاري والزراعي فيها لتوسيع التبادل التجاري.
وجرى التركيز على إمكانية إقامة قرية للصادرات ومعمل لإنتاج المعدات الزراعية والجرارات وسبل التخفيف من الحلقات التجارية لخلق تنافسية لمنتجات البلدين. وقدّم الوفد الروسي مقترحات لتوسيع التعاون في المجال التجاري شملت نقل الفائض من المنتجات الزراعية السورية ليس إلى روسيا فحسب بل إلى بلدان أخرى وإمكانية الاستجرار المباشر للمنتجات الزراعية من الفلاحين، لافتاً إلى ما تتميز به هذه المنتجات من جودة عالية كما أنها منتجات نظيفة.
ودعا بانيش إلى تعزيز التعاون المشترك وبناء ثقة مع رجال الأعمال السوريين وإيجاد الأرضية المناسبة لتنشيط التبادل التجاري والاستثماري، مؤكداً رغبة الوفد الروسي وجاهزيته لتقديم كل الخدمات والمواد التجارية التي تطلب من سورية.
وأشار بانيش إلى ضرورة تخفيف بعض الضرائب والرسوم وتخفيض كلفة الاستثمار للارتقاء بالعمل الثنائي بما فيه مصلحة البلدين، مبيّناً أن الوفد يتطلع إلى أن تكون هذه الزيارة عملية ومثمرة، وخاصة أنه يعول على القطاع الخاص في ترجمة وتنفيذ الاتفاقيات بين حكومتي البلدين لتطوير التبادل السلعي، فضلاً عن كون اللاذقية مكاناً مهمّاً للعمل التجاري.
بدوره لفت ماتفييف إلى ضرورة تطوير العلاقات بين رجال الأعمال وإنشاء آليات فعّالة ودائمة في هذا المجال كخطوة عملية لتنفيذ القرارات المتخذة على مستوى حكومتي البلدين، وتفعيل التعاون فيما بينهما، مؤكداً جدّية رجال الأعمال الروس بدفع التعاون مع نظرائهم في سورية وإيجاد المناخ المناسب لتحقيق ارتفاع سريع وملموس في حجم التبادل التجاري وتحقيق المنفعة المتبادلة. من جهته محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم عرض مقوّمات المحافظة كنقطة جذب للاستثمار وحاضنة جاذبة للاستثمارات، والإجراءات التي يمكن اتخاذها للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري للوصول في هذا المجال إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين. وأعرب السالم عن الرغبة في توقيع اتفاقيات اقتصادية مع روسيا الاتحادية وتحقيق توءمة بين مرفأي اللاذقية ونوفاراسيسك في روسيا، داعياً رجال الأعمال في البلدين إلى زيادة التواصل والتعاون، ومنوّهاً بمواقف روسيا الاتحادية الداعمة لسورية وشعبها في جميع المجالات في ظل الحرب العدوانية الكونية التي تتعرض لها. وقدّم عدد من المديرين ورجال الاعمال السوريين مقترحات وتصورات لتسهيل انسياب السلع ونوعها فضلاً عن مواقع لإنشاء استثمارات في المحافظة. وخلال جولة اطلاعية للوفد الروسي إلى مرفأ اللاذقية وعدد من المواقع الإنتاجية والزراعية والاقتصادية، أكد محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم أن المحافظة بصدد تشكيل لجنة دائمة للكشف عن جودة المنتجات المعدة للتصدير وسلامة الحاويات من مختلف الجهات المعنية بما يضمن الحفاظ على سمعة المنتج الوطني ويفتح أسواقاً جديدة أمامه. ولفت محافظ اللاذقية إلى السعي لمنح تسهيلات للمزارعين والمصدّرين لزيادة الصادرات بما يسهم في تخفيض أجور النقل البحري فضلاً عن توفير البنى التحتية اللازمة لإقامة المنشآت الاستثمارية التي يتم الاتفاق عليها.
وأكد بانيش في تصريح له أهمية الزيارة التي قام بها الوفد حيث توصل فيها إلى مرحلة متقدمة يمكن أن تثمر عن توقيع اتفاقيات مع رجال أعمال سوريين ومزارعين لتصدير المنتجات الزراعية السورية إلى روسيا، إضافة إلى تأمين بعض احتياجات السوق السورية، حيث قال: تذوّقنا البرتقال من البساتين مباشرة ولاسيما الماوردي الذي يندر وجوده في السوق الروسية، ولاشك في أن المزارعين سيكونون سعداء بتوقيع اتفاقية لتصدير منتجاتهم إلى روسيا.