قامت دائرة رصد الأسواق التابعة لهيئة حماية المنافسة بدراسة أسعار المواد الأساسية وفق أسعار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومقارنتها بالأسعار العالمية ، حيث تبين انخفاض الأسعار العالمية للمحاصيل الغذائية الأساسية للسنة الثالثة على التوالي خلال عام 2014 وفقاً لإحصاءات منظمة الأغذية والزراعة (باستثناء أسعار اللحوم) في حين انخفض مؤشر أسعار الغذاء لدى المنظمة بنسبة 3,7 % عن مستواه خلال عام 2013.
السكر والحبوب
ووفقاً للدراسة فقد انخفضت الأسعار العالمية للسكر في بداية العام وارتفعت خلال الربع الثاني بنسبة 8%، وبقيت حتى نهاية العام حيث تراجعت الأسعار، أما محلياً فقد انخفضت الأسعار في بداية العام وبنسبة 8,6% وبقيت ثابتة حتى الربع الثالث رغم انخفاض سعر صرف الليرة السورية ، حيث ساهم الاستمرار في توزيع المادة من خلال البطاقات التموينية في تخفيف الطلب على المادة، أما بالنسبة للحبوب فقد ارتفعت أسعار الحبوب عالمياً بنسبة 7%، وكذلك ارتفعت أسعار الأرز عالمياً خلال نهاية العام بنسبة 24% عن مستواها، أما محلياً بقيت أسعار الأرز ثابتة منذ بداية العام حتى ارتفعت في الربع الرابع رغم انخفاضه عالمياً بنسبة قليلة، نتيجة زيادة تكاليف الاستيراد والنقل وسعر الصرف .
البن والشاي والزيوت
وفيما يتعلق بالبن فقد ارتفعت الأسعار العالمية للبن تدريجياً خلال العام وبنسبة 21% لازدياد الطلب العالمي، أما الأسعار العالمية للقهوة مقدرة بالليرة السورية فقد ارتفعت تدريجياً خلال العام ولكن بنسبة 59% بتأثير ارتفاع سعر الصرف ، كما عادت الأسعار العالمية للشاي إلى مستواها في بداية العام ، ومحلياً لم تتأثر أسعار الشاي بأي تغيير طيلة العام وبقيت ثابتة تقريباً.
وحول الزيوت ففي بداية العام ارتفعت الأسعار العالمية للزيوت، ثم انخفضت تدريجياً ، أما الأسعار المحلية لها فقد انخفضت في بداية العام وبقيت خلال العام في نفس المستوى تقريباً وارتفعت في الربع الأخير بنسبة 2% للزيت النباتي بنتيجة انخفاض سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار وبنسبة 4% لزيت الزيتون.
لحم الغنم والفروج
أسعار لحم الغنم المجمد استمرت بالارتفاع خلال الربعين الأول والثاني ، علماً أن هذه المادة غير متوافرة في الأسواق المحلية أما اللحم البلدي بعظمه فقد انخفضت أسعاره في بداية العام بنسبة 4% ثم ارتفعت تدريجياً بتأثير عدة عوامل ، منها قرار السماح بتصدير ذكور الأغنام وذكور الماعز الجبلي حصراً إضافة الى ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية واستمرار التهريب إلى الدول المجاورة.
وقد بقيت الأسعار المحلية للفروج المذبوح المنظف الطازج تقريباً خلال العام في نفس المستوى مع انخفاض طفيف على الرغم من ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف النقل وارتفاع سعر الصرف وهو ما توقعته الهيئة وأشارت إليه سابقاً من خلال الجولات الميدانية (ازدياد العرض وانخفاض السعر) حيث ساهم في الاستقرار العام في الأسعار عدة عوامل ، منها عودة جزء من المربين للعمل بعد توافر الظروف الملائمة في مناطق عديدة و اتخاذ قرار من لجنة مربي الدواجن بعدم تصدير الدواجن إلا في حالة وجود فائض، كما ساهم استيراد الفروج المجمد في ذلك بالإضافة الى تهريب الفروج المجمد من الدول المجاورة إلى السوق المحلي .
الحديد الخام
ارتفعت محلياً أسعار الحديد المبروم (المصنع) تدريجياً خلال العام، حيث بلغ السعر /142500 ل.س للطن الواحد في شهر آب، واستقرت حتى شهر تشرين الثاني حيث ارتفعت بنسبة 5%، وتعود أسباب هذه الارتفاعات الحاصلة في سعر الحديد إلى زيادة الطلب عليه في السوق المحلية بالإضافة إلى تأثير ارتفاع سعر الصرف
الانعكاسات المحلية
بالرغم من انخفاض الأسعار العالمية إلا أن هذا الانخفاض لم ينعكس على الأسعار المحلية بسبب تأثير ظروف البلد الاستثنائية مع العقوبات الاقتصادية التي أعاقت العمليات المصرفية ورفعت تكلفتها على المستوى العام للأسعار والتي ساهمت في ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد والنقل والشحن.
كما تتوقع الدراسة التي قامت بها الهيئة استمرار انخفاض أسعار الغذاء عالمياً لأغلب المواد في الفترة المقبلة بتأثير انخفاض أسعار النفط العالمية وتوقعات باستمرار هذا المستوى من الأسعار، ولا تتوقع انخفاض الأسعار المحلية نتيجة للظروف التي يمر بها البلد وانعكاساتها على المجالات الاقتصادية، مع توقعات بعدم تأثير السياسات الرقابية المتبعة في الحد من ارتفاع الأسعار المحلية ولن تنجح عملية السيطرة على الأسعار إلا في حال تأمين عاملين ، هما توفير المواد في السوق بما يتلاءم مع الطلب من جهة والحفاظ على مستويات سعر صرف الليرة السورية مقابل القطع الأجنبي من جهة أخرى.