«عملولنا ريجيم إجباري» أبرز ما تسمعه من أهالي اللاذقية هذه الأيام بسبب رداءة إنتاج الخبز «الحكومي» الذي تحول من خبز أبيض إلى أسمر «رديء» بين ليلة وضحاها، كما ذكر أبو عصام لـ«الوطن» وهو يبتاع بعض الأرغفة- من مخبز احتياطي- التي باتت غريبة الشكل والطعم بالنسبة له، مضيفاً: «عم نشتري الخبز مضطرين لأنه أرخص من الخبز السياحي بس مع كل لقمة غصة! ما بينبلع غير إذا شربنا معه مي وبيوجّع المعدة.
في حين لم تعد أم إبراهيم تزود أطفالها «بسندويشات اللبنة» عند ذهابهم للمدرسة موضحة: اعتاد أطفالي على تناول سندويشاتهم أثناء الاستراحة في المدرسة واليوم مع هذا الخبز الرديء الذي لا يتحول أبداً إلى سندويشة بسبب سماكته الغريبة التي تشقق الرغيف حين لفّه اضطررت إلى زيادة مصروفهم حتى يتناولوا بعض البسكويت ريثما يعودون للمنزل فلا طاقة لي بشراء الخبز السياحي الذي يصل سعر الربطة منه إلى 160 ليرة، في حين تقول علا بأن الخبز الحالي «رغم صعوبة بلعه» بالنسبة لها حلّ محل الخبز الأسمر الذي عادة ما تقطع مسافة بعيدة لشرائه لأنه يتميز بمادة النخالة ذات السعرات الحرارية القليلة مقارنة بالأبيض ما يساعدها على إنقاص وزنها وتقول رب ضارة نافعة.
وبالعودة لمدير فرع المخابز باللاذقية المهندس سعيد عيسى أكد في تصريح خاص لـ«الوطن» بأن تراجع الجودة بإنتاج الخبز ليس فقط باللاذقية بل على مستوى سورية كلها بسبب عدم توافر مادة الخميرة الطرية، موضحاً: المصدر الذي يغذي الأفران بمادة الخميرة هو المؤسسة العامة للسكر في حمص وحالياً يخضع المعمل للصيانة وقد تم الاكتفاء بالخميرة الجافة ذات الفعالية الضعيفة وهي صينية المنشأ ما أثر على نوعية الخبز وقد ترافق ذلك مع زيادة نسبة النخالة ونسبة الاستخراج من 80 إلى 95% بالنسبة للدقيق.
كما أشار عيسى لصحيفة "الثورة" إلى أن واقع الخبز سيتحسن خلال أيام حيث سيعود معمل سكر حمص لإنتاج الخميرة الطرية بأقرب وقت، ليتم توزيعها على كل الأفران سواء كانت احتياطية أم آلية وكذلك الأفران الخاصة، إلا أننا في الوقت الحالي لا نستطيع إنتاج الخبز سوى بالمعطيات الموجودة لدينا، علماً أن هذا الخبز «أفضل» من الخبز العادي من الناحية الغذائية على حدّ تعبير مدير المخابز.