كشف نائب نقيب الأطباء في سورية منصور ناصر الدين أن عدد الذين أصيبوا بفيروس الكبد B تجاوز ما يقارب مليون و600 ألف أي بنسبة 7بالمئة من سكان سورية وذلك منذ العام 2002 حتى 2010 موضحاً أن هذا الفيروس يعد من أخطر الفيروسات التي تؤدي إلى تشمع الكبد والذي يؤدي إلى الوفاة, وأن سورية تعد من الدول المتوسطة في الإصابة بهذا الفيروس.
وأكد ناصر الدين لصحيفة "الوطن" أن نسبة المصابين بفيروس C وهو يعد أعلى درجات الإصابة بتشمع الكبد بلغ 1 بالمئة أي إن عددهم بلغ نحو 230 ألف مصاب بالفيروس، لافتاً إلى أنه في عام 2014 لم تسجل أي حالة وأن جميع المصابين به تراوحت أعمارهم ما بين 40 إلى 60 عاماً، في حين لم تسجل أي إصابة بالنسبة للمصابين به من جيل الشباب والذين ولدوا في عام 1995 نتيجة تأمين اللقاح اللازم للأطفال في ذلك الوقت.
وأوضح نائب الأطباء أن أعراض الفيروس B و C تبدأ بالتهاب حاد في الكبد، وفي حال التأخر في علاجه فأنه يتحول إلى تشمع كبد والذي يؤدي إلى الوفاة في حال لم يتم زرع كبد له، مشيراً إلى أن المريض يعطى كل أسبوع إبرة غالية الثمن على مدى ثمانية وأربعين أسبوعاً لتجاوز خطورة هذين الفيروسين، إضافة إلى علاج دقيق يستمر لفترة طويلة.
وأضاف ناصر الدين إن المريض قد يتعرض إلى سرطان الخلية الكبدية وهي تعد من أخطر أنواع السرطانات والتي تؤدي إلى تعطيل عمل الكبد بشكل نهائي، مبيناً أن المصاب بفيروس C هو أكثر الأشخاص عرضة لهذا النوع من السرطان إلى جانب إصابته بتشمع الكبد الخطير.
ولفت ناصر الدين إلى أن هناك الكثير من حاملي الفيروس B ولكنه ليس فعالاً أي إن الجسد متغلب عليه، إلا أنه في حال التهاب الكبد فأنه يجب معالجته في أسرع وقت ممكن قبل أن يتفاقم ويتحول إلى فيروس C وفي هذا الحال فأنه لا يمكن علاجه إلا بزراعة كبد، باعتبار أنه وصل إلى مراحل متأخرة جداً في الإصابة وهي تشمع الكبد أو سرطان الخلية الكبدية.
وأشار ناصر الدين إلى أن المصابين بتشمع الكبد يعيشون سنوات قليلة تتراوح ما بين السنة إلى 10 سنوات، وفي حال لم يتم زرع كبد لهم فإن موتهم حتمي، باعتبار أن جميع وظائف الكبد تتوقف نهائياً، مشيراً إلى أن عدد وظائف الكبد الحياتية 662 وظيفة، معتبراً إياه معمل الجسد حتى أنه يصنف أهم من القلب على حد تعبير منصور الدين.
وبين الدكتور ناصر الدين أن من أهم أسباب انتشار الفيروس C وB هو من خلال الجنس أو الوشم أو عوامل وراثية، وهو يختلف كثيراً عن التهاب الكبد A والذي لا يسبب أي نوع من أنواع التشمع، ويتم انتقاله عن طريق الطعام، لافتاً إلى أن هذا الفيروس لا يعد خطيراً وإن علاجه سهل وبسيط، ولاسيما أن الأطفال هم الأكثر تعرضا للإصابة به.
وأكد ناصر الدين إلى أن هناك عدداً قليلاً أصيبوا بتشمع الكبد بعد تطور الفيروس لديهم إلى هذا النوع من المرض، موضحاً أن التشمع هو عبارة عن وجود ألياف حول الكبد تعطل خلاياه وتغير في البنية الفسيفسائية للكبد، بحيث يتحول لونه إلى بنفسجي غامق ما يؤدي إلى تعطل معظم الوظائف التي يتمتع بها، ومع مرور الزمن تتعطل جميع الوظائف، ما يؤدي إلى الوفاة، مشيراً إلى أن معظم الذين يتناولون الكحول بشكل كبير معرضون للإصابة به مباشرة.
وأكد نائب نقيب الأطباء أن سورية لا يوجد فيها مراكز لزرع الكبد، كاشفاً عن مشروعين تقوم بهما الحكومة في المرحلة الراهنة من خلال إحداث مركزين لزراعته وذلك بالتعاون مع إيران والبرازيل، مشيراً إلى أن هذين المشروعين توقفا في المرحلة الراهنة نتيجة الأحداث، إلا أنه وخلال فترة قريبة سيتم العمل على إحداث هذين المركزين وذلك لأهمية وجود مركز لزراعة الكبد في سورية، ولاسيما أن هناك الكثير من الدول أصبحت متقدمة في هذا المجال.
وأشار ناصر الدين إلى التكاليف الباهظة والتي ستدفعها الحكومة في حال تم إحداث المركزين سالفي الذكر، باعتبار أن زراعة الكبد مكلفة جداً وهناك دعم حكومي للأدوية النوعية التي تقدمها لعلاج الفيروس C وB، باعتبار أن المواطن السوري غير قادر على دفع التكاليف الباهظة من دواء وعلاج.
ولفت ناصر الدين إلى أن الجيل الشاب الحالي أقل عرضة للإصابة بالفيروسين الخطيرين، باعتبار أن هذا الجيل أخذ اللقاح في الصغر، ومن هذا المنطلق فإن سورية وخلال سنوات قليلة ستكون من أقل الدول انتشاراً لمرض الفيروس B الخطير.