توقع محللون انخفاضات أخرى ستطول سعر صرف الدولار مقابل الليرة، بعد التراجع الحاصل أمس من 280 ليرة إلى 268 ليرة للدولار الواحد (بمقدار 12 ليرة دفعة واحدة)، واعتبر المحلل المالي في شركة المتحدة للصرافة أن الزيادات المتتالية التي طرأت خلال الأيام القليلة الماضية ناتجة عن استثمار المضاربين لتخوّفات بعض المواطنين -كما في كل مرة– مستغلين أحداثاً سياسية طارئة؛ بينما الأخبار الجيّدة، وعلى حدّ تعبير المحلل المالي في حديثه لـ”البعث” لا يقترب منها تجار “الفوركس”، ومنها الانتصارات الكبيرة للجيش العربي السوري على فلول الإرهابيين في جميع أنحاء البلاد، ورأى ضرورة استثمار المصرف المركزي لهذه الإنجازات وتخفيض تسعيرته الرسمية والتدخلية.
وأشار المحلل (الذي فضل عدم ذكر اسمه) بحسب ما نشرته صحيفة "البعث" المحلية اليوم أن تجار السوق السوداء نفذوا عمليات قليلة جداً وباعوا بين 247 و279 ليرة، وقاموا بعدها بتعميم هذه التسعيرة لإيهام ما تيسّر لهم من المدّخرين بالليرة ودفعهم إلى تبديل عملتهم الوطنية بدولارات أمريكية سعرها مرتفع جداً “وهمي” لتحقيق مكاسب خيالية من جهة، ومن جهة ثانية لتصريف آلاف الدولارات الكاسدة في خزائنهم التي كانت تعرض سابقاً بنحو 245 ليرة دون تسجيل عمليات طلب عليها تذكر ولمدة قاربت الشهرين.
حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة، بدوره، أكد أن الهدف الرئيسي من نشر أخبار وتحليلات موجّهة، هو التأثير في سلوك الأفراد ودفعهم إلى القيام بعمليات بيع أو شراء للقطع الأجنبي عند أسعار معينة يستطيع من خلالها القائمون على مواقع إلكترونية مغرضة تحقيق مكاسب كبيرة، وبالمقابل إلحاق الخسائر بالمواطنين والاقتصاد الوطني على حد سواء، معتبراً هذه الأخبار جزءاً من الحرب الاقتصادية على المواطن والوطن ومن يقف وراء الترويج لها أشخاص مدفوعون من جهات خارجية.
مضارب كبير في السوق السوداء أكد لـ”البعث” تدنّي عدد طلبات شراء الدولار عبر متاجرهم “المخفيّة”، لافتاً إلى قيامه بالبيع بسعر تراوح بين 270 و275 ليرة إلا أنها كانت قليلة جداً، ورغم ذلك يعتقد أن سعر الدولار لن يتراجع عن مستوى 250 ليرة خلال الربع الثاني من العام الجاري على أقل تقدير.
بالمقابل توقع المحلل المالي في المتحدة انخفاضاً بحيث يتراوح سعر الدولار بين 240 و243 ليرة، مع أول جلسة تدخل لـ”المركزي”، وأن يبقى سعر صرف اليورو مقابل الدولار ثابتاً دون تلمّس تدهور في تسعيرة الأول، مناقضاً بذلك تكهّنات تعود إلى مضاربين تهدف إلى دفع مكتنزي “العملة الأوروبية” إلى استبدالها بالعملة الأمريكية الخضراء.. يذكر أن سعر صرف اليورو انخفض مقابل الدولار من 1.4 إلى 1.1 في غضون شهر بعد تهديدات أطلقتها اليونان بإمكانية انسحابها من الاتحاد الأوروبي إن لم تحلّ مشكلاتها المالية.
وفي سياق متصل يعقد مصرف سورية المركزي جلسة تدخّل اليوم الثلاثاء لبيع شريحة بقيمة 20 مليون دولار أمريكي لأغراض التدخل في السوق في إطار عملية تدخل المصرف في سوق القطع الأجنبي عن طريق المصارف ومؤسسات الصرافة العاملة في سورية حفاظاً على استقرار سعر صرف الليرة السورية.