كانت حلب حتى منتصف عام 2012 تضج بالحيوية والنشاط والحركة الدائمة حتى دخلتها المجموعات المسلحة لتدمر كل شيء في عاصمة الاقتصاد السوري.
قال " المهندس حسين سليمان " المدير العام للشركة العامة للنقل الداخلي في حلب " أنه بتاريخ 25/7/2012 توقفت الشركة عن تخديم الخطوط بشكل كلي نتيجة خروج رحبة عين التل عن السيطرة وتعتبر هذه الرحبة مركزية نظرا لاحتوائها على خزانات المحروقات ومستودعات قطع التبديل والعدد والأدوات اللازمة لعمليات الصيانة... يضاف إلى ذلك عدم توفر المحروقات في حينه. وبتاريخ 1/11/2012 خرجت رحبة البلليرمون عن السيطرة وهي أيضاً رحبة مركزية لما تحتويه من خزانات المحروقات ومستودعات للقطع التبديلية وعدد وأدوات وساحة لرصيف مبيت الباصات. تمتلك الشركة حالياً (100) باص جديد تعمل على تخديم المواطنين وبسبب الظروف الراهنة فقدت الشركة 410 باصات وأصبحت خارج السيطرة منها 320 باصاً قديماً نوع فاب ومان إضافة إلى 90 باصاً جديداً كانت هذه الباصات مرصوفة برحبتي عين التل والبلليرمون وما تحويه من محروقات ومغاسل وكل مستلزمات الإصلاح والصيانة ومبيت الباصات.
ووفقا لصحيفة "الوطن" و أمام هذا الواقع كان لابد للشركة أن تنطلق من الصفر وبدأت بشكل متتال بتصنيع خزانات للمحروقات وصلت لسعة 55000 لتر وبالتوازي مع ذلك تم شراء عدد وأدوات ومواد متابعة الأعطال وصيانة الباصات لضمان استمرارية جاهزيتها وتشغيلها لخدمة المواطنين وتعاني الشركة صعوبة وصول الأيدي العاملة لأن أغلبيتهم يقطنون في المناطق الساخنة وهناك نقص شديد جداً في عدد الباصات اللازمة لتخديم خطوط النقل وعدم توفر القطع التبديلية وارتفاع قيمتها عشرات الأضعاف والاختناقات المرورية بسبب وقوف السيارات السياحية والميكروباصات في العقد الرئيسية ما يؤدي إلى عرقلة سير الباصات. بلغت الخسائر والأضرار التي لحقت بالشركة والناجمة عن الأحداث الإرهابية بحدود مليار وثلاثمئة مليون ليرة سورية كأضرار مادية مباشرة أما الأضرار غير المباشرة فقد قدرت بحدود 110 ملايين ليرة سورية. وعلى الرغم من كل ذلك استطاعت الشركة النهوض من جديد وعملت على تخديم 14 خطاً للنقل الداخلي وساهمت الشركة في تنفيذ العديد من الفعاليات بالتنسيق مع الجهات الوصائية في المحافظة منها نقل طلاب مدرسة المتفوقين من منازلهم إلى المدرسة وبالعكس ونقل الاخوة النازحين المقيمين في عدد من مراكز الإيواء إلى مشروع (الضاحية 1070) في الحمدانية وإيصال مواد الإغاثة لهم ونقل المتطوعين لحملة نظافة حلب والمساهمة في حملة رش المبيدات في المدينة. والمشاركة في جميع الفعاليات الوطنية ونقل المشاركين فيها مجانا ونقل طلاب التعليم الأساسي أثناء الامتحانات مجانا وتم البدء بتنظيم بطاقات ركوب مجاني اعتباراً من بداية تشرين الماضي لمن تجاوز السبعين من العمر والمعوقين وطلبة المدارس ما دون الصف السادس الابتدائي وتنظيم اشتراكات شهرية لطلبة المدارس فوق صف السادس وطلاب الجامعات واسر الشهداء بمبلغ 450 ليرة شخصيا للشخص و600 ليرة سورية شهريا لأي مواطن مهما كانت صفته. ومع كل الظروف استطاعت الشركة أن توفر الخدمات للمواطنين في وقت توقفت جميع شركات النقل الداخلي الخاصة عن الخدمة منذ بداية الأزمة ومع كل ذلك حققت الشركة منذ بداية عام 2014 وحتى نهاية آذار الماضي إيرادا قدره 307 ملايين ليرة. وتحتاج الشركة وبشكل عاجل إلى 100 باص بشكل إسعافي لدعم الخطوط واستعدادا لفتح جبهات عمل جديدة وتوفير القطع التبديلية ومعالجة وضع الأسعار والغلاء. هذا هو واقع إحدى قواعد صمود حلب ومقومات نهوضها القادم.