رأي " الأستاذ جميل الشيخ مدير الكتب والمطبوعات الجامعية " أن انحدار علاقة الطالب بالكتاب الجامعي يتطلب من الجميع اعادة النظر بوضع وتقييم الكتاب متسائلاً: هل فعلاً يؤدي دوره؟
تقول آخر الأرقام حسب الشيخ أن مبيعات 2014 من الكتب بلغت /50/مليون ليرة بينما كانت 30 مليوناً في عام 2013وهذا تحسن ملحوظ وعزا ذلك الى عدة أسباب منها: حملة إعلامية موسعة وإجراء تخفيضات على سعر الكتاب إلى جانب معرض كتاب تم تنظيمه وساهم في رفع مبيعات الكتاب وبموازاة ذلك توجد لدينا كتب مخزنة بالمستودعات بقيمة 220 مليون ليرة منها كتب بقيمة 30 مليون ليرة ملغاة بسبب تغيير المنهاج.
وتعتبر الكتب العلمية الأكثر مبيعاً بينما الفروع النظرية الأقل مبيعاً ففي كلية الآداب بلغت مبيعاتها 2 مليون بينما يجب أن يكون في حقيقة الأمر 80 مليون ليرة مقارنة مع عدد طلابها الذي يتجاوز الـ 40 ألف طالب ووصلت مبيعات كلية الشريعة لعام 2014 إلى 4.5 ملايين ليرة في حين كانت عام 2013 فقط 3 ملايين ليرة وفي الحقوق تحسنت المبيعات إلى 2.8 مليون ليرة للعام نفسه بينما كانت 2013 /1.6/ مليون ليرة وأيضاً الطب وصلت مبيعاتها الى 3.7 ملايين ليرة بعد أن كانت 3 ملايين لعام 2013.
وأضاف: توجد مقترحات بزيادة سعر الكتاب 15 % وسيرافقه ضبط للتأليف وترشيد وتوجيه الطلاب باتجاه الكتاب
ويرى الشيخ أن الكتاب مدقق لغوياً وعلمياً وهذا يرتقي لمستوى الكتاب الجامعي ولكن في المقابل يوجد خلل لأن الجميع يريدون تأليف الكتب لارتباط الترفيع بتأليف الكتاب وغالباً ما يحدث ذلك (سلوقة) والموجع في الموضوع أن الكتاب يحمل اسم جامعة دمشق ولكن في حقيقة الأمر هو (قص ولصق).
وعن وجود خطة لتنشيط بيع الكتاب قال: نعمل حالياً لإنشاء معرض كتاب كمركز بيع دائم والاشتراك بالندوات المتعلقة بالكتاب وأهمية اقتنائه.
بالتأكيد هذه الأرقام الأنفة الذكر تدل على أن الإقبال على الكتاب في حدوه الدنيا وإن تحسنت في المبيعات أحيانا في بعض الفروع ولكن بالمجمل في حدود متفاوتة وهذا يعود -حسب مدير الكتب والمطبوعات- إلى أن ملخصات الأكشاك حلت محل الكتاب بنسبة تزيد على 90% بمعنى معظم الطلاب في الجامعات السورية يعتمدون في تحصيلهم العلمي على مخطوطات جاهزة تباع في الأكشاك بل تحولت إلى تجارة رائجة جداً طغى فيها الجانب التجاري على الجوانب العلمية، إضافة إلى عدم خضوعها لأي رقابة من المعنيين بسير العملية التدريسية.
وعن استخدام الملخصات بدلاً من الكتاب على مرأى ومسمع المعنيين في قطاع التعليم العالي وبناء على الأرقام المذكورة قال الأستاذ جميل الشيخ مدير الكتب الجامعية في جامعة دمشق: ينظر البعض الى هذه القضية على أنها بسيطة ولكنها في حقيقة الأمر تؤسس منتجاً جامعياً ما بعد التخرج متدنياً جداً مضيفاً: إن انخفاض عدد المحاضرات وعدم الاهتمام بالالتزام بمحتوى الكتاب يؤدي الى منتج جامعي ضعيف ولاسيما إذا عدّت المحاضرات هي المصدر الأساس للمعلومات، داعياً الجهات المعنية في التعليم العالي أو الجامعات أو الهيئات المحلية إلى أن تعيد تقييم هذه العلاقة الناشئة بين الطالب و تجار الأكشاك وهل هذا الأسلوب مفيد؟.
وقال: بصفتي مديراً للمطبوعات أناشد الجهات ذات الصلة لمناقشة هذا الموضوع وإعطائه الأولوية وتقييمه وإعادة النظر في الكتاب الجامعي ولو اقتضى الأمر إدخال بعض التغييرات على القانون الناظم لطباعة الكتب حيث تصبح غير ملزمة للطالب وعدّها مصدراً للمعلومات لا أكثر ولا أقل وتحرير الكتب، حيث ينشر على عاتق المؤلف وفي حال دخلنا في عملية تجارة خاسرة فمن المفترض أن نعيد حساباتنا والدليل أن إنتاجنا غزير والانخفاض كبير في المبيعات وحمّل الشيخ المسؤولية للمدرسين في الجامعة لأنهم يغضون النظر عن ذلك حتى إنهم لم يوجهوا الطالب للاستعانة بالكتاب.. وأضاف: بمجرد دخول الأستاذ إلى المحاضرة يتجه للطلاب بقوله (اللي بيحضر بينجح) بمعنى اعتمادهم على محاضراته التي تباع بالأكشاك وحمل المسؤولية لرئيس كل قسم يفترض تحمل المسؤولية وضبط قسمه وتوجيه الطلاب للاعتماد على الكتاب واشتراط دراسته للنجاح ولكن المبدأ السائد (الغاية تبرر الوسيلة) إذ يتبع الطلاب الأسلوب الأسهل لتحقيق أفضل النتائج وعدّ الشيخ أن الحل يكمن بإلزام المدرس والطالب بالكتاب واقترح بيع الكتب الجامعية بشكل إلزامي مع إيصال التسجيل أي استيفاء ثمن الكتب أولاً موضحاً: بهذه الطريقة أكون قمت بواجبي في ايصال العلم لكل طالب بل ويحتفظ بالكتاب كمرجع في بيته وتالياً أكون قد حققت وارداً اقتصادياً وألزمت المدرس بالتقيد بالكتاب الجامعي.
كما حمّل الشيخ المسؤولية لمنظومة التعليم العالي عن وجود الأكشاك التي تحولت إلى مطابع للملخصات في حال إنها - أي منظومة التعليم - تعد مديرية الكتب والمطبوعات قطاعاً اقتصادياً وهنا يجب التعامل معه بمنطق الربح والخسارة ويجب تفعيله وليس المطلوب إضعافه من خلال السماح لبائعي الأكشاك بأن يسرحوا ويمرحوا ونحن نذهب لنردد في المهرجانات أن جامعة دمشق من أعرق الجامعات..!
وللإشارة فقط، بلغت مبيعات كتب التعليم المفتوح 126 مليون ليرة لعام 2006 بينما في عام 2013 وربما بسبب الظروف الحالية انخفضت إلى 18 مليوناً والخسائر الأكبر في بقية الجامعات..!
وعن حجم الخسائر التي لحقت بمديرية المطبوعات بيّن مدير الكتب أنه لا توجد خسائر والتعويض يأتي عن طريق التعليم المفتوح و دخل الجامعات الخاصة وتمويلنا لصندوق الدين العام نحو 2.5 مليون ليرة شهرياً أي لا نعد خاسرين وما زلنا نقوم بالطباعة رغم إحجام الطلاب عن الكتاب ولكن تبقى المسألة بحاجة إلى تقييم وهل يمثل الكتاب مصدراً أساسياً للمعلومات أو يمكن الاستغناء عنه ولماذا نتكلف ونكلف الأساتذة بالتأليف.؟
وعــن دور الجــــامعة قال: في كل المــــؤتمـــرات والندوات طرحنا هذه المسألة لكن لا توجد مقترحات جدية لمناقشة هذا الموضوع علماً بأن الوزارة تعلم بأزمة الكتاب..